أيادي داعش وأمريكا تعبث بالأمن جنوب سوريا.. الاقتصاد السوري هدفهم هذه المرة
كثفت الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي، خلال الأسابيع الأخيرة، تحركاتها في المناطق الوسطى والشرقية من محافظة حمص (على الحدود الغربية مع محافظة دير الزور) والمحور الجنوبي والجنوبي الشرقي (الحدود المشتركة مع العراق) في المحور الجنوبي لسوريا.
وفي الوقت الراهن هناك حوالي 1500 كيلومتر مربع من المناطق الشرقية والجنوبية لمحافظة حمص (خاصة الشمالية والجنوبية لمحور تدمر-أراك-السخنة) توجد فيها خلايا نائمة لداعش، حيث تحولت الطبيعية الصحراوية لهذه المناطق إلى ميزة لنمو للإرهابيين.
ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها ، فإن محيط مرتفعات “الزبية” وبئر انفط “الضبيات” ومناطق “الوليج والصرايم وطار الصرايم وغيرها” هي أماكن أخرى يوجد فيها خلايا نائمة لتنظيم داعش بشكل كبير.
ومع تزايد تحركات إرهابيي داعش، أصبح تطهير المناطق الملوثة شرق وجنوب محافظة حمص ضرورة للجيش السوري ومقاتلي جبهة المقاومة لمنع انعدام الأمن على هذا المحور.
يذكر أن الوجود غير المشروع لقوات احتلال الجيش الإرهابي الأمريكي في منطقة التنف جنوب محافظة حمص هو أحد العوامل الرئيسة في تعزيز الخلايا النائمة لداعش في المحورين الشرقي والجنوب الشرقي ، حيث يقوم الأمريكيون بدعم الإرهابيين ماديا وعسكريا بشكل علني.
تقع المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من محافظة حمص على امتداد الطريق الاستراتيجي بين “طهران والبحر المتوسط” ، ما ضاعف أهمية هذه النقاط، والأمريكيون الذين يخشون كثيرا إطلاق هذا الطريق الاستراتيجي يحاولون جعل هذا المحور غير آمن من خلال دعم الإرهابيين.
كما ان وجود مناجم الفوسفات وحقول النفط والغاز زاد من أهمية المناطق الشرقية في محافظة حمص ، حيث يحاول الأمريكيون وإرهابيو داعش تأخير استغلال هذه الموارد القيمة من خلال جعل هذا المحور غير آمن، لأنهم يعرفون جيداً ان مصدر الثروة هذا يمكن أن يساعد الاقتصاد السوري كثيرا.
وإذا تم تأمين المناطق الشرقية، وهي قلب محافظة حمص، فستكون هناك فرصة استثمارية جذابة للشركات الإيرانية والروسية أثناء إعادة إعمار سوريا ، وسيتم تخفيف الضغط الاقتصادي الناجم عن الحرب والعقوبات على دمشق.
ومن ناحية أخرى ، بعد تأمين المناطق الشرقية من محافظة حمص، لن تبقى هناك نقاط لتحرك إرهابيي داعش، وستكون الأنظار كلها متجهة نحو تطهير منطقة التنف والقاعدة التي تحتلها أمريكا على هذا المحور. وهو ما يعتبر خطراً جسيماً بالنسبة للأمريكيين.
وتبلغ مساحة محافظة حمص حوالي 42223 كيلومترا مربعا، وتحدها محافظات دمشق ودير الزور وحماة، وهي نقطة ربط لبنان والعاصمة (دمشق) بحدود العراق، الأمر الذي زاد من أهميتها.
كما ان حوالي 65٪ من المحافظة، بما في ذلك مدن تدمر والقريتين وأراك والسخنة ، إلى جانب مناطق الوسط والشرق وأجزاء من المناطق الشمالية المتاخمة لمحافظة حماة، احتلها داعش وجبهة النصرة خلال الحرب.
وفي الوقت الراهن، يخضع حوالي 85٪ من مساحة محافظة حمص لسيطرة الجيش السوري ومقاتلي جبهة المقاومة، ومنطقة التنف (8220 كيلومترا مربعا على الحدود مع العراق والأردن) تحتلها القوات الإرهابية الأمريكية والجماعات الإرهابية. (أسود الشرقية و…).
المصدر/ الوقت