كنيسة في أربيل تخرج عن صمتها وتحسم مصير كاهن تحرش جنسيا بطفلة
محلي ـ الرأي ـ
صرح رئيس اساقفة إيبارشية اربيل الكلدانية المطران بشّار متي وردة يوم الاربعاء بإيقاف كاهن عن مزاولة الخدمة في الكنيسة بعد اتهامه من قبل امرأة بالتحرش بها جنسيا عندما كانت طفلة.
وقال متي وردة اليوم ان “السيدة جوان أوغنّا نشرت تسجيلاً على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، مدّعية أن أحد كهنةِ إيبارشيّتنا قامَ بالتحرشِ بها جنسياً عندما كانت طفلة وهي تتهيأ للمناولة الاولى”.
وخرجت الشابة العراقية “جوان” عن صمتها لتنشر قصة تعرضها لاعتداء جنسي من قبل كاهن كنيسة بلدتها عينكاوا، عندما كانت تبلغ من العمر 11 عاما، منتقدة الكنيسة التي لجأت إليها منذ عامين، ولم تصدر قرارها النهائي في القضية حتى الآن.
واردف المطران بالقول انه “هذه رفعت شكوى إلينا، وقمنا مباشرةً باتخاذِ الاجراءات القانونية بحقّ الكاهن، ليس من باب تصديق الادعاءِ، بل بحسبِ ما تُقره القوانين الكنسية ذات العلاقةِ. فتمّ إيقافه عن الخدمةِ وسحبِ الصلاحياتِ الادارية الكنسية منه ليتفرّغ كلياً لهذه القضية، ومازال موقوفاً عن الخدمةِ”.
وزاد متي وردة قائلا “خضعَ المعنيون في هذه القضية إلى استجواباتٍ مستفيضة من قبل لجانِ تحقيقٍ مختصة (قضاةٍ وطبيب نفساني ومحامي عن العدل) وأرسلَ ملفُ القضية إلى مجمع العقيدة والايمان في الفاتيكان، وهي الجهة المختصة الوحيدة للنظرِ في مثل هذه القضايا، وأيضا لطلب مساعدة اللجانِ المعنيةِ بالتحقيقِ بمشوراته حسب ما تنص عليه القوانين الكنسية ذات العلاقة.”
ومضى ايضا بالقول “نود أن نؤكد للجميع أن الكنيسة لم ولن تتجاهل مثل هذه السلوكيات المُشينةِ، ولن تتساهل مع هذه القضايا، كما قال قداسة البابا فرنسيس “لا مسامحة لهذه الأفعال”، ولكنها تريد تحقيق العدالةِ لجميعِ الاطراف لئلاّ يقع ظلمٌ على طرفٍ على حساب طرفٍ آخر”.
واشار المطران الى أن “الايبارشية لا يمكنها أن تتماطل بالقضية لانها وحسب القانون الكنسي ملزمةٌ بالمهلِ والاجال المحددةِ في مثل هذه القضايا التي تقتضي بحثاً معمّقاً طلباً للحقيقةِ”.
ودعا في ختام البيان “الجميعِ الى الصبرِ والتأني، وعدم إطلاقِ الاحكامِ المسبقة، وتجنبِ التعليقات غير اللائقة على أي من الطرفين، وانتظار نتائج التحقيق من المجمعِ المذكور أعلاه وفي الوقت الذي يراه مناسبا”.
وتعمل جوان في مجال محاربة العنف الجنسي والأسري، حيث عملت خمس سنوات في الصحة النفسية، ثم ثلاث سنوات في حماية الأطفال، “أنا اللي أشفي جراح الناس تنطبق علي عبارة اشفي نفسك يا طبيب”.
وكشفت جوان، في رسالة مصورة، تفاصيل ما حدث في فيديو بثته- صفحة “حقوق المرأة العراقية”، قائلة “عندما كنت طفلة صغيرة أبلغ من العمر 11 عاما، حيث كان التناول الأول، وهو من أهم المناسبات المفرحة في الطفولة، و”إذ بهذا الكاهن يستدرجني إلى مكتبه الخاص، وتعرضت إلى لمسات غير مريحة مع تعليقات جنسية إباحية”.
وعندما قررت جوان مصارحة أهلها بما حدث “كان الأمر صادما جدا بالنسبة إليهم، لكنهم دعموني وشجعوني على أن أقدم على الخطوة الصحيحة التي تحقق العدل وترضي ضميري”.
وبحسب جوان فإنها، توجهت للكنيسة، قبل أكثر من عامين، وتقدمت بشكوى رسمية ضد هذا الكاهن، في المحكمة الكنسية، “وصارت جلسة مصارحة، وواجهته بالأفعال الجنسية التي قام بها، ولكنه أنكر كل شيء وهدد بالانتحار وطعن بشخصيتي بدلا من الطعن في القضية”.
وتقول جوان “بينما توجهت للمكان الذي يحمي حقوق وكرامة الناس، لم أتوقع أن ياخذ الأمر كل هذا الوقت، حيث أدخلوني في محكمة أولى وثانية وثالثة، بينما قام الطرف الآخر، بالاعتراض على المحكمة واتهمها بأنها ضده”.
وأضافت أنه “رغم توقيعنا على سرية المحاكمة وعدم الخروج للإعلام، كما أنني تنازلت عن حقي في أي تعويضات مادية، فإن الطرف الآخر لم يلتزم بالقوانين الكنسية وأفشى سرية المحكمة ونشر تفاصيل القضية داخل مجتمع عينكاوة حتى صرت معروفة للناس وتعرضت للكثير من الضغوطات إضافة إلى التهديدات والعنف اللفظي الذي تعرضت له اجتماعيا”.
وتوضح أن الكاهن “كان يذهب لمن لديهم نفوذ سياسي واجتماعي في عينكاوة للضغط علي للتنازل عن القضية، وكان يلاحقني حتى في المؤسسات التي أعمل بها”.
وأشارت إلى أنه نتيجة لتحركات الكاهن، فإنها تعرضت للإقصاء الاجتماعي والتشكيك في مصداقيتها “حتى أنهم كانوا يتساءلون إن كنت أرتدي ملابس شفافة أو أن جسدي كان مثيرا وقت الاعتداء”.
وانتقدت جوان، الكنيسة التي “بقيت صامتة ولم تحمني، أمام كل هذه الانتهاكات، بل تعرضت لاستجواب مؤذ أثناء الإجراءات المتخذة من قبل الكنيسة”، مشيرة إلى أن هذا ما جعلها تتحدث بصوت عال اليوم وتكسر حاجز الصمت “حتى أضع حدا للأذى النفسي الذي أتعرض له”، مضيفة “أنا أحترم الكنيسة وتعاليمها ولكني أطالب بالعدل”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق