التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 29, 2024

إزاحة الستار عن كتاب “إنتاج مأساة كشمير 1947”.. آخر اصدارات معهد “انديشة سازان نور” 

قبل عدة أيام تمت إزاحة الستار عن أحدث عمل نشره معهد “انديشة سازان نور” والذي جاء بعنوان “إنتاج مأساة كشمير 1947” بحضور مترجمين وخبراء وعدد من الشخصيات العلمية والثقافية في قاعة اجتماعات وكالة أنباء القرآن الكريم الدولية. وفي بداية هذه المراسم وصف “روح الله رضوي” مترجم الكتاب شبه القارة الهندية بأنها كانت منطقة نفوذ لإيران وللإسلام وأكد وجود علاقات تاريخية بين إيران والهند. ووصف مترجم هذا الكتاب الذي قام بتأليفه “أولستر لامب”، بأنه مهم للغاية بسبب كشفه للخلفية التاريخية والثقافية الوثيقة جدًا بين إيران وكشمير، واعتبر هذه الكتاب أن كشمير كانت مجالاً للحضارة والثقافة الإيرانية. وشدد المترجم على أهمية هذا الكتاب في تفحصه لجذور قضية كشمير، مضيفًا: “إن المعادلات السياسية وتاريخ وثقافة كل منطقة تختلف عن المنطقة الأخرى، وفهم العمليات التاريخية والثقافية لكل منطقة سيساعدنا في اتخاذ مواقفنا اليوم ولهذا يجب علينا القيام به بشكل صحيح”.

ووفقاً للمترجم، فإن مؤلف هذا الكتاب هو خبير في قضايا شبه القارة الهندية، وقد ألف العديد من الكتب والأعمال في شبه القارة الهندية، وراجع أحدث كتاب عن كشمير وأحداثها بشكل يومي وشهري. كما يذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه حصل على وثائق من خلال الأرشيف البريطاني وقد قام بالاستفادة منها في هذا الكتاب. ووفق مترجم هذا الكتاب، يتكون الكتاب من ستة فصول، أولها هو أهم فصل، حيث جاء تحت عنوان الوصاية والتقسيم، وهذا الفصل يحاول تقديم صورة للهند التي كانت تسيطر عليها بريطانيا.

السكرتير الأول السابق للسفارة الإيرانية في الهند: الجمهورية الإسلامية أفضل وسيط في أزمة كشمير

وخلال هذه المراسم، قال السيد “ميرموجربيان”، السكرتير الأول السابق للسفارة الإيرانية في الهند وباكستان: “للأسف، تم إهمال قضية كشمير، على الرغم من أن كشمير معروفة بإيران صغيرة، ومن المهم جدًا أن تتمتع إيران بحضارة وثقافة عظيمة في كشمير. في الوقت الحاضر، تسود ثقافة الجمهورية الإسلامية في كشمير ومن الضروري إيلاء المزيد من الاهتمام لكشمير وقد تمكن المترجم من رفع ونشر اسم كشمير في الأوساط العلمية”.

وتابع “ميرماجربيان”، قائلاً: “النقطة الأخرى، وكما قيل، إن أجزاء من هذا الكتاب تحتاج إلى إعادة نشرها في حالات مختلفة في وسائل الإعلام والصحافة وأخذها في الاعتبار. إن قضية كشمير في حالة أزمة وحرب منذ أربعين عامًا، والنقطة الأساسية في هذا الصدد أن قضية كشمير أصبحت كجرح قديم، والآن توصل الهنود والباكستانيون إلى استنتاج مفاده أن قضية كشمير لا يمكن حلها بالحرب المسلحة، ولهذا فقد تغيرت طبيعة قضية هذه المنطقة. حاليًا، الوضع في الهند وكشمير يسوده الكثير من الاهتمام وفقاً لمصالح الهند وباكستان. ومثال على ذلك نرى أن الجيش الهندي لا يريد الوصول إلى حلول لقضية كشمير وذلك لأن 800 ألف جندي هندي يتقاضون رواتبهم بسبب هذه القضية وأيضا هناك 400 ألف عسكري باكستاني يتقاضون رواتبهم مقابل قضية كشمير، ومصالح القوات العسكرية في كلا الجانبين على المحك. لذلك كشمير ليس لديها حل عسكري ويجب متابعة القضية بحل سياسي”.

وتابع السكرتير الأول السابق للسفارة الإيرانية في الهند وكذلك في باكستان: “إن جمهورية إيران الإسلامية عرضت الوساطة في كشمير عدة مرات ولكن الهنود لم يكونوا على استعداد لقبول الوساطة بأي شكل من الأشكال وبالتالي ينبغي على المجتمع الدولي اجبار الهند على قبول الوساطة، ويجب اجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات. ومع ذلك، فإن بعض المسؤولين الحكوميين الهنود والباكستانيين، وخاصة جيشي البلدين، مترددون في حل هذه القضية، ولهذا فإنه يمكن القول أن الجمهورية الإسلامية لاعب مؤثر في المنطقة ولهذا القدرة على حل هذه القضية والتوسط بين البلدين”.

وفي حديثه، لفت السكرتير الأول السابق، إلى أن الجانب الباكستاني رحب بوساطة إيران، حيث أعلن المسؤولين في منطقة كشمير عن ترحيبهم بوساطة ايران بين الهند وباكستان فيما يتعلق بقضية كشمير باعتبارها منطقة الصراع و الخلاف بين البلدين. وتابع قائلا، “إن باكستان ولا سيما اهالي كشمير يرحبون دوما بأي مشروع متعلق بالوساطة بين الهند وباكستان حول منطقة كشمير المتنازع عليها ويدعون إلى الحل السلمي لهذه القضية.” ووصف ايران بانها بلد صديق وتربطها علاقات جيدة جدا بباكستان وكلا البلدين يدعوان إلى ارساء اسس السلام والامن في المنطقة. وفي جانب اخر من تصريحاته اشار إلى المقومات الاقتصادية و التجارية الكبيرة التي تتمتع بها كشمير، واعلن عن رغبة هذه المنطقة للتبادل التجاري و الاقتصادي مع ايران، قائلا: ” في الوقت نفسه ان استتباب الامن و السلام في المنطقة يعد اولوية بالنسبة لكشمير لبدء الانشطة التجارية و الاقتصادية”.

الدكتور “كمالي”: قضية كشمير أهملت في مجال البحث

وفي هذا الاجتماع، أشار الدكتور “محمد كمالي”، المسؤول عن قسم النشر في معهد “أنديشه سازان نور”، إلى قضية كشمير باعتبارها قضية منسية في المجالات البحثية وشكر المؤلف على متابعته لنشر هذا الكتاب. ووفق الدكتور “كمالي ، فقد بُذلت جهود لجعل الوصول إلى هذا الكتاب أكثر سهولةً وانتشاراً.

خبير في قضايا كشمير: نشاط المجاهدين في كشمير يجب ألا ينحصر في السلفية

وخلال هذا الاجتماع، قال الأستاذ “بهرام زاهدي” الباحث بمعهد الدراسات الشرقية: “إن التفكير في موضوع وقف انتشار الإسلام في شبه القارة الهندية وكشمير هو موضوع مهم يحتاج إلى معالجة. ومن الأهمية معرفة أسباب توقف انتشار الإسلام في كشمير وكيف تمت مناقشة أحداث عام 1947. كما أن عدد الشهداء والمفقودين في قضية كشمير هو أمر غير معروف ولا بد من دارسة ومراجعة إحصائيات عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين. إن نسبة التعليم في كشمير أعلى من أجزاء أخرى من الهند. وفيما يتعلق بأنشطة المجاهدين، تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن حصر المجاهدين في السلفية”.

يذكر أن السلطات الهندية فرضت خلال الفترة الماضية الكثير من القيود على الاحتفالات الدينية في إقليم كشمير، وقبل ذلك، كان المسلمون في كشمير يأتون من منطقة “لال تشوك” ومناطق أخرى إلى مسجد “بل”، حيث كانوا يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، ولكن السلطات الهندية قامت في بداية الأمر بحظر مراسم إحياء يومي الثامن والعاشر من شهر محرم لأبناء الطائفة الشيعية، وبعد ذلك قامت بفرض حظر على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولقد بدأ الحكم العسكري في إقليم كشمير قبل نحو 98، وخلال هذه الفترة قام الجنود الهنود بقتل وجرح المئات من أبناء هذا الاقليم المسلمين. كما شنت قوات الاحتلال الهندوسي هجوماً عنيفاً على منازل أهالي كشمير، وقامت بربط المواطنين من الخلف وإطلاق النار عليهم ولقد تداول العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً توضح قيام القوات الخاصة الهندية بقتل عدد من مسلمي كشمير في منازلهم.

“روح الله رضوي”: لا توجد طريقة أخرى لكشمير غير المقاومة

وفي ختام هذا الاجتماع قال مترجم كتاب “إنتاج مأساة كشمير 1947” عن الوضع الحالي في كشمير: “التغيير الديموغرافي واقع في كشمير ولدينا أكثر من 400 ألف من غير الكشميريين أصبحوا كشميريين وفق تصرفات الحكومة الهندية. ولكن هناك أمل جاد في أن يحدث التغيير السياسي في الهند وأن الحزب الحاكم الحالي لن يستمر في السلطة، وبالنسبة لشعب كشمير، فإن الطريقة الوحيدة التي أمامهم هي المقاومة، والمقاومة تعني الحفاظ على الهوية الإسلامية. وينبغي على المجتمع الدولي الضغط على الحكومة الهندية بشأن كشمير وكل الأدلة تظهر أن العملية العسكرية الهندية في كشمير زادت كثيرا والإحصاءات تظهر العدد الكبير للضحايا الكشميريين الذين استشهدوا خلال الهجمات الهندية في الأشهر القليلة الماضية وهذا الوضع يعقد قضية كشمير”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق