التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

طهران هي المحطة الأولى لزيارات “الكاظمي” الخارجية؛ هل خسرت الرياض الرهان 

من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” إلى جمهورية إيران الإسلامية اليوم الثلاثاء وذلك من أجل تعزيز العلاقات مع طهران، وخاصة في المجالات الاقتصادية. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر أن يسافر “الكاظمي” إلى العاصمة السعودية الرياض يوم أمس الإثنين، لكن العاهل السعودي نُقل إلى المستشفى، مما أخر زيارة رئيس الوزراء العراقي للرياض. وعليه، فإن طهران هي أول محطة سفر خارجية لـ “مصطفى الكاظمي” منذ توليه منصب رئيس الوزراء العراقي. وقبل زيارته لطهران ناقش “الكاظمي” الأبعاد المختلفة لهذه الزيارة في لقاء ثلاثي جمعه مع الرئيس العراقي “برهم صالح” ورئيس مجلس النواب العراقي “محمد الحلبوسي”. وفي هذا الاجتماعي الثلاثي أعلن القادة العراقيون أن بغداد تسعى لتعزيز التعاون الثنائي مع إيران في مختلف المجالات وذلك لأن هذا التعاون سيؤدي إلى انتشار السلام في المنطقة.

وعلى صعيد متصل، أعلن مساعد شؤون الاتصالات والاعلام في مكتب الرئاسة الايرانية “علي رضا معزي” عن جدول لقاءات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته لطهران اليوم. واشار “معزي” الى أن “الكاظمي” سيصل طهران اليوم الثلاثاء على رأس وفد رفيع المستوى وسيكون وزير الطاقة الايراني “علي رضا اردكانيان” في استقباله بمطار مهر آباد في العاصمة طهران. وبعد استقبال الرئيس “روحاني” لـ”لكاظمي” بشكل رسمي يبدأ الوفدان الرسميان للبلدين مباحثاتهم، وسيكون لرئيس الوزراء العراقي لقاء خاصا مع الرئيس روحاني. وسيعقب المباحثات بين الوفدين ولقاء الرئيس “روحاني” مباحثات مشتركة رفيعة المستوى بين البلدين يشارك فيها الكاظمي والنائب الأول للرئيس الايراني “اسحاق جهانغيري”. ولفت “معزي” الى أن “الكاظمي” سيلتقي خلال زيارته لطهران التي ستستمر يومين بقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد “علي الخامنئي”، كما سيلتقي رئيس البرلمان الايراني “محمد باقر قاليباف”.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تعمل فيه وسائل الإعلام السعودية والصهيونية على تشوية العلاقات الاستراتيجية بين طهران وبغداد. وفي الأيام الأخيرة، نشرت وسائل الإعلام السعودية مقالات مختلفة تدّعي فيها أن العلاقات بين طهران وبغداد لن ترجع كما كانت عليه من قبل في ظل فترة تولي “مصطفى الكاظمي” منصب رئاسة الوزراء. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام السعودية والصهيونية بذلت قصارى جهدها لتشوية العلاقات بين طهران وبغداد، إلا أن شخصيات عراقية مختلفة نفت هذه المزاعم بشدة، مستشهده بجهود الرياض للإطاحة والقضاء على هذه العلاقات الاخوية والاستراتيجية بين البلدين الجارين. وذكروا أن تلك الوسائل الإعلامية السعودية والصهيونية تعمل بجهد للإضرار بالعلاقات الاستراتيجية بين جمهورية إيران الإسلامية والعراق. وفي هذا الصدد، أعرب “عبد الرحمن اللويزي”، العضو السابق في البرلمان العراقي، والذي رفض فيه جميع ادعاءات وسائل الإعلام السعودية بشأن تدهور العلاقات بين طهران وبغداد خلال فترة “الكاظمي”، وقال: “لا شك أن هذه المزاعم ليست صحيحة ومن غير المقبول القول أننا لن نرى في المستقبل القريب علاقات جيدة بين حكومة الكاظمي وجمهورية إيران الإسلامية.” وأضاف: “أعتقد أن مثل هذه المزاعم تنبع في الواقع من نزاع السعوديين مع إيران. كما أن الكاظمي لن يبني قرارات حكومته على مثل هذه النزاعات. بشكل عام، لا يمكن أن تكون هذه الادعاءات صحيحة.”

على أية حال، إن سفر “مصطفى الكاظمي” إلى إيران في المحطة الأولى من رحلاته الخارجية وحدها، يحمل رسائل مختلفة للأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ويدرك المسؤولون في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة جيدًا أن العلاقات بين طهران وبغداد عميقة واستراتيجية لدرجة أنه لا يمكن للكاظمي أو أي رئيس وزراء آخر تجاهلها ببساطة. مما لا شك فيه أن زيارة “مصطفى الكاظمي” إلى طهران ستكون مقدمة لتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين البلدين الجارين، وخاصة في المجال الاقتصادي وعلى وجه الخصوص، بعد تفشي فيروس “كورونا”، كشف عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين والاقتصاديين العراقيين أن “الكاظمي” يسعى إلى تعزيز علاقات بلاده مع طهران في مختلف المجالات وذلك بعدما تسبب تفشي هذا الفيروس التاجي الخطير في توقف التبادلات التجارية بين البلدين لفترة من الوقت. إن الجانبين الإيراني والعراقي عازمان الآن على عودة التبادلات التجارية والاقتصادية بينهما من خلال التوصل إلى حلول مشتركة في ظل استمرار تفشي فيروس “كورونا” في المنطقة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن مرافقة وفد رفيع المستوى من مختلف المسؤولين العراقيين لـ”مصطفى الكاظمي” خلال زيارته لطهران، يُظهر أن هذه الاخير يسعى إلى تعزيز علاقات بلاده مع طهران في مختلف المجالات. ووفقاً للبرنامج السابق، فإنه من المقرر أن يرافق وزراء الدفاع والخارجية والصحة والنفط والطاقة “الكاظمي” في رحلته إلى طهران وهذا يعني أن لديه وجهة نظر خاصة حول تعزيز العلاقات مع إيران ليس فقط في المجال الاقتصادي ولكن أيضًا في مختلف المجالات.

وعلى صعيد متصل، اكد وزير الخارجية “محمد جواد ظريف” ان الزيارة القادمة لرئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” الى طهران تشكل فرصة مميزة في سياق تنمية العلاقات بين البلدين. واضاف وزير الخارجية، ان هذه الزيارة تتيح فرصة مواتية لمتابعة الاتفاقات المبرمة بين طهران وبغداد خلال زيارة الرئيس روحاني في 2019 الى العراق. كما اعرب عن امله في نجاح زيارة رئيس الوزراء العراقي، المرتقبة يوم الثلاثاء القادم، وبما يسهم في تحقيق مصالح شعبي البلدين الصديقين.ومن جانبه، اكد السفير الايراني في بغداد “ايرج مسجدي” بان العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق ستتطور في جميع المجالات. وكتب “مسجدي” في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يوم أمس الاثنين في الاشارة الى الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” الى طهران اليوم الثلاثاء: “ان طهران مستعدة لاستقبال رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له”. واضاف: “ان العلاقات بين البلدين ستتطور في جميع المجالات وان الحدود بين البلدين هي حدود الصداقة والتعاون المشترك”.

إن لدى العراق أطول حدود مع جمهورية إيران الإسلامية عند مقارنته بجيرانه الآخرين، ومن الطبيعي أن تنظر بغداد بشكل خاص لتعزيز علاقاتها مع طهران؛ وعلى وجه الخصوص، كانت منافع التبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين على الدوام تصب في صالح الطرفين وهذا هو بالضبط، السبب في أن بعض الضغوط الإعلامية الأجنبية على بغداد لم تمنع إلغاء أو تأجيل زيارة “الكاظمي” لإيران.

وفي هذا الصدد، نشرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية والسعودية أنباءً كاذبة حول إمكانية تأجيل زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى إيران، بسبب تأجيل زيارته للرياض. ومع ذلك، لم يمض وقت طويل حتى صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية “أحمد الصحاف” صراحة بأن زيارة “الكاظمي” لطهران ستتم كما هو مخطط لها. وهكذا تم إسكات وسائل الإعلام الأجنبية. وعلى الرغم من التغطية الإعلامية السعودية لم تتسبب في تأجيل زيارة “الكاظمي” إلى إيران، فإنه لا يوجد هنالك شك في أن تقوم هذه الوسائل الإعلامية السعودية والصهيونية والأمريكية بالهجوم مجدداً على العلاقات الإستراتيجية بين طهران وبغداد وأن تضع هذه الوسائل الإعلامية على جدول أعمالها مهمة التقليل من شأن هذه الزيارة ونتائجها. ومع ذلك، لا يمكن لهذه الجهود الإعلامية اليائسة أن تغير الواقع القائم والقائل بأن العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية والعراق لم تتوقف عند أي نقطة خلال العقدين الماضيين، بل إنها أيضا اكتسبت زخما دائما وأن هذا الاتجاه سيستمر، وزيارة “الكاظمي” لإيران كأول محطة لرحلاته الخارجية خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء تثبت هذا الادعاء.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق