التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

المتحدث باسم حماس: التطبيع خطيئة سياسية تدعم المشروع الصهيوني التوسعي بالمنطقة 

سياسة ـ الرأي ـ
اكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم ان مسار التطبيع الذي انطلق بتوقيع الامارات لاتفاق تطبيع مع الاحتلال الصهيوني ثم لحاق البحرين فيها ومن بعدها السودان يشكل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية وانتصارا للرواية الصهيونية ورواية اليمين ونتنياهو شخصيا وهو لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يخدم مصالح القومية العربية ومصالح الاستقرار في المنطقة ولم يخدم ترامب في دعايته الانتخابية ونتنياهو في ازماته الداخلية.

وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في حوار مع صحيفة طهران تايمز ان هذه الاتفاقيات تمثل خطيئة سياسية بامتياز تساعد المشروع الصهيوني التوسعي على التمدد في المنطقة ويعبر عن سعي بعض الاطراف لتثبيت رؤوس هذا النظام على حساب المصالح العربية والقضية الفلسطينية ويجب على اطراف الاتفاق ان تتراجع عنها لما تلحق من ضرر كبير بالقضية الفلسطينية. هذه الاتفاقيات تشجع الاحتلال الاسرائيلي على استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني ولاحظنا منذ انطلاق هذا المسار هناك عدوان متصاعد على الشعب الفلسطيني سواء في القدس أو الضفة أو في غزة.

واضاف ان الاستيطان تضاعف وهذا يدلّ على التضليل الذي تمارسه الدول التي وقّعت على اتفاقيات السلام مع اسرائيل حينما قالوا ان هذه الاتفاقيات ستمنع الضمّ بينما الضمّ هو حاصل على الأرض بطريقة بطيئة. لذلك نرى ان هذه الاتفاقيات مضرّة جدا .

واوضح ان العالم العربي كشعوب وحركات ضد هذا المسار لكن بعض الأنظمة تحاول ان تتحرك في هذا المسار لحشد دعم اسرائيل و الولايات المتحدة في صراعاتها الاقليمية وهذه ايضا خطيئة استراتيجية يمكن ان تصب الزيت على نار خلافات المنطقة لصالح امريكا من خلال زيادة حدة التوتر ونهب ثروات الأمة الاسلامية وبيع المزيد من الأسلحة الى الأنظمة العربية.

وحول ما اذا كان هناك خلافات داخل اسرائيل وكذلك بين اسرائيل وحلفائها على تطبيق مشروع الضم قال حازم قاسم ان مخطط الضم الاستعماري هو أحد أركان الرؤية اليمينية الصهيونية التي ترى انه يجب أن تضمّ أكبر مناطق في الضفة الغربية باستثناء الكتل السكانية داخل الضفة الغربية بما فيها الأغوار والقدس الشرقية والغربية . هذه رؤية اليمين التوراتية وهذا موقف الحركة اليمنية الصهيونية منذ تأسيسها. بالتالي هناك أطماع تاريخية وأطماع توراتية بالاضافة الى ما تمثله الضفة الغربية من أهمية استراتيجية تعطي اسرائيل مزيد من العمق الدفاعي الذي تفقده بحكم تكوينها الجغرافي في المناطق الفلسطينية المحتلة وايضا هي تعبير عن النزعة التوسّعية التي لا تتوقف لدى المشروع الصهيوني ويحاول ان يتوسع في أي منطقة يستطيع وقبل ذلك احتل اجزاء كبيرة من شبه جزيرة سيناء والجولان وفي جنوب لبنان وفي الأردن ويتوسع حيث يستطيع لان هذا المشروع اساسه اساس توسعي عدواني خاصةً انه مدعوم من قوى الاستكبار المتمثلة في الولايات المتحدة. الدعم الامريكي ايضا زاد من حافزية اسرائيل لاتخاذ قرار الضمّ وحالة الاهمال الدولي للاوضاع الفلسطينية بشكل عام و عدم اهتمامه والضعف الذي ينتاب المنظومة الأوروبية أيضا حالة الخلافات في المنطقة العربية والصراعات البينية المفتعلة والمختلقة وفرت أجواء افضل للكيان الصهيوني لاتخاذ مثل هذا القرار . ايضا وجود بعض الدول في المنطقة وبعض الأطراف التي تتجاوب مع مطالب الولايات المتحدة في المنطقة ومنها الدول التي وقعت على هذه الاتفاقيات التي ستشجع اسرائيل على اكمال مشروع الضم وليس العكس.

وتابع ان الاحتلال الاسرائيلي يتفاوض مع نفسه داخل مكونات الحكومة عن مساحة هذا الضمّ وهو لا يعلن عن هذه المساحة و هناك خلافات بينهم المساحات والترتيبات والآليات ومدى التنسيق مع القوى الدولية ومع الولايات المتحدة وبالاجمال هناك اتفاق داخل الكيان الصهيوني على انه موضوع الضمّ موضوع استراتيجي بالنسبة لهم.

وردا على سؤال حول تقييمه لردة فعل الشعوب العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل قال حازم قاسم انه وفقاً لما نرصده كشعب فلسطيني وكأحزاب و فصائل وما تم رصد من مؤشرات عبر استطلاعات الرأى التي تنشر في المراكز المعتبرة ومما نسمع في الاعلام من اصحاب الرأي والفكر ان الشعب العربي مازال يؤمن بان فلسطين هي القضية العربية المركزية. قد يكون لكل شعب من الشعوب العربية أولوياته الخاصة لكن في مجموع هذه الدول العربية فلسطين حاضرة وفي قلبه وضميره ووعيه . الامة العربية ما زالت تعتبر ان اسرائيل احتلال وعدوة والاستطلاعات تكشف ان الغالبية الساحقة في العام العربي ترفض مسار التطبيع مع اسرائيل وتعبر الاحزاب القومية والعربية والاسلامية رفضها لهذا المشروع. ولكن هناك جهود من بعض الاطراف لدمج اسرائيل في المنطقة عبر وسائلها الاعلامية ولاحباط الشارع العربي والفلسطيني بشان القضية الفلسطينية من خلال بث الاشاعات والاكاذيب والتضليل ويدعون ان الشعب الفلسطيني هو الذي ضيّع القضية والقيادة الفلسطينية هي قيادة سلبية والمقاومة لم تخدم الشعب الفلسطيني. ولكن نحن نثق بأن الشعوب العربية حاضرة الخريطة الفلسطينية في وجدانها ولن تغيب وعلى كل القوى الفلسطينية ان تتحرك وتعلّي صوتها الرافض للتطبيع مع اسرائيل والداعم لفسطين.

وعن ردة فعل الشعب الفلسطيني على قيام البحرين والإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قال حازم قاسم ان الشارع الفلسطيني عبر عن حالة من الغضب الشديد والاستنكار الكبير والادانة العظيمة لقيام هذه الدول بالتطبيع مع اسرائيل . كان ينتظر من هذه الدول ان تقدم لفلسطين دعما ماديا وعسكريا وسياسيا حتي يستطيع شعبنا أن يواجه المشروع الصهيوني ويستطيع أن يظل متشبثا بأرضه وان يدافع عن مقدسات الأمة في القدس لكن جاءت الطعن من الخلف من خلال التوقيع على هذه الاتفاقية ولذلك أجمعت كل على المستوى السياسي و الاحزاب والفصائل والنخب السياسية والشارع ان هذا التطبيع هو جريمة سياسية بحق الشعب الفلسطيني يجب ان تتوقف وهدية مجانية لاسرائيل لكي يواصل عدوانه ضد الشعب الفلسطيني.

وعن دور حماس في توحيد القوى الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تحدق بفلسطين قال حازم قاسم ان حماس وانطلاقا من مسؤولياتها الوطنية والاخلاقية والدينية تحركت منذ البداية من اجل توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تمثله صفقة القرن والادارة الأمريكية وتحركت في أكثر من اتجاه منذ أعوام بدأناها في أواخر 2017 في المساحة الفلسطينية ووقعنا اتفاق المصالحة في القاهرة 2007 وبعد الاعلان عن مشروع الضمّ قدنا مجموعة من الاتصالات والخطوات مع كل الفصائل الفلسطينية من اجل توحيد الموقف الفلسطيني ونجحنا في توفير أجواء ايجابية انعكست على الضفة الغربية في المؤتمر الصحفي بين الشيخ العاروري نائب رئيس المكتب السياسي بحركة حماس واللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح. هناك مسار انطلق بين الاطراف الفلسطينية لتوحيد الموقف والرؤية الفلسطينية لاحتواء المخاطر سواء ما كانت سياسية المتمثلة في صفقة القرن والتطبيع مع اسرائيل وخطة الضم أو المخاطر الصحية المتمثلة بتداعيا تجائحة كورونا. هذه الاتصالات مستمرة ومتواصلة وهناك اجواء ايجابية تحيط بهذه الاتصالات ونحن سنعمل بكل قوة من أجل الدفع به الى الامام بحيث نصل الى توحيد الموقف الفلسطيني وانهاء الانقسام واعادة الاعتبار لموقف التحرير الفلسطينية بأن تمثل الجميع وتفعيل المقاومة الشعبية في كل اماكن تواجد الشعب الفلسطيني وخاصةً الضفة الغربية. نحن سنواصل هذه الجهود حتى انجاحه بكل ما نستطيع وبكل قوة لأننا نعتقد لا يمكن ان نواجه هذه المخاطر الا موحدين وان هذه المخاطر تمثل خطرا حقيقيا على كل المكونات الفلسطينية وليس على مكون واحد وهي خطر وجودي .

وعن تعليقه على رغبة السعودية ودعمها لعملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل قال حازم قاسم بعد توقيع الامارات والبحرين وثم السودان على اتفاقيات التطبيع مع اسرائيل سمعنا كثيرا من الادارة الامريكية ان هناك دول تسعى للتطبيع مع اسرائيل من ضمنها السعودية وسمعنا كلاما مشابها من رئيس الموساد وتحدث ترامب عن خمس دول او اكثر ترحب بالتطبيع مع اسرائيل . نحن ندعو السعودية ان لا تنجر في هذا المسار الضار بالقضية الفلسطينية والضار بالمصالح القومية العربية والضار بالمصالح الوطنية لكل هذه الدول وهذا يسيء الى قيادة الدول التي ترضخ للتطبيع مع اسرائيل بينما نحن نريد تعزيز الحالة العربية وليس تفكيكها وندعو السعودية ان لا تخضع للضغوط ويجب ان لا تنتقل الى ضفة الاعداء ونتمنى ان تبقى الى جانب الشعب الفلسطيني.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق