التداعيات الوخيمة لموت ترامب المحتمل على الولايات المتحدة
بعد الإعلان عن إصابة ترامب وزوجته بفيروس كورونا، هنالك تقارير متناقضة عن صحة الرئيس الأمريكي الحالي تنشرها مصادر ووسائل إعلام أمريكية مختلفة.
على الرغم من أن أطباء ترامب يؤکدون أنه يتمتع بصحة جيدة، إلا أن الخبراء يقولون إن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا في تحديد حالة ترامب، وذلك بالنظر إلى عمر الرئيس البالغ 74 عامًا وسجل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في هذا البلد، وخاصةً بين كبار السن.
وقد أظهر تحليل آلاف المرضى الذين عولجوا في نظام الرعاية الصحية في جنوب كاليفورنيا، أن السمنة عامل خطر آخر للوفاة بسبب فيروس کورونا، وخاصةً عند الرجال.
هذا في حين أن مسؤولي البيت الأبيض وطبيب ترامب قد تحدثوا مرارًا وتكرارًا عن صحته الجسدية في الأشهر الأخيرة، لكن ترامب يحب الوجبات السريعة ولا يمارس الرياضة كثيرًا سوی الغولف.
بالتأكيد، سيكون لوفاة ترامب عواقب وخيمة من جوانب مختلفة على الولايات المتحدة في المقام الأول.
التأثيرات السياسية.. ماذا سيكون مصير الانتخابات؟
من الناحية السياسية، فإن أكثر المجالات الملموسة هو قضية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي من المقرر أن تنتهي في 3 نوفمبر، بينما بدأت بالفعل عملية التصويت في بعض الولايات الأمريكية.
ترامب هو أحد المتنافسينِ على رئاسة وقيادة المجتمع الأمريكي على مدى السنوات الأربع المقبلة، حيث يتنافس مع “جو بايدن” مرشح الحزب الديمقراطي. وإذا مات ترامب قبل انتهاء الانتخابات في 3 نوفمبر، يجب على الحزب الجمهوري أولاً ترشيح شخص آخر ليحل محله كمنافس لـ “جو بايدن”.
اللجنة الوطنية للجمهوريين والديمقراطيين لديها قوانين تدعو أعضاءها للتصويت لمرشح بديل. ومع ذلك، من الصعب جدًا العثور على بديل لترامب، لأنه قد حصل علی ترشيح الحزب الجمهوري في الجولة الحالية دون منافس جاد.
كما بدأ التصويت في بعض الولايات، ويجري التصويت المبكر بأكثر من 2.2 مليون صوت، وفقًا لرويترز. ولذلك، من المرجح أن يطالب الجمهوريون بتأجيل الانتخابات.
بموجب الدستور الأمريكي، يتمتع الكونغرس بسلطة تأجيل الانتخابات الرئاسية، والذي أصبح الآن في أيدي الديمقراطيين، ومن المحتمل جدًا أن يعارض الكونغرس هذا التأجيل.
وفي هذه الظروف، فإن الخيار المهم للجمهوريين هو اختيار مايك بنس خلفًا لترامب، واعتبار الأصوات المؤيدة لترامب أصواتاً لمايك بنس.
وفي هذه الحالة أيضًا، لن تكون المسألة بهذه البساطة. أولاً، تختلف قوانين الولايات الأمريكية المختلفة في مثل هذه الظروف، ومن ناحية أخرى، قد يعترض الحزب المنافس على هذا الإجراء.
يمكن رؤية أزمة الفراغ القانوني لمثل هذا الوضع بوضوح في الانتخابات دون ترامب، وخاصةً أن المجتمع الأمريكي في عهد ترامب واجه انقسامًا اجتماعيًا عميقًا، بما في ذلك الانقسام في الهوية والعرق والسياسة، وترامب في طليعة طيف راديكالي من دعاة الحرب والعنصريين ودعاة الفوقية.
وفي الأشهر الأخيرة من الاحتجاجات ضد العنصرية البنيوية في الولايات المتحدة، خرجت الجماعات المتطرفة بشكل مباشر لدعم رئيسها المحبوب لقمع المحتجين. وبطبيعة الحال، قد يؤدي موت ترامب إلى اندلاع نيران الصراع السياسي والعرقي في البلاد.
المستقبل الغامض للاقتصاد المأزوم
هناك قضية رئيسة أخرى مهمة بالنسبة للمجتمع الأمريكي فيما يتعلق بعواقب وفاة ترامب المحتملة، وهي الآثار المدمرة غير المعروفة لهذا الحدث على الاقتصاد الأمريكي المأزوم.
بعد دقائق قليلة فقط من إعلان أنباء إصابة ترامب وزوجته بکورونا، انخفض مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.7 في المئة، وهبط مؤشر “ستاندرد آند بورز” 1.6 في المئة. کذلك، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 428 نقطة، بينما كانت العقود الآجلة لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500″ و”ناسداك 100” سلبيةً.
كما شهد سوق النفط العالمي انخفاضًا في الأسعار. حيث هبط خام برنت عقب الإعلان عن إصابة ترامب بكورونا، 1.47 دولار أي ما يعادل 3.6 بالمئة، وبلغ 39.4 دولاراً للبرميل.
الاقتصاد الأمريكي تدهور بعد تفشي كورونا، حيث فقد ملايين الأمريكيين وظائفهم، وتقدَّم ملايين الأمريكيين للحصول على إعانات البطالة. وفي الأشهر الستة الماضية وحدها، فقدت أكثر من 22 مليون وظيفة أمريكية، وعاد أقل من نصفها حتى الآن.
كما واجهت خطة الإنقاذ البالغة 2.2 تريليون دولار للعبور من الأزمة، معارضة مجلس الشيوخ في الكونغرس. واعتبارًا من يوليو، تلقى العاطلون عن العمل 600 دولار في الأسبوع، لإعانات البطالة الفيدرالية في ولايتهم.
لكن الجمهوريين في الكونغرس عارضوا مشروع 600 دولار، بحجة أنه مرتفع للغاية بحيث يثني الكثير من العاطلين عن البحث عن العمل.
يعتقد الخبراء أنه على الرغم من إعادة فتح الاقتصاد وتخفيف القيود، إلا أن الوضع الاقتصادي في الحالة الأكثر تفاؤلاً سيستغرق سنوات للعودة إلى حالته ما قبل کورونا. وفي ظل هذه الظروف، فإن نبأ وفاة ترامب الصادم والاحتمالات السياسية التي أشرنا إليها، سيكونان بالتأكيد سمًا مميتًا للاقتصاد الأمريكي.
المصدر/ الوقت