التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

طريق الخنوع الإماراتي من الظلّ إلى النور.. هل هو اتفاق سلام أم استسلام؟ 

لم تنجح دولة الإمارات في تبرير تحالفها مع العدو الصهيونيّ بذريعة وقف مشاريع ضم الأراضي الفلسطينيّة، حيث فندت تصريحات المسؤولين الصهاينة كل الادعاءات الإماراتيّة الكاذبة، والمتابعون قليلاً لهذه لعلاقة يدركون أنّ أبو ظبي روجت بكل ما أُوتيت من قوة لاختلاق إيجابيات لفعلتها النكراء، خاصة مع وجود دعم وتأييد يبدو مسبقاً من بعض الدول الخليجيّة، كسلطنة عُمان والبحرين المتهمتين بنواياهما لاتباع النهج الإماراتيّ في التعاطي مع العدو الغاصب، فيما شكلت دول أخرى حلفاً آخر ضد سياسات التطبيع مع الاحتلال الصهيونيّ، كإيران وتركيا التي تدرس قطع العلاقات مع الإمارات .

رفضٌ للخيانة

مما لا شك فيه أنّ الشعوب العربية بأغلبيتها الساحقة ترفض التطبيع مع العدو الصهيونيّ الغاشم رفضاً قاطعاً، لكن سيف بعض الحكام الخانعين والمنبطحين يجبرهم إلى حد ما على الرضوخ لسياساتهم القذرة، ورغم كل الضغوط التي تُمارس ضد بعض الشعوب العربيّة من قبل حكوماتها، وعلى وجه التحديد في منطقة الخليج، انطلقت حملات شعبيّة رافضة للخيانة الإمارتيّة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ وبالأخص تويتر، دعت إلى نصرة فلسطين، ومحاسبة الخائنين ونددت بالتطبيع باعتباره استسلاماً مباشراً للعدو الصهيونيّ الغاشم، حيث ترى تلك الشعوب وغيرها التحالف أنّ الإماراتيّ – الصهيونيّ يشكل خطراً يهدد مستقبل فلسطين أرضاً وشعباً.

وفي هذا الصدد، عبرت شخصيات إماراتيّة معارضة، وسبع قوى وتكتلات سياسيّة في الكويت، وأحزاب وشخصيات تونسيّة، إضافة إلى قوى سياسية وبرلمانية ودينية عراقيّة، عن رفضهم المطلق للتطبيع مع العدو أو الاعتراف به، معتبرين أنّ التطبيع خيانة وليس وجهة نظر، وأنّ الاعتراف بالكيان الصهيونيّ هو جريمة بحق فلسطين وشعبها والأمة العربيّة والإسلاميّة، موضحين أنّ ما حصل يعدُ طعنة في ظهر الفلسطينيين، وبيّن آخرون أنّ وجود بعض الأنظمة والكيانات مرتبط مباشرة بوجود العدو الصهيونيّ، وسط دعوات إلى استدعاء سفراء الإمارات في بعض الدول العربيّة وآخرون طالبوا بقطع العلاقات بشكل كامل مع النظام الإماراتيّ.

أما على الساحة الفلسطينيّة، فقد خرجت تظاهرات غاضبة نددت بعمالة أبو ظبي وحكامها، في ظل إجماع سياسيّ على رفض الخيانة الإماراتيّة، وبالتزامن مع الشلل الذي أصاب السلطة للردّ على هذه القضية، تتصاعد المخاوف الفلسطينيّة من المسار الذي ربما تسلكه العلاقات بين العدو الغاصب وبعض الدولة العربيّة أو الخليجيّة بشكل خاص.

خداع إماراتيّ

في حال فاز الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية أم لا، فإنّه بالتأكيد سيقوم بتوظيف ما حدث في أقصى درجة ممكنة قبيل الانتخابات الرئاسيّة، كذلك رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، حيث أشار الإعلام العبريّ إلى أنّ الاتفاق هو انتصار لنتنياهو ومعتقداته السياسية، وهي بحسب زعمه “السلام مقابل السلام”، بالإضافة إلى منطق العلاقات بين العدو الصهيونيّ وكلّ دولة عربية على حدة، دون أي ارتباط بإنهاء الاحتلال أو التوصل إلى حلّ للمأساة الفلسطينيّة، وهذا يفند بشكل كامل المزاعم الإماراتيّة التي سعت لترويجها قبل أيام.

وعلى هذا الأساس، أكد السفير الأمريكيّ لدى الكيان، دافيد فريدمان، أنّ التحالف الإماراتيّ – الصهيونيّ، تم بناء على تعليق مخطط الضم وليس وقفه، وهذا ما كرره رئيس وزراء العدو في مؤتمره الصحافيّ، الخميس المنصرم، حيث بيّن أنّه لا يزال ملتزماً بفرض سلطة احتلاله على المستوطنات في الضفة الغربيّة المحتلة، وأنّ الإدارة الأمريكيّة طلبت منه تعليق التنفيذ مؤقتاً فقط، مشيراً أنّه جلب ما أسماه السلام وسيحقق الضم.

طريق الخنوع

أثنى رئيس وزراء العدو على تصريحات الرئيس المصريّ، عبد الفتاح السيسي، مبيّناً وجود علاقات رسميّة ودبلوماسيّة مع مصر، شاكراً حكومتي عُمان والبحرين على دعمهم لتحالف الشر بين الكيان والإمارات الذي سينعكس بالتأكيد سلباً على فلسطين والمنطقة، وجاء هذا الشكر بعد أن رحبت تلك الدول بإشهار التحالف الشيطانيّ، وكان نتنياهو قد أعلن في وقت سابق، أن دولاً عربيّة وإسلاميّة أخرى ستبرم اتفاقيات مشابهة مع العدو الغاشم في الوقت القريب.

ومما ينبغي ذكره، أنّ البحرين وسلطنة عمان ستسلكان طريق الخضوع الذي سلكته الإمارات وربما بعدهما السودان، التي التقى رئيس مجلسها السياديّ، عبد الفتاح البرهان مع رئيس وزراء العدو، ناهيك عن المغرب وهي من الدول المحتملة التي ربما تقدم على إبرام اتفاقيات مع الكيان الغاصب.

وتوقع الرئيس الأمريكيّ أن تحذو بعض العواصم الأخرى في المنطقة حذو أبو ظبي، فيما عبّر وزير خارجيته، مايك بومبيو عن أمل بلاده في أن تكون تلك الخطوة التي وصفها بالجريئة، الأولى في سلسلة تنهي 72 عاماً من العداء في المنطقة، بحسب زعمه.

وأعلن صهر ترامب ومستشاره الرئاسيّ، جاريد كوشنر، أن هناك احتمالاً كبيراً جداً أن يعلن العدو الغاشم ودولة عربيّة أخرى تطبيع العلاقات بينهما خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهذا ما توقعه أيضاً مستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين.

خلاصة القول، يجب على مسلمي العالم والبلدان الإسلاميّة أن يعاقبوا الإمارات العربيّة المتحدة على فعلتها، لتضييق نطاق الخيانة والخنوع، من خلال فرض عقوبات قاسية على أبو ظبي، وتلقين الدول والأنظمة التي لديها نوايا خيانة فلسطين درساً رادعاً ومنعهم عن خدمة العبودية والصهيونية والإمبريالية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق