التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 8, 2024

سفينة التطبيع تُستهدف وتتعطَّل وسط مياه الخليج الفارسي 

إن الطلقة غير المرئية التي أصابت فجأةً متن السفينة الصهيونية في مياه الخليج الفارسي، قد صدمت قادة هذا الکيان والدول العربية التابعة في مجلس التعاون.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، مما جعل الخوف يدب في قلوب الکيان الصهيوني والمطبِّعين معه بشکل متزايد. لكن هذه العملية تحتوي على رسائل مهمة يمكن وصفها بأنها إنذار وتحذير للکيان الصهيوني والدول التي تتماشى مع عملية التطبيع.

التحركات في الخليج الفارسي تحت المجهر

لا شك أن إحدى الرسائل المهمة لعملية الأمس، هي إعلان الجهة المهاجمة بأنها علی مستوى عالٍ من الدراية والمعرفة بالتحركات العلنية والسرية في الخليج الفارسي.

فمن جهة، السفينة التي تم إرسالها من ميناء حيفا إلى موانئ دولة الإمارات، أولاً وفقًا لبعض المصادر، كانت تحمل شحنةً غير تقليدية وسريةً تمامًا، بهدف تحويل الخليج الفارسي إلى ملاذ آمن للتجسس ضد إيران.

وثانياً، كانت السفينة تسير بعلم غير علم الصهاينة، وهذا يعني أيضًا أن المهاجم لديه إشراف استخباراتي كامل علی التحركات البحرية في الخليج الفارسي وما وراءه على شواطئ الکيان الصهيوني في البحر الأبيض المتوسط، ​​وتمكَّن من اكتشاف وتحييد الشحنات السرية للغاية وعمليات نقلها.

كان هذا العمل مكلفًا للغاية بالنسبة للکيان الصهيوني. إن العزلة الجيوسياسية التاريخية التي واجهها الکيان الصهيوني، أدت إلى اعتماده الاقتصادي الكامل على الوصول إلى المياه المفتوحة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ولكن في العقد الماضي، وبعد التطورات في اليمن وظهور أنصار الله كلاعب حاسم في التطورات وجزء مهم من السلطة السياسية في صنعاء، سيطرت المقاومة على أحد أهم الطرق الدولية الرئيسية، وهو مضيق باب المندب، وهذا ما أكمل الحصار علی الكيان الصهيوني من جميع الجهات.

والهجوم على السفينة الصهيونية هو في الواقع إعلان بأن المسار البحري لهذا النظام، باعتباره شريانه الاقتصادي الحيوي، بات يواجه انعدام الأمن.

ومن هذا المنظور، فقد أظهر الهجوم الأخير أن حلم الکيان الصهيوني بالتواجد والحضور في الخليج الفارسي في فترة ما بعد التطبيع ليس فقط لم يتحقق، بل يجب أن يكون لدى الصهاينة الآن مخاوف جدية بشأن سلامتهم البحرية.

حتمية مخاطر التطبيع

الرسالة المهمة الأخرى لعملية الهجوم علی السفينة الصهيونية في بحر عمان، موجهة بالتأكيد إلى الدول التي أرادت جعل المنطقة بؤرةً للکيان الصهيوني، وذلك من خلال تقديم عرض سخيف يسمى التطبيع.

والرسالة حاسمة ومعبرة تمامًا؛ تقول مفرداتها إن مواجهة العواقب الخطيرة للتطبيع أمر لا مفر منه، والمنطقة ليست مستعدةً بأي حال من الأحوال لقبول الوجود غير الشرعي للکيان الصهيوني المغتصب.

ولذلك، الدول التي تسعى إلى فتح مياه المنطقة علی الکيان الصهيوني بهدف الاستفادة من الفوائد والوعود الاقتصادية، ستعرض في الواقع أمنها للخطر من خلال تعريض أمن الآخرين للخطر. وجود الکيان الصهيوني خطر على أمن المنطقة، وأول ضحايا انعدام الأمن هم أولئك الذين فتحوا المنطقة للصهاينة.

المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق