حركة “أبناء البلد”: المقاومة خيارنا الوحيد.. وأنظمة العمالة الخليجية ستدفع الثمن
رداً على الفعلة النكراء التي قامت بها الإمارات في تحالفها مع العدو الصهيونيّ تحت ذرائع زائفة نفاها حتى الطرف الآخر في هذا التحالف، أوضحت حركة “أبناء البلد” الفلسطينيّة في مناطق الـ48، في بيان لها، حول توقيع الاتفاق بين الكيان الاسرائیلي ودولة الإمارات التي تصف نفسها بالعربيّة، أنّ الدور الذي تلعبه “أنظمة العمالة التاريخيّة الخليجيةّ” في منطقتنا، لم يعد خفياً على أحد، حيث باتت تُشكّل السند الأقوى لمشاريع الاحتلال في المنطقة وعلى رأسها الكيان الصهيونيّ، مؤكّدة أنّ ما يصفوه بـ “اتفاق السلام” ليس إلا إشهاراً علنياً للخيانة التي تمارس منذ عقود خفيّة.
خفايا اللعبة
صارم وحقيقيّ جاء بيان حركة “أبناء البلد” الفلسطينيّة في مناطق الـ48، التي تعمل على تعبئة وقيادة جماهير الشعب الفلسطينيّ من أجل استعادة حقوقهم الوطنيّة، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الأمّميّة الديمقراطيّة على كامل الأراضي التاريخيّة للبلاد، حيث أشارت الحركة إلى أنّ التحالف الإماراتيّ مع العدو يُمارس منذ عقود خفيّة، إلا أنّه لا يمكن الاستهتار به، خاصة بما يحمل من دلالات في طياته على القادم من قبل الدول الخليجيّة.
وجاء في البيان، أنّ دول الخليج تنازلت حتى عن الحد الأدنى من قواعد الدعم العلنيّ لحل الدولتين لتنتقل إلى الدعم المطلق لموقف العدو، وبالإضافة إلى أنّ إعلان الخيانة، يساهم في تقوية الكيان الصهيونيّ سياسياًّ من خلال ضرب الجهود الراميّة لعزله، يدعم أيضاً خط رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بشكل مباشر وذلك بسبب تقديم “طوق نجاة” له قد يساعده إلى حد ما في التهرب من أزماته الداخليّة بدلاً من تعميقها.
وتعتبر الحركة الخطوة الإماراتيّة في التحالف مع العدو تمهيداً لجعل التطبيع الخليجيّ مع الكيان الصهيونيّ رسمياً، بعد سنوات من ممارسته ودياً خدمة للمشروع الأمريكيّ الذي يسعى إلى خلق “شرق أوسط جديد” مفتت لدول صغيرة متناحرة خالية من أيّ مقاومة لواشنطن والعدو الصهيونيّ بالمطلق.
ما علاقة مرفأ بيروت؟
في الوقت الذي سارعت فيه قوى سياسيّة محليّة وعربيّة وعالميّة لتحميل المقاومة الإسلاميّة اللبنانيّة في “حزب الله”، مسؤوليّة الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت وراح ضحيته عشرات الشهداء، منذ الساعات الأولى وبغض النظر عن نتائج أيّ تحقيق أو أي صلة بالواقع، في مقابل تغييب دور المسؤولين الحقيقيين عما جرى في مرفأ بيروت، تنكشف بعض الخفايا بعد هذا الانفجار وهي خطوة الخيانة الإماراتيّة في ظل تلك الظروف الحساسة.
وفي هذا الخصوص، بيّنت حركة “أبناء البلد” أنّ إعلان اتفاق التحالف الإماراتيّ مع العدو هو استغناء علنيّ عن مرفأ بيروت، لصالح موانئ حيفا وأشدود لتصبح العنوان التجاريّ الأول للدول الخليجيّة وعلى رأسها الإمارات، بعد أنْ ساهمت هذه الدول مساهمة قميئة بتدمير سوريّة وتخريب مينائها ومكانتها الاقتصاديّة في المنطقة، لتنكشف الخطوة الإماراتيّة بشكل واضح، ويظهر دورها العلنيّ في محاولة محاصرة المقاومة والمحور المناهض للدور الأمريكيّ الصهيونيّ، مشددة أنّ هذا الأمر يتطلب مواجهة صارمة كما تواجه كافة المشاريع التصفويّة في المنطقة.
تداعيات اتفاق الاستسلام
شكل الإعلان الإماراتيّ – الصهيونيّ مسماراً جديداً يدق في نعش مسارات الاستسلام ومشاريع التطبيع مع العدو، حيث لم يعد من الممكن في أيّ حال من الأحوال الرهان على عرّابي ما يسمى “مشاريع السلام العربيّة” والذين استغنوا عنها وتوجهوا نحو تشكيل محور خليجيّ صهيونيّ في مواجهة محور المقاومة بدءاً من إيران ومروراً بالعراق وسوريا ووصولاً إلى لبنان ولو على حساب فلسطين.
وذكر البيان أنّه لابد لأصحاب النهج الذي أوصل الشعب والقضية الفلسطينيّ إلى هنا أن يدفعوا ثمن خيارهم، حيث أسقطوا وعلى مر عقود كل مقومات المواجهة لدى الشعب الفلسطينيّ وحصروها في المفاوضات مع العدو الصهيونيّ، كحل واحد ووحيد وإستراتيجيّة نضاليّة رغم أن الفلسطينيين لم يروا منها إلّا الويلات.
خلاصة القول، تتطلب هذه المرحلة أنْ يأخذ الشعب الفلسطينيّ المقاوم زمام المبادرة مجدداً، فالشعب الذي أذهل العالم بنضاله، عليه إعادة لم الشمل بين أبناءه في غزة والضفة والـ48 والشتات، ليكون عنوان المرحلة “عصيان مدني شامل” بحسب وصف الحركة، يسحب البساط من تحت العدو الصهيونيّ وأعوانه وأن يتم الاعتماد بشكل كامل على المقاومين والأحرار في المنطقة العربيّة والإسلاميّة والعالم، خاصة وأنّ ردود أفعال أبناء فلسطين المحتلة على قضية الخيانة الخليجيّة يدل بشكل واضح على أنّ روح المقاومة في هذا الشعب ستبقى حية، حتى استرجاع كل شبر من أراضيهم، وبعد الاتفاق الغادر سيواصل أبناء فلسطين مواجهة المحتلين أكثر من أي وقت مضى.
المصدر/ الوقت