التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

مأساة شيعة البحرين مستمرة وكورونا شمّاعة جديدة للقمع.. هل ينجو الحكّام من غضب الشعب؟ 

يستخدم النظام البحريني هذه المرة مراسيم الأربعين العالمية كوسيلة للضغط على الشيعة في البلاد واضطهادهم.

وفي هذا الصدد، أعلن النظام البحريني في بيان بحجة انتشار فيروس كورونا، أن كل من يقيم مراسم عزاء في منزله بشکل جماعي في ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، سيعاقَب وفق القانون الجنائي.

من جهة أخرى، کان ديوان الأوقاف في البحرين قد حظر إقامة مراسيم أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في المراكز الدينية والحسينيات.

كما أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن سلسلة من الإجراءات القانونية بحق المشاركين في مراسيم الأربعين الحسيني، في بيان استفزازي تضمن تهديدات للأغلبية الشيعية في البلاد.

وجاء في بيان وزارة الداخلية البحرينية: “في ضوء بيان مجلس الوقف الجعفري وطلبه منع التجمعات في مراسيم الأربعين، تؤکد وزارة الداخلية علی ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية في هذه المناسبة، من خلال استخدام تقنية البث المباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعدم التجمعات في المنازل”.

وتحدثت وزارة الداخلية البحرينية عن تعاون رؤساء التكايا والتزامهم بإجراءات مکافحة کورونا، من خلال عدم إقامة أي تجمعات أو إقامة مواكب العزاء حول التكايا وإحياء المراسيم عبر البث المباشر، وهددت باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يخالف هذه القوانين.

ومثل هذه النبرة الاستفزازية الصادرة عن وزارة الداخلية البحرينية ليست نادرةً، فبعض هذه الوزارات قد تعوَّدت على تهديد المواطنين الشيعة في المناسبات الدينية والسياسية.

حظر السفر إلى إيران والعراق في البحرين

کذلك، حظرت الحكومة البحرينية السفر إلى إيران، بعد إعلان حظر السفر إلى العراق لإقامة مراسيم الأربعين.

وقد حظرت البحرين السفر إلى إيران والعراق بحجة تفشي كورونا، بينما لا يزال السفر متاحاً إلى دول أخرى تفشی فيها الوباء بشکل مشابه أو أكثر خطورةً.

وفي هذا الصدد، حظر مجلس الأوقاف الجعفرية في البحرين(التابعة للحكومة) في بيانه له، مراسيم الأربعين الحسيني إلا عبر البث المباشر على الإنترنت.

كما حظر هذا المجلس حضور كبار السن وأكثر من 10 من خدم الحسينيات للبث المباشر، وكذلك توزيع المواد الغذائية النذرية بأي شكل من الأشكال.

المعاملة الصارمة للخطباء والرواديد الشيعة في البحرين

من جهة أخرى، ألقت قوات الأمن البحرينية القبض على رادودين هما “أحمد الماجد” و”حبيب المهدي” قبل أيام قليلة من الأربعين، بعد إحياء مراسم استشهاد الإمام الرضا(عليه السلام) (بحسب رواية الـ 17 من صفر) وسلَّمتهما إلى النيابة. كما تم أمس استدعاء رادودين معروفين آخرين هما “مهدي سهوان” و”أمير البلادي” إلى مركز الشرطة.

کذلك، استدعى المسؤولون البحرينيون خمسة من رجال الدين الشيعة يوم الجمعة الماضي، هم “الشيخ منير المعتوق وزهير الخال وجابر الشهركاني وعيسى المؤمن ومحمد علي المحفوظ”.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ “حسين الديهي” نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية بالبحرين، أن استهداف الحكومة البحرينية لرجال الدين والرواديد ومهاجمة الرموز العاشورائية، هي “جريمة شنعاء” لا تقل عن تلك التي ارتكبها صدام.

وأضاف “إذا كان النظام البحريني يعتقد أنه يستطيع تدمير قيم الثورة الحسينية بهذه الهجمات المروعة على مراسيم العاشوراء والطقوس الإسلامية، فهو واهم”.

وأكد الديهي “يا من تعيشون في الوهم، لا يمكنكم أن تقاتلوا الحسين وثورته. كل من وقف ضد حسين هو في مزبلة التاريخ اليوم، وأنتم لستم استثناءً”.

يشار إلی أنه منذ بداية شهر محرم الحرام، ألقى جهاز الأمن البحريني القبض على أكثر من 10 رواديد وخطباء وقراء بحرينيين بذرائع واهية، من بينها قراءة زيارة عاشوراء وإهانة بني أمية، کما اعتقل مواطنين بتهمة رفع علم الإمام الحسين(عليه السلام) على السطح أو أمام منازلهم.

الضغوط على الشيعة

إن إقامة مراسيم عزاء الإمام الحسين(عليه السلام) في البحرين، على الرغم من أن غالبية أبناء هذا البلد هم من الشيعة، ترافقها قيود وإجراءات استفزازية من قبل الحكومة كل عام.

وفي هذا الصدد، تحدث كاتب بحريني عن الموضوع دون أن يكشف عن اسمه في صحيفة “الأخبار”، فكتب أن الحكومة البحرينية استغلت كورونا ذريعةً هذا العام، لكن قمع مراسیم عاشوراء والعزاء الحسيني هو أمر سياسي بحت.

وتساءل أولاً: “بصرف النظر عن مسألة الفکر اليزيدي والحسيني وماهية مبدأ كل منهما، ينبغي أن نسأل ألا يجب أن تکون حرية إقامة الاحتفالات والطقوس الدينية في بلد غالبية سكانه من الشيعة أمراً بديهياً؟ هل يُصدَّق أنه في دولة ذات هوية شيعية وإسلامية، تهان المواكب الحسينية والمساجد والحسينيات وتوجَّه إليها الإساءات؟ بينما في بعض البلدان الخليجية، تقوم الحسينيات بنشاطها السنوي وفقًا للبروتوكولات الصحية.

وكتب رداً على السؤال الذي طرحه: “القيود على مراسم العزاء الحسيني سياسة قديمة، وكما تدعي الحكومة ليس لها علاقة بـ كوفيد -19. تلفزيون البحرين يتجاهل أهم المراسيم التي تقام في البلاد كل عام ولا يهتم بها. هل هذا يرتبط بکورونا أيضاً؟ بدلاً من ذلك، يبث تلفزيون البحرين خطاب الكراهية ضد الشيعة ومعتقداتهم وتاريخهم”.

كما تطرق الكاتب البحريني إلى أوضاع الصحف والمجلات في البلاد، وقال: هل يمنع كورونا هذه المطبوعات من الكتابة عن الإمام الحسين(عليه السلام) وشعائر أهل البيت؟

وتضيف المذكرة أنه لا أحد يصدِّق أن هناك حكومةً في العالم اليوم تمنع تعظيم الشعائر الدينية، في حين أن غالبية سكانها ينتمون إلی ذلك الدين. هذا الإجراء من قبل الحكومة هو أيضاً ضد دستور البحرين. حيث بحسب المادة 22، فإن الحكومة مطالبة بمنح المواطنين البحرينيين حق إقامة الاحتفالات والطقوس في الحسينيات، وكذلك تزويد المشارکين بالتسهيلات اللازمة، بما في ذلك المساعدة المالية والتغطية الإعلامية والتجهيزات داخل الحسينيات. ولکن ليس فقط هذا لا يحدث، بل الحكومة والأجهزة الأمنية تمنعان الأنشطة والمراسيم الدينية على مدار العام.

ولذلك، فإن نظرة الحكومة لعاشوراء والحسينيات أحادية الجانب وضيقة الأفق تمامًا، وتحاول الحكومة البحرينية سرد تاريخ وثقافة البحرين بما يتماشی مع أفكارها.

ووفق هذا الكاتب البحريني، فقد أغلقت الحكومة عددًا من المؤسسات الدينية الشيعية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك “مجلس العلماء” و”جمعية التنوير الإسلامية”، بالتزامن مع زيادة الضغط على مجلس الوقف الجعفري. وفي السنوات الأخيرة أيضاً، تم إنزال يافطات الحسينيات عدة مرات واعتُقل الخطباء.

وجاء في نهاية المذكرة، أن حكام البحرين لا يستطيعون تحقيق التقدم والتنمية من خلال منع تعظيم الشعائر الشيعية. وستسبِّب هذه السياسات انقسامات وأزمات وخلافات عميقة الجذور بين المواطنين البحرينيين أكثر من أي شيء آخر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق