لنزع سلاح المقاومة في غزة.. وقائع خطيرة حول تشكيل تحالف عربيّ – إسرائيليّ
جاهداً يسعى العدو الصهيونيّ لقطاف ثمار الخيانة العربيّة، غير آبه بأمّة كاملة مخدرة بأزماتها الداخليّة المفتعلة أو بعروض التطبيع المُذلة، في ظل العباءة الأمريكيّة وبدعم لا متناهٍ من الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الذي يدير ويُعلن ما تسمى عمليات السلام لتطبيق “صفعة القرن” التي تهدف إلى تصفيّة القضيّة الفلسطينيّة، حيث كشف برنامج “ما خفي أعظم”، الذي يبث على قناة الجزيرة التابعة لنظام آل ثاني في قطر، تفاصيل التحالف الأمنيّ والعسكريّ بين الكيان الصهيونيّ وبعض الدول العربيّة، لنزع سلاح المقاومة الفلسطينيّة في غزة .
تضييق الخناق
فضح برنامج “ما خفي أعظم” الذي بثته قناة الجزيرة القطريّة، الأحد المنصرم، تفاصيل التحالف الأمنيّ والعسكريّ بين العدو الصهيونيّ وبعض الدول العربيّة، بشأن قضيّة قطاع غزة المحاصر وتضييق الخناق على المقاومة الفلسطينيّة، تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، التي تهدف لتصفيّة قضيّة الشعب الفلسطينيّ المناضل.
وقد عرض البرنامج لقاءات حصريّة فضحت كواليس وخفايا الضغوط على فصائل المقاومة الفلسطينيّة في غزة، لنزع سلاحها وقطع خطوط دعمها، بالتزامن مع موجة الخيانة في المنطقة، والتي كان آخرها تطبيع دولتيّ الإمارات والبحرين مع العدو الغاصب.
وفي الوقت الذي عرضت فيه القناة معلومات وصور لأول مرة حول سلاح المقاومة في غزة وتطويره، رغم الحصار الخانق على القطاع منذ حوالي 14 عاماً، بعد أن خاض الكيان الصهيونيّ 3 حروب عنيفة ضد القطاع، هدفت لنزع سلاح المقاومة أو إجبارها على تسليمه، لكنه فشل بالكامل.
ومما ينبغي ذكّره، أنّ العدو الصهيونيّ وعلى القناة الناطقة بالعربيّة والتابعة للنظام الحاكم في قطر، عول على تحالفه الجديد في المنطقة العربيّة، في إشارة إلى العواصم التي خانت فلسطين وشعبها، كأبو ظبي والمنامة، حيث أوضح رئيس جهاز الأمن العام الصهيونيّ السابق “الشاباك”، عامي أيلون، خلال أنّه على كيان احتلاله ألا يعتمد على ذاته فقط لنزع سلاح المقاومة في غزة.
أهداف التحالف
بدعم وتأيّيد عربيّ، يظهر الكيان الصهيونيّ الغاشم حجم الجهود التي تقوم بها سلطاته، لتشديد الحصار وخنق قطاع غزة وعزله، من جهة البر والبحر، فيما افتتح الجانب المصريّ، في يناير/ كانون الثاني المنصرم، قاعدة بحريّة على البحر الأحمر بدعم من حكومة أبو ظبي وبحضور ولي عهدها، محمد بن زايد، كما كشف البرنامج مشاهد حصريّة تُظهر الجيش المصريّ في مشروع لإنشاء منطقة عازلة في مدينة رفح المصريّة، والتي تُعد من أكبر مدن شمال سيناء على الحدود الشرقية لمصر، كما تم حديثاً تشييد جدران عازلة على طول الحدود، حيث رصدت صور جويّة نشرتها مواقع إخباريّة، أحواض مياه عميقة حُفرت في الجهة المصريّة على حدود مع قطاع غزة بهدف منع أيّ محاولة لحفر الأنفاق.
وتؤكّد المعلومات، أنّ القاعدة تمت بتنسيق مع العدو الصهيونيّ، وأنّ أحد أهدافها هو قطع خطوط الإمداد عن المقاومة داخل القطاع المُحاصر، وقد بيّن رئيس المكتب السياسيّ لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، أنّ ما يجري هو مسلسل مستمر من الضغوط على فصائل المقاومة الفلسطينيّة لنزع سلاحها، مشدّداً على أنّ المقاومة لا يمكن أن تتنازل عن ذلك.
ورغم كل التضييق والاستهداف الذي يمارسه الكيان الغاصب، نشطت حركة المقاومة الفلسطينيّة داخل قطاع غزة في تصنيع و تطوير سلاحها، وهذا ما أكّده التحقيق الذي نشرته قناة الجزيرة، حيث أفاد أنّ القذائف والمخلفات الصهيونية التي لم تنفجر خلال الحرب على غزة عام 2014، تحولت إلى مصدر بالنسبة للمقاومة الإسلاميّة لتصنيع صواريخ جديدة وقد تم إطلاق بعضها باتجاه البلدات التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال في جولة التصعيد العام الفائت.
وفيما تُحارب المقاومة من البحر والبر، وسعت أنشطتها للتعامل مع هذا الأمر، حيث كشف الجناح العسكريّ لكتائب القسام التابع لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس، لأول مرة عن تمكن عناصره في وحدة “الضفادع البحريّة” من العثور على مئات القذائف ضمن سفينتين حربيّتين غارقتين في عمق بحر غزة، و تبيّن فيما بعد أنّهما تابعتان لبريطانيا منذ الحرب العالميّة الأولى، ومن المثير في الأمر أنّ القذائف بقيت مخزنة في غرف محصنة طوال الفترة الماضيّة، قبل أن تصل إليها المقاومة وتعيد استخدامها عند الضرورة، ومع تعاظم الخيانة العربيّة.
المصدر / الوقت