التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, سبتمبر 22, 2024

طائرات مسيّرة للتجسس على المتظاهرين.. هل ستدقّ الاحتجاجات الأمريكيّة المسمار الأخير في نعش “ترامب 

أثارت جريمة قتل المواطن الأمريكي الأسود “جورج فلويد” على يد شرطي في ولاية “مينيابوليس” الأمريكية، شرارة الاحتجاجات التي انتشر لهيبها ليس فقط داخل الولايات المتحدة ولكن أيضا في العديد من الدول الغربية. إن هذه القضية تعتبر واحدة من القضايا التي جذبت انتباه قادة الجيش، وخاصة القوات الجوية، التي تمتلك العديد من الطائرات المسيّرة المتطورة والحديثة والتي استعانت بها الحكومة الأمريكية خلال الفترة الماضية للتجسس على المتظاهرين في عدد من الولايات الأمريكية. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية أن عدد من هذه الطائرات من دون طيار حلقت خلال الأيام الماضية فوق رؤوس الناس الذين خرجوا في احتجاجات شعبية للمطالبة بالعدالة والقصاص لـ”فلويد”، ولقد عملت تلك الطائرات على التجسس على مكالمات المحتجين؛ وقد أثارت هذه الخطوة سخط من بعض المشرعين ونشطاء المجتمع المدني في الولايات المتحدة. وبالنظر إلى أن هذه القضية قد حظيت باهتمام أقل في وسائل الإعلام، فإننا هنا سنلقي نظرة على هذه الطائرات بدون طيار الحديثة.

طائرة “إم كيو-9” هي طائرة من دون طيار تنتجها شركة “جنرال اتوميكس” الأمريكية، وهي طائرة درون متعددة الأغراض، تتنوع مهامها بين المراقبة والتجسس وضرب أهداف أرضية، كما تستخدم كقاذفة للصواريخ في ميادين القتال. ومن أبرز مستخدمي هذه الطائرة، الجيش الأمريكي، الذي استخدمها بشكل فاعل في ضرب مواقع في أفغانستان. وطائرة “ام كيو-9” تعد من بين أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار وتضم مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة. وبحسب شركة “جنرال اتوميكس”، يبلغ وزن الطائرة نحو 5 أطنان كما تستطيع حمل كمية كبيرة من الصواريخ والقنابل الموجهة بالليزر. وفي حين يبلغ طولها 11 مترا يصل عرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً. ويبلغ مدى التحليق للطائرة نحو 3 آلاف كيلومتر، ويصل أقصى ارتفاع لها 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً. وبالإضافة إلى قدرتها على العمل في الظروف الجوية القاسية، صممت هذه الطائرة للتحليق لفترة زمنية طويلة تصل إلى 40 ساعة.

الطائرة بدون طيار “ريبر” التابعة لإدارة الحدود والجمارك الأمريكية

وطائرة “إم كيو-“9 أو “ريبر”، هي طائرة من دون طيار كانت تسمى من قبل “بريداتور بي” تنتجها شركة جنرال اتوميكس الأمريكية. وهي مصممة على أساس “إم كيو -1 بريداتور” ولكنها أكبر منها كثيرا بغرض استخدامها أيضا كقاذفة للصواريخ في القتال. وهي تستخدم في سلاح طيران أمريكا وفي سلاح طيران بريطانيا في ضرب مواقع في أفغانستان. وقامت شركة جنيرال أتوميكس عام 2000 بتطوير طائرتها بدون طيار من نوع “إم كيو-1 بريداتور”، لتصبح أكبر وأشد قدرة على حمل القذائف واستخدامها في حرب أفغانستان. وكان أول طيران لها في فبراير 2001، ويحركها محرك “توربو” قدرته 900 حصان. ولقد قامت أمريكا بتدشين أول سرب من هذه الطائرة من نوع “ريبر” في قاعدة “كريخ” للقوات الجوية بـ”نيفادا” عام 2006. وتمتلك القوات الجوية الأمريكية 28 طائرة من هذا النوع، ومن المنتظر زيادة عددهم إلى نحو 90 طائرة خلال السنوات القادمة. كما يعمل في سلاح الطيران الأمريكي نحو 200 طائرة من دون طيار من نوع “بريداتور”. يبلغ وزن الطائرة نحو 5 أطنان وتستطيع حمل صواريخ موجهة وقنابل بوزن 7 و1 طن، وهي تعمل على مدى 3000 كيلومتر. يبلغ ثمن الطائرة 5 و11 مليون دولار أمريكي.

تحليق الطائرة بدون طيار “ريبر” التابعة لإدارة الحدود والجمارك الأمريكية فوق مينيابوليس للتجسس على المتظاهرين

الجدير بالذكر أن المخابرات الأمريكية استعانت بهذا النوع من الطائرات من دون طيار للتجسس على المتظاهرين الأمريكيين الذين خرجوا للاحتجاج على مقتل المواطن الامريكي الافريقي “جورج فلويد” على يد شرطي قبل عدة أسابيع في مدينة الامريكية وهذه العملية أثارت سخط العديد من المشرعين الأمريكيين الذي وصفوا هذه العمليات بأنها تدخل سافر في الحريات الشعبية للمواطنين الأمريكيين.

مكتب التحقيقات الفدرالي يستعين بالطائرات من دون طيار الأقل شهرة للتجسس على الأمريكيين

قام مكتب التحقيقات الفدرالي خلال الفترة القليلة الماضية بالاستعانة ببعض الطائرات بدون طيار للتجسس على المتظاهرين والاستماع لمكالماتهم ومراقبتهم. بالطبع، هذه ليست أول مرة يقوم فيها مكتب التحقيقات الفدرالي بمراقبة المتظاهرين من السماء، حيث قام هذا المكتب الفدرالي في عام 2015 عندما نظم الآلاف من المواطنين الأمريكيين العديد من الاحتجاجات في عدد من الولايات الأمريكية بسبب مقتل رجل أسود، بالاستعانة بعدد من الطائرات بدون طيار لمراقبة المظاهرات والتجمعات.


رصد مظاهرة في عام 2015 من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي

إن احدى الطائرات التي استخدمها مكتب التحقيقات الفدرالي للتجسس على المتظاهرين، هي طائرة “أر سي 26 بي” وهي من عائلة طائرات الاستطلاع والمراقبة ولقد صُنعت من قبل شركة “بيونغ” وتم تعديلها من قبل عدد من الشركات، بما في ذلك جنرال ديناميكس ولوكهيد ويستخدم هذا النوع من الطائرات من قبل القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية البريطانية لدعم عمليات التجسس والإستقصاء بالقرب من مسرح العمليات. ولقد بني هيكل الطائرة على أساس “سترا توليفتر سي 135”. واستخدمت هذه الطائرة في مهمات تم تنفيذها قبل بدء الحملة الجوية على العراق، إذ كانت تُحلق بالقرب من الحدود، لمراقبة النشاط اللاسلكي والراداري.

خارطة تحليق طائرة “أر سي 26 بي” فوق واشنطن خلال الاحتجاجات الأخيرة

خارطة تحليق طائرة “جت سسنا” التابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي فوق واشنطن في الـ2 يونيو الماضي

ومن الطائرات الاخرى التي استعان بها مكتب التحقيقات الفدرالي للتجسس على المتظاهرين، هي طائرة “سيسنا ستيشن جيت” وهي طائرة نفاثة صنعت في أمريكا في عام 1992 وطارت لأول مرة في 29 أبريل 1991 وصنعت 400 طائرة منها وتستخدم في شركة طيران “ريفيا اي أكس” الأوروبية وطيران “رواند” وطورت من طائرة “سيسنا سايتيشن إم 2” والطرازت الأخري لديها هي “سيسنا ستيشن 526”. ويعتبر طراز “سيسنا سيتيشن” هو الأصلي ضمن طائرات سيتيشن. وبالرغم من أن تلك الطائرة مزودة باثنين من المحركات المروحية التوربينية، فهي صغيرة الحجم نسبيا وذات درجة عالية من المرونة التي أثبتت شعبيتها لدرجة ان التصميم الأصلي كان السبب في ظهور مجموعة من طائرات “ستيشن”.

صورة للطائرة التي يستعين بها مكتب التحقيقات الفدرالي كغطاء للتجسس على المتظاهرين

تحليق مروحية تابعة للحرس الوطني فوق واشنطن

كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن قوات الحرس الوطني الأمريكي استعانت بطائرات هوليكوبتر من طراز “يوروكوبتر يو إتش-72 لاكوتا” في الأيام الاولة من شهر يوليو لمراقبة المظاهرات الشعبية الأمريكية التي اجتاحت العديد من المدن والشوارع الأمريكية للمطالبة بالعدالة والقصاص لمقتل المواطن الأمريكي الأفريقي “جورج فلويد” على يد شرطي أبيض. ومروحية “يوروكوبتر يو إتش-72 لاكوتا”،‏ هي مروحية ذات محركين مع دوار رئيسي واحد، وأربع ريش، وهي النسخة العسكرية من مروحية “يوروكويتر إي سي 145” وهي أيضا من صناعة فرع “يوروكويتر الأمريكي”، التي انتجت في عام 2006. وتستخدم بشكل أساسي من قبل القوات البرية الأمريكية. وكان أول طيران لها في 2006. ولقد دخلت الخدمة في 2007، ومازالت في الخدمة حتى الآن. صنع منها 250 طائرة، وتم تسويقها في البداية باسم “يو إتش-145″، وفي أكتوبر 2006، منحت “يوروكوبتر” الأمريكية عقدا لإنتاج 345 طائرة لاستبدال أساطيل مروحيات الجيش الأمريكي والحرس الوطني التابع للجيش الاقدم من طرازي “يو إتش 1 في” و”” أو أتش 58 كيو”.

وفي الختام ينبغي القول، أن الاحتجاجات الجماهيرية في الولايات المتحدة لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة وذلك للمطالبة بتحقيق العدالة والقضاء على العنصرية وذلك عقب مقتل رجل أسود يدعى “جورج فلويد” على يد ضابط شرطة أبيض يدعى “ديريك شافين” في مدينة “مينيابوليس”، التابعة لولاية “مينيسوتا”، ولقد كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن عدد المتظاهرين يزداد يوماً بعد يوم. ولفتت تلك التقارير إلى أنه قُتل ما لا يقل عن 62 شخصًا وأصيب عدد كبير في هذه الاحتجاجات التي توسعت رقعتها خلال الايام القليلة الماضية ووصلت إلى جميع الولايات والمدن الأمريكية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق