التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تطبيع مصرف إماراتي مع بنك صهيوني.. انطلاق حملة شعبية لمقاطعة مصرف أبو ظبي الإسلامي 

قبل عدة أشهر وفي خطوة خبيثة أعلنت دولة الإمارات عن تطبيع لعلاقاتها السياسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال الصهيوني التي تطورت على مدى أعوام خلف الستار وبهذا العمل تكون الإمارات قد وجهت طعنة غادرة إلى خاصرة القضية الفلسطينية وأكدت العاصمة الإماراتية أبو ظبي خلال الاسابيع القليلة الماضية عن عزمها توقيع العديد من اتفاقيات تعاون في مجالات عدة مع تل أبيب، ولقد شهدت الأعوام الأخيرة بشكل خاص ما هو أشبه بالسباق بين بعض الدول الخليجية، وفي مقدمتها الإمارات، من أجل تطبيع علاقاتها بطرق رسمية وعلنية مع إسرائيل التي تحكمها سلطة يمينية هي الأعنف في تاريخها، وخلال الأسابيع القليلة الماضية لم تحتكر الإمارات وسيلة إلا وقامت بالاستعانة لإثبات صهينتها، وتقديم طقوس الطاعة للإسرائيليين. ولم تكتف الإمارات بمساومتها على الأرض الفلسطينية المحتلة، والحج إلى القدس المحتلة، بل دخلت في اليهودية بشكل مباشر ونقلت طقوسها إلى أبو ظبي، فأقامت احتفالات يهودية داخل الأراضي والمدن الإماراتية.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن مصرف أبو ظبي الإسلامي المدرج في سوق أبو ظبي المالي، أعلن في 16 أيلول الماضي عن توقيع مذكرة تفاهم مع بنك “لئومي”، ثاني أكبر بنوك إسرائيل، لاستكشاف مجالات التعاون بالإمارات وإسرائيل وأسواق دولية أخرى. وزعم المصرف الإماراتي، في بيان له، أن المذكرة ستتيح فرصا جديدة للأعمال والتجارة أمام العملاء ودعم سفر الأفراد إلى إسرائيل، أو الشركات التي تتطلع إلى الاستفادة من دخول سوق جديدة.ومصرف أبوظبي الإسلامي هو أحد أكبر بنوك التجزئة في الإمارات، ويبلغ رأسماله نحو 3.63 مليارات درهم. وجاء الاتفاق بين المصرفين بعد يوم واحد من توقيع الإمارات والبحرين، في واشنطن، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في خطوة خليجية غير مسبوقة.

وعلى صعيد متصل، ذكرت بعض وسائل الاعلام العبرية أنه حتى أشد اليمينيين المتشددين في إسرائيل لم يتوقعوا أن تكون وتيرة التطبيع بين الدولة العبرية والإمارات بهذه السرعة، ولم يتوقعوا أيضاً أنّه خلال فترة زمنية قصيرة ستُصبح الإمارات الوجهة المفضلة والمربحة لرجال الأعمال والسياح من إسرائيل. ولقد أثارت تلك الخطوات التطبيعية مع “تل أبيب” رفضا شعبيا عربيا واسلامياً واسعا، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة. ولقد نشرت الرابطة الإماراتية تصريحاً لعضوها “أحمد الشيبة” النعيمي يقول فيه: “العلاقة مع الصهاينة تجاوزت خيانة تطبيع العلاقات إلى مساندة الاحتلال والتنكر للحقوق العربية والإسلامية “. وفي تغريدة له عبر “توتير” قال “حمد النعيمي” الإعلامي الإماراتي: “الأسوأ في التطبيع الإماراتي هو إرغام الجميع في المشاركة في جريمة التطبيع. المؤسسات الحكومية والتجارية واتفاقات رياضية وإعلامية وثقافية ومجتمعية وأكاديمية وصحية وفي مجال الفنون والاتصالات والطيران”.

ورغم حملات التضييق والقمع، عبّر الكثير من أبناء الشعب الإماراتي عن سخطهم من هذه الخطوة التطبيعية معتبرين أنها يوم أسود في تاريخ الشعب الإماراتي المشرق تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما عبر عنه عدد من النشطاء الإماراتيين في الخارج، فجاء تصريح للناشط الإماراتي “محمد الشامسي” يقول فيه “باسم شعب #الإمارات المسلم… نرفض رفضا باتا قاطعا أبديا الاحتفال مع العدو الصهيوني”. ودعا الناشط والكاتب الإماراتي المعارض “أحمد الشيبة النعيمي” الإماراتيين على أرض الدولة وخارجها إلى استنكار الاحتفال مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره فعلاً شنيعاً وخيانة، مذكرا بأننا محاسبون أمام الله على قول الحق وعن ما يحدث من تدنيس لسمعة وطننا.

وعلى صعيد متصل، اطلقت الحملة الشعبية لمقاطعة المؤسسات المتصهينة التي تم تشكيلها في الـ 10 ديسمبر الجاري، تحت شعار “قاطع من أجل فلسطين” بمشاركة 16 جهة غير حكومية، بينها الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع، يوم الخميس الماضي، حملة شعبية لمقاطعة “مصرف أبو ظبي الإسلامي” الإماراتي، لتعاونه مع بنك “لئومي” الصهيوني الضالع في أنشطة استيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر حسابها على تويتر الذي يحمل اسم “من أجل فلسطين”. وغرد أعضاء في الحملة قائلين: “في الساعة 8 توقيت مكة المكرمة تنطلق الحملة الأولى لنا”. لافتين إلى أن الحملة ستكون عن مصرف أبو ظبي الإسلامي الذي انخرط في اتفاقية عار مع بنك لئومي الموجود ضمن قائمة الأمم المتحدة للشركات المتورطة في الاستيطان الإسرائيلي. مطالبين التغريد تحت هاشتاغ ( #قاطعوا_مصرف_أبوظبي_الإسلامي).

وتساءل العديد من أعضاء هذه الحملة قائلين: “هل تعلم أن المنظمة الصهيونية العالمية والتي قامت بتأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وتشريد الملايين من شعب فلسطين هي المالك والمؤسس لبنك ليؤمي الذي قام مصرف أبو ظبي الإسلامي بتوقيع اتفاقية تعاون معه؟”. وناشد أعضاء هذه الحملة الأمتين العربية والإسلامية بمقاطعة البنك الإماراتي ونشر الإرشادات حول كيفية إخراج المقاطعة إلى حيز التنفيذ والقيام بإغلاق الحسابات البنكية، وإيقاف معاملات التمويل، وعدم التعامل مع أسهم البنك في الأسواق المالية، وحث الآخرين على فعل هذه الأمور التي ستوجه طعنة إلى قلب هذا البنك الإماراتي العميل. وعلى سياق متصل، شددت حملة المقاطعة على أن لمصرف أبو ظبي الإسلامي نشاط في كل من الإمارات ومصر والسعودية والعراق وهذا الأمر يحّمل شعوب هذه الدول مسؤولية كبيرة لمقاطعة نشاط هذه المؤسسة المتصهينة من أجل الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية. يشار إلى أن مصرف أبو ظبي الإسلامي أعلن، في 16 أيلول الماضي، توقيع مذكرة تفاهم مع بنك لئومي، ثاني أكبر بنوك الكيان الصهيوني، لاستكشاف مجالات التعاون بالإمارات وإسرائيل.

الجدير بالذكر أن هناك العديد من الدول العربية تتسابق لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وذلك تحت ضغوط أمريكية ولكسب بعض المصالح الاقتصادية والسياسية ولكن الشعوب العربية والاسلامية لم تظل مكتوفة الايدي بل خرجت إلى الشوارع وقامت بالاحتجاج على عمليات التطبيع هذه والتي كان اخرها في المغرب العربي والتي اعلنت قبل عدة أيام عن نيتها لتطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني ولقد ندد علماء وأكاديميون في العديد من الدول العربية ، باعتزام المغرب استئناف تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، وجاء ذلك في عريضة وقع عليها أكثر من 200 من العلماء والأكاديميين والحقوقيين والسياسيين، ولا تزال مفتوحة للتوقيع بخطيئة التطبيع مشيرين إلى أن علماء الأمة أجمعوا على حرمة التصالح مع عدو الإسرائيلي. كما أن الشعب البحريني عبّر أكثر من مرة عن رفضه كل أشكال التطبيع وأعلن أن عملية التطبيع لا تعكس إلا وجهة نظر العائلة الحاكمة التي لا تمثل الشعب الثائر وأن القضية الفلسطينية بالنسبة لهذا الشعب هي قضية مبدئية وإسلامية لا يمكن التنازل عنها.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق