التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

السباق مع الزمن؛ دول وشركات عالمية تتسابق لصنع لقاح لفيروس “كورونا” 

عادت حمى “كورونا” إلى الظهور في معظم أنحاء العالم بعد بضعة أيام قليلة من تخفيض قوانين الحظر الصارمة ورفع القيود المفروضة على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، ولكن نظرًا للآثار الاقتصادية المدمرة لاستمرار القيود الاجتماعية، فقد أجبرت الحكومات على التسابق مع الزمن لإيجاد علاج نهائي لهذا الفيروس التاجي الخطير. وفي هذا الصدد، أعلنت دول مختلفة بأنها سوف تكشف عن نتائج الاختبارات الأولية للقاحات التي تم اختبارها على المرضى ولفتت أنها سوف تقوم بإنتاج مثل هذا اللقاحات بشكل كبير إذا ما أثبتت النتائج أنها قضت على الفيروس. وهنا تجدر الاشارة إلى أن هذه المنافسة أصبحت مكانًا للخلاف والتوتر بين الحكومات المختلفة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يوجد حاليًا 23 لقاحًا مضادًا لفيروس “كورونا” التاجي قيد التجارب السريرية حول العالم، ثلاثة منها وصل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة.

وفي وقت سابق من شهر أبريل الماضي، أفاد موقع “نيترل دوت كوم”، أن التوقعات العالمية لبحوث وتطوير لقاح فيروس “كورونا” تشمل 115 لقاحاً مرشحًا، 73 منهم حاليًا في المراحل الاستكشافية أو السريرية. وكانت اللقاحات التي تم اختبارها من قبل Inovio و Moderna و CanSino Biologicals ومعهد “شن جن جنو” الطبي من بين أفضل المرشحين لتحقيق تقدم سريري. وفي إطار هذا التقرير، سنستعرض تاريخ جهود الدول لاكتشاف لقاح لفيروس “كورونا” من بداية التفشي وحتى الآن، وسوف نتطرق إلى أهم الإنجازات المعلنة.

أزمة كبرى في أمريكا و”ترامب” يحاول بكل الطرق

في الأسابيع القليلة الماضية، ربما لم تكن هناك مشاكل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة إلا وتأثرت بأزمة إنتشار فيروس “كورونا” في عدد من بلدان العالم وفي غضون ذلك، يمكن تقييم التركيز الأساسي لهذه الأزمة من خلال تأثيرها على القضايا الاقتصادية والقضايا السياسية. في الواقع، يبدو أن أزمة “كورونا”، التي كان لها تأثير عميق على الاقتصاد العالمي، من المرجح أن تؤثر على جميع التطورات السياسية في العديد من بلدان العالم المختلفة في المستقبل القريب.

ووفقًا لأحدث الإحصائيات، فإن أمريكا كان لديها أكبر عدد من المصابين بفيروس “كورونا”، حيث وصل عدد المصابين إلى حوالي 277 ألف حالة، وبعد أمريكا، جاءت إيطاليا في المرتبة الثانية كبؤرة محورية لفيروس “كورونا” في العالم، حيث وصل عدد المصابين بهذا المرض في هذه الدولة الاوروبية إلى حوالي 119 ألف مصاب وتأتي دول غربية أخرى بعد إيطاليا، كإسبانيا وألمانيا وفرنسا، وتأتي الصين في المرتبة السادسة في العالم. ويبدو أن الرئيس الامريكي “ترامب” ومستشاريه أدركوا أنه من المحتمل أن يكون هناك مستقبل مشترك وعلاقة مباشرة بين مستقبله وفيروس “كورونا” وهذا يعني أن ورقة فوز “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 كانت بالتأكيد مرتبطة بالنجاحات الاقتصادية التي تمكن من تحقيقها خلال السنوات الماضية ولهذا فلقد بذلت الحكومة الامريكية خلال الفترة الماضية الكثير من الجهود لصنع لقاح لهذا الفيروس التاجي الخطير.

وقبل عدة أسابيع عملت شركة “غيلياد ساينسز” الأمريكية الطبية العديد من الاختبارات على أحد عقاقيرها الذي يمكن أن يحارب أعراض كورونا . وأطلقت الشركة الأمريكية على العقار اسم “ريمسيفير”، مشيرة إلى أنه أظهر نجاحا في مواجهة النسخة السابقة من فيروس كورونا المعروفة بمتلازمة الشرق الأوسط، وفيروس “سارس”. ومن جهتها، ذكرت شركة “أبيفي” أنها حصلت على نتائج واعدة في اختبار عقار يعالج كورونا، مشيرة إلى أن العقار مزيج من الأدوية المخصصة لمكافحة الإيدز وعقار “التاميفلو” المخصصة لمواجهة إنفلونزا الخنازير. كما تعمل شركتا “جونسون آند جونسون” و”غلاسكو سميث كلاين” على إنتاج عقارات مماثلة.

محاولات أوروبية لصناعة لقاح لـ”كورونا”

تمكنت شركة طبية ألمانية قبل عدة أسابيع من صناعة لقاح كان له أثار إيجابية على فيروس “كورونا” وفي هذا السياق أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستدعم الشركة وستقدم لها 80 مليون يورو للمضي في أبحاثها. وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية، “أورزولا فون دير لاين”، يوم الاثنين 16 مارس/ آذار 2020 على تويتر أن “المفوضية دعمت أبحاث الشركة مبكرا وستعاود مساعدتها مرة أخرى الآن”. وجاءت تغريدة السياسية الألمانية بعد أن أجرت هي و”ماريا غابريل”، المفوضة الأوروبية للأبحاث العلمية، محادثة هاتفية مع مسؤولي الشركة الألمانية. وأضافت فون دير لاين أن المهم هو التوصل بأسرع ما يمكن إلى لقاح يساعد العالم أجمع.

وكانت تقارير صحفية في ألمانيا قد ذكرت أن إدارة الرئيس “ترامب” كانت تسعى إلى الحصول على لقاح من إنتاج الشركة تكون حقوق استخدامه حصرية للولايات المتحدة، وذكرت هذه التقارير أن الحكومة الأمريكية عرضت على الشركة الألمانية مبلغا كبيرا من المال لهذا الغرض. وذكرت المفوضية في بيان أن الدعم المالي يمكن أن يكون في شكل ضمان من الاتحاد الأوروبي للشركة الألمانية للحصول على قروض من بنك الاستثمارات الأوروبي.

ورغم إعلان عدد من الدول الأوروبية أنها تتقدم في البحث، فإن لقاحا واحدا يطوره فريق علمي تابع لجامعة أوكسفورد البريطانية وصف بأنه الأنجع بعد دخوله مرحلة التجارب البشرية. وزادت الآمال المعلقة على هذا اللقاح بعد أن أعلن الفريق العلمي أنه سيحصل على أولى نتائج اختبار اللقاح على البشر منتصف الشهر القادم، بعد أن كانت التوقعات بظهور النتائج في سبتمبر/أيلول القادم، مما يقلص المدة الزمنية التي يحتاجها اللقاح للاختبار. وبمجرد ظهور نتائج إيجابية على اختبار اللقاح على الحيوانات، سارعت الحكومة البريطانية لتخصيص اعتماد مالي قدره 20 مليون جنيه إسترليني لدعم أبحاث جامعة أوكسفورد، وتسريع اختبار اللقاح. وتراهن الحكومة على هذه الأبحاث حتى تصبح المملكة المتحدة أول من ينتج اللقاح في سباق مع الولايات المتحدة وألمانيا.

روسيا تصنع أول لقاح لـ”كورونا” وترسله إلى الاسواق

أعلنت روسيا بعد تجارب مضنية بشأن لقاح أو دواء ضد فيروس “كورونا”، تمكنها من تصنيع دواء “افيفافير”، الذي يمكن اعتماده كدواء فعال في مواجهة الفيروس، وإنقاذ البشرية. وأظهرت نتائج التجارب المخبرية تمكن العقار الجديد من تخليص جسم المريض من العدوى خلال 4 أيام فقط. ومن المتوقع إعتماده في روسيا في الأول من يوليو المقبل. وتم هندسته مخبرياً بناء على لقاح “فاريفافيرا” الياباني، الذي عرضته اليابان على نحو 80 دولة لإجراء الاختبارات السريرية عليه. لكن روسيا أصبحت أول دول تجتازه بنجاح، وسيصبح أول عقار طبي يصادق عليه دولياً للعلاج من فيروس “كورونا”. ويؤكد نائب مدير المركز القومي لأبحاث الرئة والأمراض المعدية، “فلاديمير تشولانوف”، أن لقاح “افيفافير” يعد أكثر العقاقير الواعدة في العالم. ويشير إلى أنه سيتم إعطاء الدواء الجديد فقط تحت رقابة مشددة من الطاقم الطبي، ويمنع استخدامه من قبل النساء الحوامل والأطفال، ولا يكاد تكون له آثار جانبية.

وعلى صعيد متصل، وجهت بريطانيا اتهامات لقراصنة روس يعملون لحساب أجهزة الاستخبارات الروسية بمحاولة سرقة معلومات تتعلّق بتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. وقال المركز الوطني للأمن الإلكتروني في بريطانيا أن المجموعة استهدفت أبحاثا تتعلّق بلقاحات فيروس “كورونا” في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا ومنظمات لتطويرها، مشيرا إلى أن السلطات الأميركية والكندية أكدت صحة المعلومات. ونشر المركز تفاصيل حول نشاط مجموعة تعرف باسم ” APT29″، وتسمى أيضًا “الدوقات” أو “الدب المريح”، مؤكدة أن الأهداف المعروفة لتلك المجموعة تشمل منظمات البحث والتطوير الخاصة باللقاح في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا.

ومن جهته، نفى الكرملين، اتهامات بريطانيا بأن جهات روسية حاولت التدخل في الانتخابات التشريعية العام الماضي، وأن قراصنة يعملون بشكل شبه مؤكد لحساب أجهزة الاستخبارات الروسية حاولوا سرقة أبحاث حول لقاح لفيروس “كورونا” التاجي.ولقد أفاد الناطق باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف”، “ليس لدينا معلومات عمن يمكن أن يكون اخترق شركات الأدوية ومراكز الأبحاث في بريطانيا”. وأضاف: “روسيا لا علاقة لها بهذه المحاولات. نحن لا نقبل مثل هذه الاتهامات ولا المزاعم الأخيرة الواهية حول التدخل في انتخابات 2019”.

اللقاح الصيني يصل إلى مراحله النهائية

أفادت إحدى الشركات الفرعية التابعة لمؤسسة “سينو فارم”، أن 30 متطوعا خاصا شمروا عن سواعدهم ومدوا يد العون لاختبار اللقاح، قبل أن يتم الحصول على موافقة لاختباره على البشر. وأرفقت الشركة في المنشور صورة لعلماء ورجال أعمال يتوسطهم مسؤول بالحزب الشيوعي، مشددة على روح التضحية. وأوضحت أن الاختبار الأولي الذي تم إجراؤه نهاية مارس/آذار الماضي يهدف لضمان إطلاق اللقاحات في أقرب وقت ممكن. وأكدت “سينو فارم”، بأنها تعمل على لقاحين مفترضين ضد فيروس “كورونا”، وأشارت إلى أن الحكومة وافقت لها في أبريل/نيسان الماضي على إجراء تجارب المرحلة الأولى، أي اختبارها على البشر.

وعلى صعيد متصل، أعلن مكتب أبوظبي الإعلامي، قبل عدة أيام، أن شركة الأدوية الصينية “سينوفارم” بدأت المرحلة الثالثة للتجارب السريرية على لقاح لفيروس “كورونا” في إمارة “أبوظبي”. وتأتي التجارب السريرية في مدينة “أبوظبي” في إطار شراكة بين شركة “تشاينا ناشونال غروب” التابعة لـ”سينوفارم” ومجموعة “جي 42” الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي، تحت إشراف دائرة الصحة في أبوظبي ووزارة الصحة الإماراتية. وهذا اللقاح المحتمل مدرج تحت مظلة منظمة الصحة العالمية. وقد تم اختيار الإمارات كوجهة مفضلة لإجراء تجارب اللقاح لاحتضانها أكثر من 200 جنسية مختلفة، حسب ما جاء في سلسلة تغريدات لمكتب أبوظبي الإعلامي. وستكون المرحلة الثالثة من التجارب مفتوحة للمتطوعين التي تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً ممن يعيشون في مدينتي أبوظبي والعين. وستستمر التجارب لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق