“سوخوي 22” التابعة للحرس الثوري الإيراني تتزوَّد بسبعة أنواع من أسلحة جو – أرض الموجَّهة
تعدّ طائرة “سوخوي 22” من بين الطائرات التي أصبحت خيارًا هجوميًا مهمًا لقادة سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني اليوم، بعد سنوات من التوقف عن التحليق وعدم النشاط.
وعلى الرغم من بقاء طائرات “سوخوي 22” لسنوات عديدة داخل مستودعات وحظائر القوات المسلحة ولم تكن هناك أخبار عن قيامها بعملية ما، فقد أصبح من الواضح تدريجياً أن القوات المسلحة الإيرانية لديها خطة خاصة لها.
وكان من أهم الأحداث في هذا الصدد في أغسطس 2016، عندما تم الإعلان عن إعادة تشغيل عدد من طائرات “سوخوي 22” الهجومية للقوات المسلحة الإيرانية.
ومع إعادة تشغيل هذه الطائرات متغيرة الأجنحة والأسرع من الصوت، تم تحديد سلسلة جديدة من الأسلحة لها، ومنذ ذلك الحين تم تطوير أسلحة لهذه المقاتلة، مثل قنابل السقوط الحر، قنابل “سيمرغ” العنقودية، الصواريخ غير الموجهة، وبالطبع أسلحة موجهة مثل قنبلة “ياسين” التي يتم التحكم فيها عن بعد، مع توجيه الأقمار الصناعية أو صاروخ “بينا” الموجه.
وفي السنوات الأخيرة، كثر الحديث عن قنابل “ياسين” التي يتم التحكم فيها عن بعد، أو قدرة هذه المقاتلات على إرسال واستقبال المعلومات من الطائرات بدون طيار.
لكن في الآونة الأخيرة، وبعد عرض إنجازات سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني وعرض طائرة سوخوي 22، اتَّجهت الأنظار إلى سلاحين جديدين على الأقل لهذه الطائرة، أحدهما هو الصواريخ الموجهة والآخر هو قنبلة خفيفة جديدة تم تطويرها لهذه الطائرة.
ولكن قبل استعراض هذه الأسلحة، من الأفضل الإشارة إلی قضية أكثر عموميةً.
إذا نظرنا إلى الذخيرة الجديدة المحددة لعائلة “فيتر”، فإننا نواجه صاروخاً موجهاً وقنبلةً خفيفةً للغاية مع نوع من نظام التوجيه.
لا تتمتع هذه الأسلحة عمومًا بقوة تدميرية عالية، ولكي تكون فعالةً في ساحة المعركة، فيجب إلقاء كمية كبيرة منها على الهدف لضرب واحد أو أكثر منه على الأقل وإحداث الدمار.
ولكن إذا ألقينا نظرةً فاحصةً على المعارك التي حدثت في السنوات الأخيرة، ليس فقط في منطقة غرب آسيا ولكن في جميع النزاعات الصغيرة والكبيرة في العالم، تتضح قضية واحدة وهي أنه في كثير من الحالات إما کانت المسافة بين ساحة المعركة والمدنيين قليلة جدًا، أو دخلت القوات الصديقة في صراع قريب جداً من العدو، ويمكن أن يؤدي إطلاق كميات كبيرة من الأسلحة، مثل صواريخ سلسلة “إس 8” بطريقة غير موجهة، إلى فقدان الهدف الرئيسي.
وهذه القضية مطروحة هذه الأيام للعديد من أنظمة الأسلحة، وقد أدت بالعديد من البلدان حول العالم إلى تطوير أو شراء ذخيرة أكثر ذكاءً أو أنظمة استهداف أكثر دقةً، وتحرك الحرس الثوري الإيراني لتطوير هذه الذخائر الخاصة مهم أيضًا في ضوء هذه النقطة.
من صواريخ “فدك” و”آذرخش” الإيرانية إلى قنبلة صغيرة مجهولة الهوية
أثناء عرض طائرة “سوخوي 22” في معرض إنجازات سلاح الجوفضاء التابع للحرس الثوري الإيراني، يمكن رؤية نوع من الصواريخ يسمى “فدك” ذي عيار 80 ملم.
تعتمد صواريخ فدك 80 ملم على طراز النموذج الشرقي لـ “إس 8″(سلاح محمول جواً للمروحيات والطائرات الشرقية). تضم عائلة الصواريخ هذه رؤوسًا حربيةً مضادةً للدروع، ورؤوسًا حربيةً شديدة الانفجار ودخانيةً ومضادةً لمدرج الطائرات، وقد شوهد أحدث أعضائها بجانب مقاتلة سوخوي 22، والتي لديها أربع كتل تحكُّم قريبة من أنفها، تُستخدم لتصحيح المسار والتحكم فيها حتى لحظة الاستهداف.
يبلغ مدى صواريخ فدك حوالي 2 إلى 4 كيلومترات، ووزنها حوالي 11 إلى 16 كيلوغراماً، کما تصل سرعتها إلى 700 متر في الثانية.
يمكن أن يكون هذا السلاح خيارًا مثاليًا لاستهداف العدو، داخل الخنادق والمباني وخاصةً المركبات الانتحارية. إن السرعة العالية للمركبات الانتحارية عادةً ما تجعل من المستحيل تقريبًا استهدافها بأسلحة غير موجهة، وفي نفس الوقت تعدّ الأسلحة التقليدية الموجهة خيارًا مكلفًا للغاية.
في الوقت نفسه، يمكن أن تكون أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بشكل عام، مثل تلك الموجودة لدی الحرس الثوري الإيراني، خيارًا موثوقًا به ولكنه غير مكلف لتدمير هذا النوع من الأهداف.
کذلك، تمت إضافة خيار جديد آخر، وهو صواريخ “آذرخش” المضادة للدبابات. تم الكشف عن صاروخ آذرخش المضاد للدبابات مع إمكانية تركيبه على مروحيات “كوبرا”، في عام 2017.
يبلغ وزن هذا الصاروخ 70 كجم وقطره 127 ملم، ويبلغ مداه 10 كيلومترات ولديه القدرة على قفل الرمز السري 6 كيلومترات. ويحتوي الصاروخ أيضًا على باحث حراري، ولديه مهمة جو-أرض بسرعة قصوى تبلغ 550 مترًا في الثانية.
في الواقع، يمكن القول إن “آذرخش” يعمل كمكمل لصاروخ فدك، ويمكنه الاصطدام بالأهداف الأرضية على مسافة أكبر بكثير، وتبقي الطائرة بعيدةً على الأقل عن استهداف أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، مثل المدافع المضادة للطائرات أو الصواريخ بعيدة المدی المحمولة علی الکتف.
لكن الخيار الأخير بين الأسلحة الجديدة لـ سوخوي 22 التابعة الحرس الثوري الإيراني، هو قنبلة صغيرة(ربما حوالي 250 رطلاً أو أخف وزناً) والتي تبدو مختلفةً في ظاهرها.
في هذه القنبلة، نری نوعًا من الرأس مضافًا إلى مقدمة القنبلة و4 شفرات، وعلى الأقل لا وجود لأجهزة الكشف التلفزيونية أو مستقبل موجة الليزر على هذا السلاح.
ولهذا السبب، فإن احتمال توجيه القنبلة بهاتين الطريقتين مستبعد تقريبًا، ولكن هناك احتمال أن نری قنبلةً موجهةً من القمر الصناعي أو بالقصور الذاتي، أو مزيج من الاثنين.
لقد تمكنت إيران من الوصول إلى أنظمة التوجيه عبر الأقمار الصناعية، بناءً على تجربة قنبلة “ياسين” وكذلك الجيل الجديد من طائرات “شاهد 129” بدون طيار. وفي الوقت نفسه، في مجال أنظمة القصور الذاتي، لديها أنظمة متقدمة تعتمد على استخدام الجيروسكوبات الموجهة بالليزر والألياف الضوئية.
ويبدو أن الزعانف الأربع الموجودة علی رأس القنبلة متحركة، وقد تم تطويرها لشكل من أشكال توجيه القنبلة في مراحل الطيران حتى تصل إلى الهدف.
موقع هذه الزعانف، بالطبع، مختلف إلى حد ما، وليس شائعًا في العالم. في الوقت نفسه، من خلال الجمع بين نظام التوجيه بالقصور الذاتي القائم على الجيروسكوب وهذه الكتل، ونظرًا إلی أن القنابل المذكورة ليست من نوع القنابل ذات المسافة المجنحة مثل سلسلة “ياسين”، وهي مصممة للطيران على مسافات أقصر، فمن الواضح أنها تستطيع تحقيق دقة جيدة.
بالنظر إلى إضافة هذه الأسلحة الثلاثة الجديدة، وامتلاك قنابل “ياسين” وسلسلة قنابل “رعد 301” وسلسلة صواريخ “بينا” وصواريخ “فجر” الموجهة جواً، يمكن القول إن سوخوي 22 التابعة للحرس الثوري الإيراني لديها حالياً سبعة أنواع مختلفة من أسلحة جو-سطح الموجهة، والتي ستلعب دورًا مهمًا في زيادة القوة القتالية لهذه الطائرة المقاتلة.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه التكهن في هذا الصدد، ولکن يبدو أنه مع هذا الاتجاه المثير للإعجاب، يجب علينا انتظار تشغيل صواريخ كروز بعيدة المدى في أدوار ونطاقات مختلفة، لأسطول سلاح الجوفضاء التابع للحرس الثوري الإيراني في المستقبل القريب.
المصدر/ الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق