التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

جولة جديدة من الاعتداءات والحصار على قطاع غزة.. الأسباب والعواقب 

منذ تطبيع علاقاته مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يفِ الكيان بالتزاماته السابقة وواجباته الإنسانية وهذا يدل على أن تطبيع علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني يعد حافزا للكيان لزيادة جرائمه في قطاع غزة ، ويعتبر الكيان تحرك الدول العربية في تطبيع علاقاتها مع الحكومة الاسرائيلية ضوءا أخضر لزيادة الضغط على فلسطين.
-أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مؤخراً أن حياة آلاف المرضى في غزة في خطر بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وأصدر المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بيانا أعلن فيه عن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، معرباً عن قلقه من مخاطر ذلك على علاج وصحة المرضى.
في غضون ذلك، كثف الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى حصار غزة، هجماته على هذا القطاع، ويبدو أن الكيان بدأ جولة جديدة من الضغط على غزة. في هذه الأثناء، حذرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، في بيان، من مغبة استمرار الهجمات العسكرية على قطاع غزة، وتكثيف الحصار اللاإنساني للقطاع، وحملت الكيان مسؤولية تداعياته.

تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ؛ حافز للصهاينة

بينما زعمت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا، عندما أعلنت عن تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني يصب في اتجاه إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، إلا أن الاوضاع تشهد تزايدًا في الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة وتكثيف الحصار من قبل الكيان.
من ناحية أخرى، ادعت أبو ظبي أن خطة الضم تم التخلي عنها بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني؛ وبعد دقائق من هذا الادعاء، نفى الكيان الصهيوني هذه الأنباء مؤكذا في الوقت ذاته أن مشروع الضم تم تأجيله لا أكثر.
وتوقف الكيان الصهيوني عن إمداد محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة بالوقود منذ 12 آب من العام الجاري، ما أدى إلى توقف إنتاج الكهرباء في محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة منذ أمس. ومنذ تطبيع علاقاته مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يفِ الكيان بالتزاماته السابقة وواجباته الإنسانية المتمثلة في إصدار رخصة وقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة، بل شدد من حصاره على غزة وشن موجة جديدة من الهجمات على القطاع.
وهذا يدل على أن تطبيع علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني يعد حافزا للكيان لزيادة جرائمه في قطاع غزة، ويعتبر الكيان تحرك الدول العربية في تطبيع علاقاتها مع الحكومة الاسرائيلية ضوءا أخضر لزيادة الضغط على فلسطين.
لذلك، تشير أساليب الكيان الصهيوني للرأي العام الإسلامي ولجميع دول المنطقة أن تطبيع العلاقات مع هذا الكيان لن يكون عقبة أمام عدوان الكيان الصهيوني وأعماله التوسعية ، بل سيكثف من جهود الكيان الصهيوني ويشجعه على احتلال جميع الأراضي الفلسطينية.

ضغوط داخلية على نتنياهو ومعركة الإرادات

إلى جانب تطبيع العلاقات الإماراتية مع الكيان الصهيوني وقراءة اسرائيل لهذه العلاقات على أنها بداية تسعى من خلالها دول عربية أخرى إلى تطبيع علاقاتها مع هذا الكيان، الا إن الجزء الآخر من أسباب بدء جولة جديدة من الاعتداءات على قطاع غزة، يأتي بسبب الضغوط الداخلية على نتنياهو وعزم فصائل المقاومة على أخذ حقوق الفلسطينين.
في الواقع، ينوي نتنياهو شن صراع عسكري محدود مع الجماعات الفلسطينية لإزالة الضغط الحالي عليه، كونه يتعرض لضغوط شديدة من سكان الأراضي المحتلة بسبب عدم قدرته على إدارة الأزمات وكذلك الفساد الاقتصادي. وبسبب الظروف الحرجة للكيان الصهيوني، دائما ما كانت اسرائيل تزيد من حدة التوترات مع الفصائل الفلسطينية عند حدوث الأزمات الداخلية الحادة، وذلك بهدف تشتيت الرأي العام. وتحركات نتنياهو الحالية تصب في نفس الإطار الذي كان يتبعه في الماضي.
من جهة أخرى، ونظراً لعدم امتثال الكيان الصهيوني لالتزاماته السابقة، وإجراءاته الأخيرة في تكثيف الحصار على قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الحد الأدنى من حقوق الإنسان، ردت فصائل المقاومة على ذلك وعلى الاعتداءات الصهيونية الوحشية وأطلقوا بالونات حارقة على الأراضي المحتلة.
وقد تم ذلك بقصد الضغط على الكيان الصهيوني للوفاء بالتزاماته ورفع القيود الناجمة عن تصعيد الحصار على غزة ، والذي أدى إلى زيادة اعتداءات الكيان الصهيوني الوحشية على قطاع غزة ، وهذا الأمر أوجد معركة ارادات للمقاومة للسعي وراء كسب حقوق الشعب الفلسطيني من الصهاينة.
وخلال زيارة قام بها مؤخراً إلى قطاع غزة وفد من جهاز الأمن المصري، أعلنت حماس رسمياً شروطها لوقف إرسال البالونات الحارقة إلى فلسطين المحتلة، وكذلك وقف الغارات الليلية على حدود غزة. وعليه ، طالبت حماس برفع جميع الإجراءات المتعلقة بتكثيف الحصار على غزة ، وزيادة نطاق الصيد إلى 20 ميلاً ، وإعادة فتح معبر كرم أبو سالم بالكامل وعلى مدار 24 ساعة، والالتزام بتنفيذ البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية المتعلقة بالكهرباء والغاز في قطاع غزة.
كما طالبت حماس بتصاريح إسرائيلية للتصدير والاستيراد من قطاع غزة، وزيادة عدد تصاريح الدخول للعمال الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 100،000 ، والموافقة على المشاريع التشغيلية التي تشرف عليها الأمم المتحدة ، وزيادة المساعدات المالية القطرية لغزة إلى 200 مليون دولار.
وهذا يدل على أن حماس، من خلال المقاومة هي في وضع يمكنها من استعادة الحقوق المفقودة للشعب الفلسطيني وفرض شروط على الكيان الصهيوني. وهذا يشير ايضا الى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تحقيق أهداف الشعبي الفلسطيني، هي من خلال المقاومة فقط، وأن تطبيع العلاقات مع هذا الكيان، لن يكون عقبة أمام عدوان الكيان الصهيوني وأعماله التوسعية، بل سيشجع الكيان على محاولة احتلال كافة الأراضي الفلسطينية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق