التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

ماذا بعد الضربات الأمريكية لـ”داعش” في سوريا؟ 

منيب السائح –

اخيرا نفذت الولايات المتحدة الامريكية الجزء الخاص بسوريا من استرتيجيتها في الحرب على “داعش” ونفذت ضربات جوية وصاروخية لمواقع تابعة ل “داعش” و “جبهة النصرة” واخواتهما في مناطق متفرقة من سوريا.

الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع قال أن قوات الجيش الأمريكي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين في سوريا باستخدام المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك الهجومية.

وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن الأردن والبحرين والسعودية وقطر والامارات شاركت في الهجمات على “داعش” او دعمته ، وان الاهداف التي هوجمت تقع في محيط مدن الرقة ودير الزور والحسكة والبوكمال في شرق سوريا ، وهذه الاهداف شملت مقاتلين ومراكز تدريب ومقار قيادة ومنشآت قيادة وتحكم ومركز تمويل وشاحنات ومركبات مدرعة.

الحكومة السورية اعلنت انها تلقت رسالة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سلمها وزير الخارجية العراقي تفيد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتزمون توجيه ضربات جوية ل”داعش” في سوريا قبل ساعات من بدء الهجوم.

وقالت سوريا إن سفيرها في الأمم المتحدة تم إبلاغه أيضا بالغارات قبل وقوعها ، كما اكدت البعثة ألأمريكية في الأمم المتحدة إن السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية سامانثا باور أبلغت رئيس الوفد السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري بالضربات قبل وقوعها.

امريكيا كان الارباك هو القاسم المشترك لتصريحات المسؤولين الامريكيين والتقارير الصحفية الامريكية ، بشأن تنسيق او عدم تنسيق واشنطن مع دمشق حول الضربات التي شنتها على “داعش” واخواتها ، وهو ارباك يمكن فهمه بسبب الوضع المحرج للادارة الامريكية ، التي بدات تقاتل عدوا مشتركا مع دمشق.

اما المشاركة العربية في شن هجمات على اهداف داخل سوريا ، تبدو انها سوقت لاضفاء الشرعية على الهجمات الامريكية ، ولاظهار امريكا بانها ليست وحدها في حربها على “داعش” ، والا فان الجهد العسكري الذي قدمته هذه الدول لامريكا ، شملت في معظمها مساعدات لوجستية عبر القواعد الامريكية والوجود العسكري الامريكي في هذه الدول.

صحيح ان امريكا نفذت جانبا من استراتيجيتها في سوريا ضد “داعش” واخواتها ، الا انه ليس الجانب المهم في حسم اية معركة ، فبدون وجود قوات عسكرية على الارض تستثمر هذه الضربات وتتقدم لتحرير الاراضي من قبضة “داعش” والمجموعات التكفيرية الارهابية الاخرى ، ببقى تاثير هذه الضربات عند حدود تقليص قدرات “داعش” والمجموعات الاخرى دون القضاء عليها ، بل على العكس قد تساهم هذه الضربات لو استمرت طويلا ، في تأقلم “داعش” معها وبالتالي تقليص تاثيراتها الى حد كبير ، كما هو حال الضربات الجوية الامريكية في افغانستان الى قوت شوكت طالبان رغم مرور اكثر من عشر سنوات عل تنفيذها.

كما ان الجانب الاخر من الاستراتيجية الامريكية في الحرب على “داعش” ، والمتمثل في تدريب 5000 مسلح  من “المعارضة السورية المعتدلة”!! من قبل امريكا  في معسكرات تدريب في السعودية ، ومن ثم نقلهم الى سوريا ليخرجوا “داعش” والمجموعات التكفيرية من المناطق التي قصفتها امريكا ، يبدور اكثر عقما من الضربات الامريكية ، فهو يتعامل مع المشهد السوري المعقد ببساطة كبيرة ، وكأن خيوط هذا المشهد السوري المتداخل ، تنتهي كلها بيد واشنطن ، بينما الحقائق على الارض في سوريا ، اكدت وفي اكثر من مرة ، ان حساب حقل امريكا لا ينطبق مع حساب البيدر السوري.

لاتملك الاستراتيجية الامريكية اية حظوظ للنجاح في سوريا دون التنسيق مع الحكومة السورية ، التي تملك وحدها القدرة ، عبر جيشها القوي ، على بسط الامن في ربوع سوريا ومواجهة الزمر التكفيرية والارهابية بمختلف صنوفها ومن بينها “داعش” ، اما الاعتماد على مجموعات مسلحة ، تقوم امريكا بتدريبها في البلدان الاخرى ومن ثم نقلها الى سوريا لقتال “داعش” و الجيش السوري ، فهو جهد عقيم اشبه ما يكون بالنفخ في بلون مثقوب.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق