التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, سبتمبر 22, 2024

السيد نصرالله وحلول للخروج من الأزمة الاقتصادية 

من دون أدنى شك لا يزال لبنان عالقاً في أزمته الاقتصادية التي بدأت تتفاقم وتهدد معيشة المواطنين اللبنانيين، وهذا ما عبر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اعتبر في آخر إطلالة تلفزيونية له أن العقوبات الأمريكية الجديدة التي يفرضها قانون قيصر تهدف الى “تجويع” سوريا ولبنان المجاور، واصفاً إياها بأنها “آخر الأسلحة” التي تستخدمها واشنطن ضد دمشق.

بالفعل هي آخر الأسلحة التي يمكن لأمريكا استخدامها ضد سوريا، والهدف الأساسي منها الضغط على الشعب السوري ودفعه لاسقاط الدولة السورية، تمهيدا لضرب محور المقاومة، هذا المحور الذي حقق انتصاراً جعل جميع القوى العالمية تقف مصدومة من المقدرات التي يمتلكها هذا المحور، والتي لم يعد بإمكان أحد المساس بها على جميع المستويات، فأمريكا فشلت في حصار ايران اقتصاديا وجميع العقوبات التي فرضت على ايران منذ وصول ترامب وحتى اللحظة لم تحقق اي نتيجة مرجوة للادارة الأمريكية، وحاولت الأخيرة حصار العراق وجره إلى المزيد من الفوضى لكن النتيجة كانت عكس ما ترغب واشنطن لتنتقل بعد ذلك إلى سوريا لإسقاط الحكومة السورية ولكنها فشلت ايضا بالرغم من أن دولا عربية وغربية ساهمت بالدفع نحو تحقيق هذا الأمر لكن دون جدوى، وخرجت سوريا منتصرة وكذلك محور المقاومة، وبعد هذا كله اتجهت واشنطن نحو لبنان لخلط الأوراق هناك ودفع المواطنين للتظاهر ودس السم بالعسل واستغلال حاجات المواطنين ومطالبهم المحقة على خلفية الفساد الذي ينتشر في لبنان والنزاعات السياسية لتشعل واشنطن الامور بطريقتها المعهودة، وتجوع الشعب ومن ثم تقول له بأن سلاح “حزب الله” هو المشكلة، وإلا لكان لبنان في النعيم، ولكن من يصدق هذا الكلام إلا كل ساذج لا يفقه بالسياسة اللبنانية شيء.

السيد حسن نصرالله تحدّث عن معادلة يتم تداولها في لبنان مفادها “السلاح مقابل الطعام”، متوعداً “من يريد أن يضعنا بين خيارات إما نقتلك بالسلاح أو نقتلك بالجوع، أقول له سيبقى سلاحنا في أيدينا ولن نجوع ونحن سنقتلك”.

وقال نصرالله في كلمة متلفزة بثّتها قناة المنار “قانون قيصر يريد تجويع لبنان كما يريد تجويع سوريا”، لافتاً إلى أن القانون الذي يفرض “الحصار الشديد على الدولة وعلى الشعب في سوريا هو آخر الأسلحة الأمريكية”.

وأضاف “هذا آخر الأسلحة، أن نحاصر سوريا ونضغط عليها وممنوع على أحد التعامل معها والبيع والشراء… ونجوّع الشعب السوري ونضرب الليرة”.

السيد حسن نصرالله للمرة المئة بعد الألف يؤكد أن “حلفاء سوريا الذين وقفوا معها في الحرب العسكرية والأمنية والسياسية، حتى لو كانت ظروفهم صعبة، لن يتخلّوا عن سوريا في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا بسقوطها”.

ونوه نصرالله إلى سوريا انتصرت وقال “إذا كنت أريد اليوم أن أستدلّ على أنّ سوريا انتصرت في الحرب العسكرية والسياسية والأمنية والمعنوية، أستدلّ بلجوء أمريكا إلى قانون قيصر”، مضيفاً “لو كانت مهزومة لا يحتاجون إلى قانون قيصر”.

وجاءت مواقف نصرالله بعد ساعات من إعلان السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت في مجلس الأمن أنّ بلادها ستتّخذ الأربعاء “تدابير حاسمة لمنع الحكومة السورية من الحصول على انتصار عسكري”.

في سياق متصل، حذّر نصرالله في كلمته من أنّ القانون الأمريكي “يُلحق الأذى بلبنان” انطلاقاً من أنّ “سوريا هي المنفذ البرّي الوحيد للبنان باتّجاه العالم”.

واتّهم نصرالله الأمريكيين بأنهم “يمنعون نقل الكميات الكافية من الدولار إلى لبنان” وبأنهم “يضغطون على المصرف المركزي لمنع ضخّ الدولار بكميات كافية في الأسواق” بحجّة أنّ الحزب “يشتري الدولار من السوق لأخذه إلى سوريا”.

الحلول

نوه السيد نصرالله في أكثر من مناسبة إلى أن هناك حلول كثيرة للخروج من الأزمة، واشار صراحة إلى التعاون مع الصين التي رحبت بالتعاون مع لبنان وهناك حديث عن التحضير للقاءات بين المسؤولين اللبنانيين والصينيين في الفترة المقبلة للتوقيع على عدة مشاريع في حال لم تعرقلها واشنطن التي ستقاتل لمنع الصين من الدخول الى السوق اللبناني للاستثمار، وهناك ايضا ايران وهناك عدة اساليب للتجارة بين هذه الدول بدون استخدام الدولار.

ويحمل الصينيون للبنان 9 مشاريع تنمويّة واقتراحات حلول لأزمات مزمنة، أنتجت بدورها أزمات اقتصادية وديموغرافية وسياسية. من سكك الحديد إلى الكهرباء والمال، ويبدو أن لبنان اليوم على مفترق طرق بسبب أزمته المالية والاقتصادية ومطالبته من قبل واشنطن باتخاذ قرارات صعبة في مقدمتها التضحية بعلاقته الحيوية مع سوريا وعبرها. وفي المقابل فهو بحاجة إلى رضا واشنطن للحصول على قرض صندوق النقد الدولي الذي تملك هي وحلفاؤها أغلبية الحصص فيه. وإذا لم يحصل لبنان على بعض الاستثناءات في علاقاته مع سوريا كما حصل العراق على مثل ذلك في علاقاته مع إيران، فإن استقراره السياسي والأمني والسياسي سيكون مهدداً؟

ويقدّر أكثر من مصدر معني بملفّ الشركات الصينية المهتمة بالاستثمار في لبنان، وهي بالمناسبة من أول عشر شركات كبرى في الصين، أن قيمة العروضات للاستثمارات الصينية تتجاوز مجموع ما يمكن أن يؤمّنه مؤتمر “سيدر”، وستصل إلى أكثر من 12.5 مليار دولار أميركي.

ومن الصين إلى إيران والعراق، تعدّدت تفاهمات نصر الله لتأمين حاجيات لبنان من الوقود والحبوب، ومنع خطر الجوع الذي يضعه الاميركيون ثمناً للتمسك بسلاح المقاومة. فمنذ ما قبل تأليف الحكومة العراقية الجديدة، التي لعب حزب الله دوراً في تذليل العقبات أمام رئيسها مصطفى الكاظمي، تعهّد العراقيون بتأمين جزء من حاجات لبنان النفطية وتأجيل الدفع لسنتين أو أكثر مع ضمانات حكومية، وكذلك فتح الأسواق العراقية أمام الصادرات الزراعية والصناعية اللبنانية، ولا سيّما خلال الزيارة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى بغداد قبل نحو شهر. وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران، التي سبق أن خصصت حمولة عدد من ناقلات نفطها للسوق اللبنانية، مع تأكيد التعامل ببدائل من الدولار، منها الليرة اللبنانية، أو حتى بيع لبنان الوقود بأسعار مخفّضة جداً عن قيمته الفعلية في السوق العالمي. ليس هذا فحسب، تبدي العديد من الدول الآسيوية اهتماماً بالاستثمار في لبنان.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق