التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الكاظمي إلى أمريكا.. هل يقع “التفاوض العراقي” في فخ “شراء الوقت” الذي يتبعه الأمريكيون للبقاء في العراق؟ 

بعد حديث طويل عن زيارة مصطفى الكاظمي للولايات المتحدة الامريكية ، ذكر مكتب رئيس الوزراء العراقي ، أن الوفد العراقي سيتوجه إلى واشنطن في 18 آب / أغسطس 2020. وبحسب مصادر إخبارية ، ووفقاً للمعلومات الصادرة عن وسائل الاعلام فإن الكاظمي سيلتقي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال هذه الزيارة ، وسيتم بحث قضايا في مختلف المجالات بين الوفدين السياسيين للبلدين ، وتأتي زيارة الكاظمي للولايات المتحدة الامريكية في وقت طغت فيه القضية المهمة المتعلقة بالاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية من العراق على هذه الرحلة ،حيث عُقدت الجولة الأولى من المحادثات الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد في 10 و 11 يونيو 2020 في العراق ، ولكن لم يتمخض عن هذه الجولة من المحادثات أي نتائج عملية.

أظهر الكاظمي وجهاً براغماتياً أو ما يسمى الوجه الرمادي خلال فترة ولايته القصيرة كرئيس للوزراء ، وعلى الرغم من الدور الذي لا يمكن إنكاره للتيارات السياسية المعادية لأمريكا في البرلمان في وصوله إلى السلطة ، إلا أن مواقفه السياسية خلال هذه الفترة كانت بشكل ضربة على الحافر وضربة على المسمار ، لذلك ، وبالنظر الى الخلفية ، وعشية زيارة الوفد العراقي إلى الولايات المتحدة الامريكية ، اتخذت الفصائل السياسية العراقية والرأي العام مواقف بشأن هذه الزيارة الدبلوماسية ، والتي يمكن اعتبارها ، نظرًا لحجم التطورات الأخيرة ، أحد المطالب الثلاثة الرئيسية للمواطنين العراقيين من رئيس الوزراء.

طرد القوات الأمريكية من العراق

في ظل الوضع الحالي، يمكن اعتبار المطلب العام الأهم للمواطنين والأغلبية الساحقة من الفصائل السياسية العراقية ، هو تنفيذ قرار مجلس النواب العراقي بطرد القوات الأجنبية ، وخاصة القوات الأمريكية من البلاد ، حيث استهدفت القوات الإرهابية الأمريكية في الثالث من كانون ثاني عام 2020 ، قادة المقاومة من خلال عمل إجرامي أدى الى استشهاد الشهيد اللواء الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ، وبعد هذه الحادثة ، أصبحت المطالبة بطرد الأمريكيين كقوة مؤيدة للإرهاب مطلبًا عامًا ، وفي 5 يناير سنة 2020 ، رأينا البرلمان العراقي يصدر قرارًا يطالب بطرد القوات الأجنبية من البلاد.

وفي الأشهر الأخيرة ، دعا المواطنون العراقيون مرارًا وتكرارًا إلى طرد القوات الأمريكية من البلاد خلال الاحتجاجات في الشوارع والمظاهرات المدنية ، حتى أنهم وضعوا هذا الامر كشرط مسبق لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، كما يعد الان هذا المطلب كواحد من أهم مطالب المواطنين العراقيين من مصطفى الكاظمي خلال زيارته للولايات المتحدة الامريكية ، وتعتقد الغالبية العظمى من الناس والتيارات السياسية أنه خلال المفاوضات مع ترامب ، يجب على رئيس الوزراء العراقي أن يطالب صراحة بانسحاب القوات الإرهابية الأمريكية من العراق ، ولا شك أن هذه المسألة يجب أن تكون من المحاور المركزية لمفاوضات الكاظمي في واشنطن ، وعدم الجدية في طرح هذا الطلب من قبل الوفد العراقي يمكن أن يقوض هيبته وشرعيته لدى الشعب والأحزاب السياسية العراقية.

استمرار تعليق الإعفاءات من العقوبات المفروضة على العراق فيما يتعلق بإيران

ومن المطالب الأخرى للمواطنين العراقيين من رئيس الوزراء والوفد المرافق له خلال زيارتهم للولايات المتحدة الامريكية التفاوض بشأن تمديد استثناءات العقوبات الأمريكية على العراق في العلاقات مع إيران ، وعلى مستوى أعلى ، بالطبع ، يريد الشعب العراقي من بغداد ألا تفكر في أي من عقوبات واشنطن المالية في علاقاتها مع طهران ، ولكن على الأقل ، يجب الحفاظ على التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة والحفاظ على الصادرات ، حيث حددت كلاً من دولتي العراق وإيران هدفاً يتمثل في تحقيق حجم تجارة قدره 20 مليار دولار بنهاية هذا العام كأحد أهدافهما الرئيسية ، لكن من أجل تحقيق هذا الهدف يجب التأكد من عدم خلق الولايات المتحدة الامريكية لاي عقبات أمام الحكومة المركزية في العراق وحكومة إقليم كردستان العراق ، وبشكل عام ، يتوقع المواطنون العراقيون الآن أن يأخذ الكاظمي تأكيدات وضمانات من البيت الأبيض بشأن تمديد الإعفاءات من العقوبات وعدم التدخل في العلاقات التجارية بين البلدين.

عدم تآكل المفاوضات

يمكن تقييم مطلب آخر للمواطنين العراقيين من رئيس الوزراء العراقي عشية زيارته للولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بعدم إطالة أمد المفاوضات ، حيث ان أحد التكتيكات الأساسية للولايات المتحدة الامريكية للحفاظ على موقعها في العراق هو اللجوء إلى اطالة امد وتآكل المفاوضات مع الجانب العراقي المفاوض ، كما ان المواطنين العراقيين يريدون الآن بوضوح أن لا يقع فريق التفاوض العراقي في فخ أسلوب شراء الوقت الذي يتبعه الأمريكيون للبقاء في العراق ، وأن يجعل أي اتفاق مشروطًا بفترة قصيرة من الزمن ، ومن الواضح أن هذا النهج يمكن أن يكون فعالاً للغاية في إحباط السياسات الأمريكية لإبقاء قواتها في العراق من خلال اللجوء إلى الأزمات المستمرة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق