التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 27, 2024

خطر “داعش” يطرق أبواب لبنان 

لم يمض زمن طويل على طي صفحة “داعش” بشكل تقريبي، حتى ظهرت من جديد بشكل نشط في عدة مناطق في العراق وسوريا، ولا يمكن استثناء ظهورها من عمل مخابراتي أمريكي لإعادة اشعال المنطقة، لكي يأتينا الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويقصف تلك المناطق ويقتل المدنيين ويظهر كـ”سوبر مان” الذي سيأتي لإنقاذ الشرق الأوسط من الوحش الذي صنعته بلاده، وتقول الصحف الأمريكية أن بايدن أنجز ما لم ينجزه أحد، على اعتبار أن اوباما وترامب لم يستطيعا القضاء على “داعش” والدليل عودة انتشاره، وهذه اللعبة المقرفة يبدو أنها لن تنتهي من قواميس المخابرات الأمريكية.

الخوف اليوم على لبنان، فأول أمس أعلنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عن توقيف مجموعة مؤلفة من ثمانية عشر شخصاً من اللبنانيين والسوريين ينضوون ضمن خلايا ترتبط بتنظيم داعش الإرهابي، في منطقة عرسال شرقي البلاد.

وقال الجيش، في بيان، إنه نتيجة سلسلة عمليات ميدانية خلال الأسبوعين الماضيين، أوقفت مديرية المخابرات في منطقة عرسال مجموعة من 18 شخصا من تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأضاف إن “الموقوفين اعترفوا بتأييدهم وانتمائهم للتنظيم الإرهابي المذكور ومتابعة إصداراته والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية، كما تم ضبط كمية من الأسلحة والذخائر الحربية”.

آخر مرة سمعنا بها عن نشاط “داعش” في لبنان، عندما أعلن الجيش اللبناني في حزيران يونيو الماضي، إلقاء القبض على قيادي بارز في “داعش” وعدد من عناصر التنظيم، بعد مداهمة منزل في عرسال، وخلال السنوات الأخيرة، شهد لبنان هجمات وتفجيرات بسيارات ملغمة تبنى “داعش” عددا منها.

وفي صيف 2017، خاض الجيش اللبناني معركة باسم “فجر الجرود” ضد “داعش”، وحرر المناطق الشرقية المحاذية للحدود مع سوريا من التنظيم.

اليوم المظاهرات لا تزال قائمة في طرابلس، وهناك فوضى مخيفة، لاشك بأن الفراغ السياسي الحكومي هو أحد أهم اسباب انتشارها، وحتى اللحظة تأبى دول مثل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تهدئة الأوضاع في لبنان، فهم يريدون اقصاء “حزب الله” من الساحة السياسية وهذا أمر مستحيل، فالحزب مكون أساسي من التركيبة اللبنانية واقصاؤه يعني اقصاء حاضنته الأساسية والتي تشكل قاعدة شعبية كبيرة في لبنان، وبالتالي عزل الحزب مهمة مستحيلة، وواشنطن والرياض تعلمان ذلك، لكنهما تريدان الفوضى والفوضى فقط، والدليل ما يحصل اليوم في طرابلس. ماذا يعني القاء القبض على 18 شخصاً ينتمون إلى “داعش” داخل لبنان في هذا التوقيت بالذات، هذا يعني لا محالة أن الخطر قادم، وأن التدخل في لبنان على وشك الحصول، وإذا لم يتمكن اللبنانيون على المستوى السياسي تحديدا تهدئة الأوضاع وتشكيل حكومة جديدة بأي ثمن، ستكون الأوضاع كارثية في القادم من الايام.

خطورة الأوضاع تحدث عنها المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​، والذي أشار في حديث تلفزيوني الى انه “بعد مقتل زعيم ​تنظيم داعش​ ​ابو بكر البغدادي​ تراجع حضور التنظيم، ومنذ فترة أصبحنا نسمع عن وعيد بتحرير اسرى داعش ومن بعدها حصلت تفجيرات ​العراق​، وزاد نشاط داعش في بعض المناطق السورية”، لافتا الى أن “​لبنان​ ليس جزيرة معزولة ومن الطبيعي ان يتأثر”.

وشدد ابراهيم على أن “​الاجهزة الامنية​ تتخذ الإجراءات الضرورية لمنع دخول داعش إلى لبنان ولكن للاسف ما يحصل في ​طرابلس​ قد يكون فرصة لدخول هذا التنظيم إلى الساحة اللبنانية”.

وأوضح ابراهيم أن “أهلنا في طرابلس وفق التجربة يرفضون هذا النوع من الاختراق لساحتهم ولكن في هذه المنطقة هناك خلايا نائمة ويمكن ان تتحرك في اي لحظة، وامكانية السيطرة في الفترة الماضية كانت موجودة، ولكن الفوضى والانفلات في الشارع قد يسمح لهؤلاء باستغلال هذه النافذة وعلينا ان نكون حذرين، واليوم الاجهزة تحاول ضبط الوضع في طرابلس وتمنع امتداده لبقية المناطق”.

أما الخبير العسكري العميد شارل أبي نادر فيرى أن إطلاق مجموعات داعش مرتبطٌ بالساحة الإقليمية وليس فقط بلبنان: “كان في المرحلة الأخيرة إطلاق ممنهج، وليس فقط يتعلق بذئاب منفردة أو مجموعات منعزلة، كان من الواضح أن هناك إطلاقاً بتوقيت مناسب في العراق باكثر من مكان، وفي سوريا بأكثر من مكان، وطبعاً في لبنان، أو عرسال، كانت من ضمن نقاط الارتكاز الأساسية للتنظيم قبل إندحاره، يعني هذه نقطة أساسية، وارتباط ذلك بما يجري في طرابلس، أو ممكن أن تكون مدخلاً أو باباً، هذا أيضاً واضح…لان الانفلات الأمني الذي ظهر، ظهور السلاح، وجود عناصر غير لبنانية، مرتبطة بتركيا أو الشمال السوري، تعطي الإمكانية لإعادة إطلاق مجموعات منظمة وممنهجة”.

مشروع داعش أساساً لم ينته بعد على مستوى العراق وسوريا وحتى لبنان، فوجود داعش حاجة بالنسبة للأمريكيين وفق العميد أبي نادر: “يبررون وجودهم بمحاربة الإرهاب في العراق، هذا عنوان أساسي، والمناطق التي تنطلق منها مجموعات منظمة من داعش هي قريبة من القواعد الامريكية في الأنبار أو صلاح الدين أو جنوب غرب الموصل او كركوك، وأيضاً في البعد السوري حيث محاربة داعش كانت عنوان حجة وتبرير أمريكي للإبقاء على احتلالهم للشرق السوري أو شمال الشرق السوري، من الطبيعي أن يكون هناك إعادة تحريك ممنهج من الأميركيين”.

الاشتباك السياسي في لبنان من شأنه أن يسمح للإرهاب بالتمدد أكثر، وإن كانت الأجهزة العسكرية والأمنية متنبهة لما يحصل، فالمطلوب من وجهة نظر العميد أبي نادر مراعاة من قبل المسؤولين السياسيين للأوضاع الأمنية بشكل أكبر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق