إسرائيل والإمارات تدعوان بايدن لمعاقبة “حزب الله” ولبنان!
لا يزال مسلسل الضغط الاسرائيلي_الاماراتي على لبنان قائماً على جميع المستويات والأهداف واضحة، ارضاخ لبنان واجباره على تنفيذ جميع مطالب الدول الخليجية واسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ولا نعتقد اطلاقا ان ادارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ستختلف عن سابقاتها، فالسياسة الامريكية واحدة وهي ترتبط بمؤسسات وليس أشخاص، وبالتالي سنجد أن بايدن سيمارس أكبر ضغط ممكن على الدول التي لا تزال تملك سيادة وتقف في وجه الهيمنة الامريكية.
الان هناك مؤشرات تحدثت عنها صحيفة “الاخبار” اللبنانية تتعلق بمدى الاضطراب الخليجي – الإسرائيلي من سقوط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإدارته، فجميعنا يعلم مدى ارتباط هذه الدول بدونالد ترامب وكيف رضخت لكل ما يريده، من صفقة القرن و دفع الاموال إلى قمع الشعوب وغيرها من التفاصيل التي اثبتت طبيعة هذه الانظمة وتبعيتها للغرب.
اليوم يأتي بايدن للحكم في امريكا، لذلك هناك استنفار على جميع المستويات، لممارسة أكبر ضغط ممكن على الديمقراطيين، من قبل منظمات ابحاث دولية، وهي المعروفة بارتباطاتها التي تصبّ غالباً في البئر الصهيوني، من أجل حث الإدارة الجديدة على استكمال ما تقول عنها إنجازات الإدارة السابقة في عدد من الدول، لا بل تعزيزها بإجراءات أكثر تشدّداً، ولبنان من ضمنها.
ومن بين الحملات تقرير لمعهد “الدفاع عن الديموقراطية” خصّص بينَ صفحاته الـ 152، جزءين الأول بعنوان “لبنان”، وآخر بعنوان “حزب الله”، استعرض فيهما تعامل إدارة ترامب خلال السنوات الماضية مع هذا الملف، قبل تقديم توصيات بزيادة الضغط وعدم الفصل بين الدولة اللبنانية والحزب.
الاهتمام بالملف اللبناني وإعطائه هذه المساحة في التقرير، ليس غريباً، وخاصة أن الجهة التي تولّت الحملة، أي معهد الدفاع عن الديمقراطية، معروف عنه بأنه وليد منظمة “أيباك” التي تقود اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، وواجهة لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، وعادة ما تتركز أبحاثه على قضايا الشرق الأوسط، التي يتناولها من زاوية مصالح الكيان الصهيوني. كما يعرف عن المعهد علاقته الوطيدة بسفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة.
فيما يتعلق بلبنان، قدم التقرير عدداً من التوصيات للإدارة الجديدة التي تصب جميعها في إطار الحرب على حزب الله، وأبرزها:
1- عدم التعامل مع أي حكومة تضم الحزب أو تتأثر به، لأن ذلِك سيجعلها متواطئة.
2- صياغة عقوبات جديدة ليس فقط على شخصيات في الحزب وإنما سياسيين آخرين بموجب قانون “ماغنتسكي”.
3- الاستمرار في الضغط على الاتحاد الأوروبي لتصنيف حزب الله كله كمنظمة إرهابية، وعدم السماح لأي جناح بالحصول على ترخيص للعمل في أوروبا.
4- تصعيد الضغط على الحزب بمعزل عن الانهيار المالي أو وجود مبادرات دبلوماسية إقليمية.
5- عدم تقديم أي مساعدات لإعادة الإعمار في ظل النظام السياسي الطائفي القائم الذي يهيمن عليه حزب الله.
ومن بين التوصيات أيضاً:
تعليق جميع المساعدات للجيش اللبناني، بسبب تعاونه مع حزب الله وفشله في اتخاذ أي إجراء ضد منشآت الصواريخ أو مستودعات الأسلحة في المناطق المدنية، ومعاقبة مسؤولين سياسيين وأمنيين متورطين في التغطية على نشاطات الحزب العسكرية في مناطق مدنية. كذلك، عدم التجديد “لليونيفيل” غير القادرة على القيام بمهامها في ظل سيطرة حزب الله. وأخيراً، على واشنطن وقف محادثات ترسيم الحدود البحرية “العملية غير المدروسة” بسبب الموقف اللبناني المتطرف، وإعلان موقفها بأن مزارع شبعا ليست لبنانية بل هي جزء من مرتفعات الجولان ، التي يجب أن تظل تحت السيادة الإسرائيلية!
من جهة أخرى، أوصى التقرير باستهداف النظام المصرفي اللبناني بشكل أكبر، معتبراً أن البنك المركزي هو جزء من المشكلة، وأن استراتيجية الولايات المتحدة يجب أن تشمل كل القطاع لا مصارف فردية كل فترة.
التداعيات والأسباب
أولاً: اخراج لبنان من خارطة “محور المقاومة” على اعتبار انه على خط التماس مع العدو الصهيوني، وبالتالي ابعاده عن هذا المحور سيساهم في تدمير محور المقاومة وهذا ما لم يستطع ترامب وكل الادارات الامريكية السابقة فعله.
ثانياً: يحاولون ايصال فكرة أن “حزب الله” يسيطر على لبنان، لكي تتم معاقبة الحزب وشخصياته الرئيسة، وبالتالي اضعافه وابعاده عن قاعدته الشعبية.
ثالثاً: التحشيد الاعلامي بأن حزب الله هو السبب بما يحصل في لبنان، وبالتالي على الجميع الابتعاد عنه لكي يصبح لبنان بخير، وهذا الكلام غير منطقي على الاطلاق، فالحزب لديه قاعدة جماهيرية كبيرة، وبالتالي محاولة اقصائه من لبنان أو اخراجه عن قاعدته الشعبية لن يحصل فهو جزء لا يتجزأ من تكوين لبنان، وبالتالي هذا الضغط الامريكي الاسرائيلي الخليجي يعني بكل وضوح السعي لتقسيم لبنان و التدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
المصدر/ الوقت