التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

دروس في الجهاد 

تقرير / عبدالرضا الساعدي 
یعتبر الخبراء والمراقبون والمحللون للشأن العراقي أن تحریر آمرلی يعد انجازا کبیرا للشعب العراقی وسیفتح الطریق أمام تسجیل المزید من الانتصارات علی تنظیم داعش التکفیری الإرهابي وسیرفع من معنویات الشعب العراقی بکامل قومیاته وطوائفه , ويعطي دفعة قویة لتحریر باقی مناطق شمال وغرب العراق ویزید أملهم فی تحریر مدینة الموصل ثانی أکبر مدن العراق أيضا من براثن داعش.
وبحسب أحد القادة العسكريين  فإن الهجوم على ناحية آمرلي بدأ من ثلاثة محاور، فقد هاجمت قوة من البيشمركة من جهة كركوك، ومن جهة سهل طوزخورماتو هاجم الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، ومن جهة ناحية سليمان بك هاجم قوة من متطوعي الحشد الشعبي  فيما كانت الطائرات الأمريكية تقصف المنطقة في نفس الوقت.
وعلى الرغم من ان انعدام الماء والكهرباء وقلة الغذاء الذي كان يهدد باستمرار في حدوث كارثة إنسانية إلا ان الأهالي كانوا يقاومون ببسالة“.
وأشار مدير شرطة الطواريء في آمرلي الى ان داعش كان يقصف المدينة يوميا بمدافع الدبابات والهاونات وصواريخ الكاتيوشا وقال أيضا:” كانت قوات الشرطة التي بقيت في المدينة تقاوم بمساندة الأهالي فيما كان الجيش العراقي يوصل المساعدات الإنسانية والعسكرية بالهيليكوبترات“.
مشكلة آمرلي الكبرى كانت تكمن في ان المدينة انعزلت عن محيطها خصوصا من طرف طوزخورماتو حيث كان مسلحو داعش يسيطرون على ناحية سليمان بك، لذلك لم تكن لأية قوة القدرة على إنقاذ الأهالي بمفردها، كما يؤكد قادة العسكريون.

 وقد أشار بعض المراسلين الإعلاميين الذين تواجدوا هناك إن “الأهالي كانوا مبتهجين بلقاء أحبائهم بعد طول غياب”، مضيفاً أن أهالي البلدة أكدوا له بأن كل شيء آمن في البلدة بعد تحريرها، إلا أنه هناك كماً هائلاً من العمل ينبغي القيام به ليعود به الوضع لما كانت عليه في السابق.
وبصدد الدروس المستوحاة من هذه المعركة ، يذكر الكاتب والمحلل د. نجاح العطية في مقالة له عن هذا الموضوع قائلا : ((تحرير امرلي وصمود أهلها فيه الكثير الكثير من العبر والدروس التي ينبغي على الشعب العراقي الاستفادة منها عمليا واول هذه الدروس هو ان الإرادة الصلبة والاستبسال في المقاومة والدفاع عن الارض والعرض ضد هجمات العدو الداعشي الغاشم رغم قلة العدد والعدة يصنع المعجزات ويأتي بالنصر المبين ولو بعد حين.
وثاني هذه الدروس والعبر تعطي دلالات كنا قد اشرنا اليها في تحليلاتنا السابقة وهي ان زمر داعش ليست بالعدو الديناصوري الرهيب كما صورته وسائل الإعلام المشبوهة في حربها النفسية ضد ابناء المدن العراقية رغم امتلاكه للتقنيات الحديثة والأساليب والتخطيط والدعم والإسناد اللوجستي من جهات ودول عديدة على رأسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لكن هذا العدو الداعشي الممنهج والمبرمج صهيونيا يتضاءل وينتهي أمام إرادة الجهد الشعبي والصبر الجهادي في المقاومة والصمود والإعداد والتخطيط العلمي التعبوي الميداني لكسر شوكته والتمكن منه والقضاء على زمره التي لا تمتلك سلاحا غير الغدر والجبن الدموي واغتصاب النساء وقطع رؤوس العزل والأبرياء وسفك الدماء وإثارة الهلع والرعب بين صفوف المدنيين في المدن التي تدخل اليها وهو منهج طالما عرف به تنظيم القاعدة وخليفته داعش من اجل بسط النفوذ على المدن التي تحتلها وتفرض سيطرتها عليها وهو اسلوب همجي قذر يمكن داعش في تصور من يخطط لها من إطالة عمرها والتسلط على أبناء المدن التي تحتلها بالرعب والخوف والهلع.
لكن الصمود الأسطوري الرائع لأهالي مدينة آمرلي (أميرعلي) اثبت بما لا يدع مجالا للشك يقينيا ان داعش لا يمكن ان تنتصر على ارادة الجماهير والشعب حين يكون هذا الجمهور متجحفلا في أرضه وهو يدافع عنها وعن عرضه وشرفه متسلحا بالعزيمة والإرادة الفولاذية والقضية والهوية العراقية الأصيلة التي تجعله يفوز بالميدالية الذهبية في سباق انتصار إرادة الخير ضد إرادة العدوان والهمجية والشر التكفيري البعثي الصهيوني وسباق صراع قوى الحق والعدل والحرية ضد قوى الظلام والتخلف والتحجر والهيمنة الجاهلية الشيطانية.
وثالث هذه الدلالات أن الشعب حين يتوحد في تصميمه للدفاع عن مقدساته ومقدراته وأبنائه ويتناغم مع مبادئ الحق ورفض الظلم والعدوان يستطيع كسر شوكة العدوان مهما كانت سطوة وقدرة الجهة التي تمثل ذلك العدوان عددا وعدة.))

يذكر أن قوات الجیش العراقی والشرطة العراقیة وقوات الحشد الشعبی  قد وجهت صفعة قویة الی تنظیم داعش التکفیری الإرهابي وقامت مؤخرا بتحریر ناحیة آمرلی الواقعة علی بعد 160 کم شمال بغداد والتی صمدت أمام محاولات داعش لاحتلالها منذ 84 یوما، علی الرغم من قطع المیاه والطعام وتطویقها من جمیع المنافذ . .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق