كاتبة إسرائيلية: السلام مع دول الخليج الفارسي زائف لأنها غير معادية
سياسة ـ الرأي ـ
قالت كاتبة إسرائيلية إن “تيار اليسار والوسط الإسرائيلي يرون أن اتفاقيات السلام المبرمة مع أبو ظبي والمنامة “زائفة”، باعتبار أن تلك الدول غير معادية، ولا تربطها حدود مع “إسرائيل”.
وأضافت مزال معلم، الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون الحزبية، في مقالها على “المونيتور”، ، أن “اتفاقيات التطبيع التاريخية شكلت انفراجا مفاجئا مع دول الخليج (الفارسي)، حتى أن كبار أعضاء مجلس الوزراء الأمني المصغر لم يخفوا سر عملية السلام المتسارعة، ونتائجها، والزعماء العرب المنخرطين فيها، مع العلم أن القادة العرب الثلاثة الذين وقع القادة الإسرائيليون معهم اتفاقيات سلام في الماضي كانوا شخصيات مألوفة في “إسرائيل”، وكان الجمهور الإسرائيلي على علم، إلى حد ما، بالعملية التي أدت لتوقيع الاتفاقات”.
وأوضحت أن “المقصود بهم رئيس الوزراء مناحيم بيغن مع الرئيس المصري أنور السادات، ورئيس الوزراء إسحق رابين مع زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات والملك الأردني حسين، لكن تعاقدات الأسبوع الماضي مع دول الخليج الفارسي جاءت مختلفة؛ لأنها تتويج لعمليات سرية مطولة نضجت أخيرا، وتم الكشف عنها فجأة بكل مهارة الساحر”.
وأشارت إلى أن “إسرائيل” الآن تصنع السلام مع دول لم تكن في حالة حرب معها، ولا حدود لها، ولا خلافات على أرض، أو تطلعات وطنية، لذلك يواجه الإسرائيليون صعوبة بفهم واستيعاب الأهمية الجيوستراتيجية والاقتصادية الهائلة طويلة المدى لهذه الأحداث، لأنهم يركزون بشكل أكبر على وباء كورونا المستشري الذي يدفعهم للإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع، والأزمة السياسية المزمنة التي ابتلوا بها”.
وأكدت أنه “يمكن الاعتراف بأن الكراهية التي تكنها شريحة كبيرة من الإسرائيليين تجاه نتنياهو تطمس صورة التطورات الجسيمة التي هندسها، لأنه على مدى عقود فهم الإسرائيليون مصطلح العملية الدبلوماسية على أنه يعني المفاوضات مع الفلسطينيين، وعندما تخيل الإسرائيليون السلام، أو جادلوا بشأنه، أول ما يتبادر إلى الذهن هو الثمن الذي ستدفعه “إسرائيل” من حيث التنازلات الإقليمية، وإخلاء المستوطنات، وتقسيم القدس”.
وأوضحت أن “الإسرائيليين انتهجوا زعما بديهيا مفاده أن العرب لن يصنعوا السلام، قبل صناعته مع الفلسطينيين، وهذا الفهم الواضح لجميع الإسرائيليين وقادتهم، بمن فيهم نتنياهو طول فترات حكمه، وعندما انتخب لأول مرة في 1996، لا يستطيع أن يحذف من كتب التاريخ صورة مصافحته لياسر عرفات، ولا توقيعاته تحت الضغط الشديد من قبل الرئيس بيل كلينتون على بروتوكول الخليل، ومذكرة واي ريفر مع منظمة التحرير”.
وأكدت أنه “عندما عاد نتنياهو للسلطة في 2009، علم أن سلفه إيهود أولمرت وعد الرئيس محمود عباس باقتراح يتضمن التنازل عن السيادة على القدس، لذلك غيّر توجهه نحو إعاقة طموحات إيران النووية، وشكل موقف الرئيس باراك أوباما التصالحي تجاه طهران زراعة لبذور الشرق الأوسط الجديد، لأن الدول العربية البراغماتية شعرت بأن الولايات المتحدة تخلت عنها، ورأت في “إسرائيل” حليفة، وهي فرصة اغتنمها نتنياهو”.
وأشارت إلى أن “اليسار والوسط الإسرائيلي يرى نفسه في وضع غير مؤات، لأنه بعد عقود طويلة من احتكار السلام، اخترق زعيم يميني محتقر تحت لائحة اتهام جنائية الكثير من أنحاء العالم العربي، والارتباك والإحراج الذي يعاني منه اليسار الإسرائيلي سيزود المؤرخين بمادة علمية دسمة، وساستهم يبتعدون عن هذه الاتفاقيات، ويصفونها بسلام الأغنياء، ويشيرون إلى أن “إسرائيل” تمتعت سابقا بعلاقات مع دول الخليج الفارسي، وإن كانت بهدوء”.
ونقلت عن الزعيمة السابقة لحزب ميرتس زهافا غال أون، وصفها للاتفاقات بأنها “سلام مزيف، لأن “إسرائيل” ليس لديها أي نزاع مع الإمارات في البداية، وهي ليست دولة معادية، ولا حدود مشتركة معها”، وشددت على أن “هذه الحالة المحزنة تعبر عن قصر نظر معسكر سياسي مهم بعدم فهم التطور في الشرق الأوسط، والمصالح المتغيرة منذ الربيع العربي”.
وأكدت أن “فك ارتباط السلام مع الفلسطينيين سيكون إرثا لرئيس وزراء إسرائيل الأطول خدمة، حيث يمر الشرق الأوسط بتغيير سريع وتحالف جديد بين “إسرائيل” والدول العربية البراغماتية والولايات المتحدة، وتم كسر “التابو” القائل بأن دولة عربية لا تقع على حدود “إسرائيل” لا تستطيع صنع سلام معها دون إذن عباس، ما دفع اليسار الإسرائيلي للتعامل مع حفل توقيع البيت الأبيض على أنه تفجير بيرل هاربر”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق