التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

اللون الأسود يطغى على معقل تنظيم داعش بسوريا 

سوريا – امن – الرأي-

بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة السورية غرقت المدينة بأكملها بلون أسود بدءا بملابس الرجال والنساء وانتهاءا بأوراق الهوية. ناشطون سوريون يروون شهاداتهم عن الحياة اليومية في معقل التنظيم التكفيري.

يسود لون واحد فقط معقل تنظيم داعش، هو الأسود الطاغي على كل شيء بدءا من قبعات وكوفيات الرجال مروراً بنقاب النساء وانتهاء بأوراق الهوية. وذكر الناشط ابو يوسف من مدينة الرقة، معقل التنظيم في شمال سوريا حيث تنتشر أعلام التنظيم السوداء في كل مكان “تتشح النسوة بالسواد من رأسهن حتى أخمص أقدامهن ولا يمكنهن الخروج من المنزل إلا بصحبة الأب أو الأخ أو الزوج”. حتى أن اوراق الهوية لونها “اسود”.

ويدير داعش كل أمور الحياة في الرقة. ويجول عناصره الذين يملكون وحدهم حق حمل السلاح في شوارع المدينة ببنادق الكلاشينكوف أو المسدسات، كما كُلفت قوتان منفصلتان من قوى الأمن مراقبة النساء والرجال، حسبما أفاد الناشط عبر الإنترنت. وأشار أبو يوسف إلى أن كتيبة “الخنساء” المؤلفة من نساء ينتمين إلى التنظيم “يحملن السلاح ولهن الحق بتفتيش أي امرأة تمشي في الشارع”.

وتتولى كتيبة “الحسبة” هذه المهمة مع الرجال، كما أنها مكلفة أيضاً بفرض رؤية التنظيم “للشريعة الإسلامية”. وإضافة إلى ذلك شكلت داعش حكومة تضم وزراء لكل الحقائب التي يمكن تصورها: التربية والصحة والموارد المائية والكهرباء والشؤون الدينية والدفاع ويشغلون المباني التي كانت للحكومة”. ويضيف الناشط متهكماً “كما أن هناك سلطة تهتم بحماية المستهلك”.

ويوضح أن التعليم “يستند على التفسير الصارم للشريعة الإسلامية، كما تم إنشاء معسكرات لتدريب الفتيان”. ويحظر المسلحون على السكان من الاستفادة من الأماكن العامة التي يملكون وحدهم حق الوصول إليها، كما يؤكد دائماً نشطاء من الرقة ينشرون على مواقع الإنترنت صوراً تظهر مقاه يرتادها المسلحون فقط.

كما أغلقت جميع المقاهي في مدينة دير الزور في شرق البلاد حيث يحاول السكان وقف امتداد تنظيم داعش.

ويقول الناشط ريان الفراتي عبر الإنترنت “لا يسمح بأي فعالية مسلية”. ويضيف “من المستحيل أن نجد أحداً يدخن أو يبيع السجائر، من المستحيل رؤية امرأة لا ترتدي النقاب وعندما يرفع المؤذن الآذان يغلق الجميع متاجرهم ويذهبون إلى الجامع لأداء الصلاة وإلا فسيكون السجن مصيرهم” فيما يتمتع الجهاديون بعدد من المزايا.

ويبلغ الراتب الأساسي لعناصر التنظيم نحو 300 دولار شهرياً “يشكل في الظروف الراهنة مبلغاً محترماً” بحسب ما أعلن عبر الإنترنت فرات الوفاء وهو ناشط من الرقة فضل التعريف عن نفسه تحت اسم مستعار. إلا أن هذا الكرم لا يشمل جميع السكان.

ويوضح فرات أن “التنظيم ليس دولة، فهو يمنح لعناصره جميع المزايا التي يرغبون فيها لكن السكان لا يتمتعون بها”. ويضيف بالقول: “إنها عصابة تحكم عبر بث الذعر وتجبر السكان على الانضمام إلى صفوفها عبر الجوع لأن ذلك هو الوسيلة الوحيدة للحصول على راتب معقول”.

كما يقوم التنظيم بجباية الضرائب حيث يفرض على التجار الذين يعانون أصلاً من الفقر بسبب الحرب دفع 60 دولاراً شهرياً. ويقول الناشط إنه حتى أولئك الذين يعانون من “الفقر المدقع ولا يمكنهم أن يدفعوا عليهم الانصياع، فينضم الناس (إلى التنظيم) لأنهم أمام خيارين: إما الموت جوعاً أو الانضمام والاشتراك بالابتزاز”. ويبدو التنظيم بالنسبة للناشط ريان الفراتي الذي فر مؤخراً من مدينة دير الزور، حركة استعمارية، ويقول: “هناك جهاديون أجانب، حتى أميركيين، يعيشون مع عائلاتهم حيث كنا نعيش من قبل”.

واستحوذ المسلحون على حقول النفط والغاز ومحطات توليد الكهرباء والسدود التي يتولون تشغيلها ويزودون عمالها برواتب إضافية فضلاً عن الرواتب التي يتقاضونها من الحكومة السورية. وفر العاملون، عند وصول التنظيم إلى المنطقة، لكن باقي العمال ما يزالون هناك “بعد أن تلقوا ضمانات بعدم التعرض لهم”.

ولا يتردد عناصر التنظيم بتفتيش المنازل والهواتف والحواسب بحثاً عن أدلة يعتبرون أنها تشير إلى ممارسات “غير أخلاقية”، حسبما أورد عبر الإنترنت نائل مصطفى، وهو ناشط ما يزال يعيش في الرقة. وأشار إلى “أنهم يعتقدون أن ملكية كل شيء تعود إلى الله وبالتالي يجب أن تكون تحت مراقبتهم”. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق