آخر التطورات الميدانية العراقية.. تفاصيل العمليات الواسعة عند البوابة الجنوبية للعاصمة وشمال شرق ديالى
شنت قوات اللواء 47 التابع لقوات الحشد الشعبي العراقية، بعد تلقيها معلومات مفصلة، عملية جديدة على محور “جرف الصخر” شمال غرب محافظة بابل ضد مواقع تنظيم داعش الإرهابي. ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها، حاول إرهابيو داعش الذين كانوا يرتدون زي القوات العراقية التسلل إلى منطقة “الرويعة” من منطقة “جرف الصخر”، لكنهم وقعوا في كمين لقوات الحشد الشعبي وتم القضاء على بعضهم وأسر عدد كبير منهم. ولقد قُتل ثلاثة إرهابيين من داعش خلال اشتباكات عنيفة على هذا المحور؛ كما تمكن مقاتلو الحشد الشعبي في هذا المحور من الحصول على جثة عنصر إرهابي من تنظيم الدولة الإسلامية في المحور الغربي من جرف الصخر (قرب نهر الفرات).
وحول هذا السياق، أفادت مصادر ميدانية بأن مقاتلي الحشد الشعبي يواصلون عملياتهم في منطقة “جرف الصخر” ومحيط نهر الفرات لتحديد مواقع العناصر المخفية والخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وتقع منطقة “جرف الصخر” الاستراتيجية في شمال غرب محافظة بابل وهي البوابة الجنوبية للعاصمة العراقية بغداد. ومنطقة “جرف الصخر” مرتبطة بالطريق الرئيس “بغداد – كربلاء” و “بغداد – الحلة” من المحور الشرقي، وقد زادت هذه القضية من أهمية هذه المنطقة. كما ترتبط الضواحي الغربية والجنوبية الغربية لمنطقة “جرف الصخر” بالأجزاء الشرقية من محافظة الأنبار ومحيط بحيرة “الرزازة”، وهي في الغالب صحراوية ولا تزال ملوثة بمخابئ تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وتُظهر العديد من التقارير الميدانية القريبة أن الخلايا السرية لتنظيم داعش الإرهابي تسللت إلى منطقة “جرف الصخر” من الجزء الشرقي لمحافظة الأنبار وحاولت زعزعة استقرار هذا المحور من خلال تنفيذ عدة هجمات قوبلت برد فعل من القوات العراقية. وفي وقتنا الحالي، لا تزال المناطق الشمالية الغربية والشمالية والغربية من محافظة بابل (المتاخمة لمحافظتي الأنبار وبغداد)، بما في ذلك منطقة “جرف الصخر واليوسفية ورشيد واللطيفية وغيرها”، ملوثة بعناصر سرية من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، والقوات العراقية تعمل حالياً للتعرف على الإرهابيين وكشف مخابئهم واماكنهم السرية.
وعلى صعيد متصل، افاد مصدر امني في “ديالى”، يوم الجمعة الماضي، بتدمير اهداف لداعش شمالي ناحية “جلولاء” بضربات جوية ومدفعية ضمن عمليات تطهير أمنية شاملة. وقال المصدر، أن “الطيران الحربي شن ضربات مكثفة استهدفت مواقع لداعش في حوض شمالي جلولاء في بساتين قرية الاصلاح وتمكن من تدمير 8 أهداف”. وأضاف، أن خسائر داعش لم تحدد بشكل دقيق لعدم وصول القوات الامنية اليها حتى الآن، مرجحا قتل عدد من الدواعش. واكد المصدر، أن الضربات الجوية متواصلة منذ ايام عدة واستهدفت نحو 15 هدفا ووكرا لداعش في البساتين الكثيفة والقرى النائية. وفي سياق متصل اكد المصدر، أن مدفعية اللواء 16 بالحشد الشعبي عالجت يوم الخميس الماضي، تحركات لفلول “داعش” الارهابي في منطقة “جلولاء” بمحافظة ديالى.
وتواصل قوات الامن والحشد الشعبي عمليات تطهير حوض شمالي جلولاء 75 كم شمال شرق بعقوبة من اوكار وبؤر داعش بالرغم من الاعتراضات الشعبية على عمليات التجريف وفتح ممرات داخل البساتين .وعلى صعيد متصل، اكد القيادي في الحشد الشعبي “محمد التميمي”، يوم الاربعاء الماضي، بان طيران الجيش قصف 6 مواقع داعشية في قلب زور الاصلاح شمال شرق ديالى. وقال التميمي، انه “عقب استهدفت مفرزة قتالية للجيش العراقي في زور الاصلاح في اطراف ناحية جلولاء 70كم شمال شرق بعقوبة اثناء تامين الجهد الهندسي لفتح طرق نسيمية واصابة 3 من افرادها شن طيران الجيش سلسلة غارات استهدفت 6 مواقع داعشية من خلال القصف العنيف”. واضاف، أن “مدفعية الجيش قصفت هي الاخرى اهداف منتخبة في عمق زور الاصلاح لتعقب خلايا داعش المختبئة بين الاشجار العالية مؤكدا بان اندفاع الجهد الهندسي مستمر في فتح الطرق لتامين دخول الارتال العسكرية الى العمق لانهاء اي وجود داعشي”.
وتشن القوات الامنية والحشد الشعبي لليوم السادس على التوالي عمليات واسعة في “زور الاصلاح” وبقية المناطق القريبة لانهاء وجود داعش الارهابي. وبحسب بعض المصادر الاخبارية، شن مقاتلو ألوية “1 ، 4 ، 20 ، 23 ، 24 ، 28 ، 110” التابعة لقوات الحشد الشعبية العراقية، وبدعم من القوات الجوية للجيش العراقي عمليات عسكرية ضد خلايا داعش السرية في شمال شرقي محافظة ديالى. وبحسب المعلومات الواردة فإن عمليات قوات الحشد الشعبية العراقية تمت بدعم من وحدات المدفعية والصاروخية التابعة للجش العراقي على المحور “الشرقي والغربي” لنهر ديالى في منطقة “جلولاء” وقرب إقليم كوردستان، ولقد تم استهداف موقاع العناصر الإرهابية خلال تلك العمليات العسكرية الناجحة. ولقد انصب معظم تركيز القوات العراقية في هذه العملية على تطهير وتأمين المناطق الملوثة شمال مدينة “خانقين” ونجح مقاتلو اللواء 28 التابع لقوات الحشد الشعبي العراقي في تأمين قريتي “الكبية الكبيرة والدكات” في هذا المحور.
ولقد قامت قوات الحشد الشعبي العراقية بتطهير مساحة تبلغ حوالي 17 كيلومترًا مربعًا، ولا تزال عمليات مقاتلي اللواء 23 و 110 في المحور الشمالي لمدينة “خانقين” مستمرة حتى هذه اللحظة. كما استهدف مقاتلو الجيش العراقي ودمروا ثلاثة أوكار للإرهابيين خلال هذه العملية. وترتبط منطقة عمليات الحشد الشعبي بالحدود الإيرانية من المحور الشرقي ومن الشمال بإقليم كردستان وكذلك قرب طريق إيران – بغداد (حدود خسروي – بغداد) وهذه المناطق تتصل بسلسلة جبال “حمرين” من الجنوب وتتصل بالطريق الحدودي “خسروي – السعدية” من جنوب هذه المنطقة المهمة.
وبحسب عدد من التقارير الاخبارية، فإن المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية والغربية لمحافظة ديالى، المتاخمة لإيران وإقليم كردستان (جنوب السليمانية) وشمال شرق وشرق محافظة صلاح الدين، لا تزال ملوثة حاليًا بمخابئ تنظيم الدولة الإسلامية. ولقد أعلنت وزارة الدفاع العراقية، يوم الأربعاء الماضي، القبض على 63 عنصرا من تنظيم “داعش” الإرهابي، خلال عمليات تمشيط في محافظات ديالى ونينوى وكركوك. وقالت الوزارة، في بيان لها، إن قوات الجيش ألقت القبض على 28 عنصرا من “داعش” بمحافظة ديالى، و21 في نينوى، و14 في كركوك، خلال عمليات تفتيش وتمشيط واسعة النطاق في المحافظات الثلاث.
وتأتي هذه التوقيفات عقب انطلاق عمليات عسكرية واسعة النطاق شنتها قوات الجيش وقوات الحشد الشعبي العراقية، يوم الأربعاء الماضي، لملاحقة فلول “داعش” في قضاء الطارمية شمال بغداد ومحافظات كركوك وصلاح الدين وديالى ونينوى. وكثفت القوات العراقية حملات ملاحقة فلول “داعش”، مؤخرا، على خلفية انفجار انتحاري مزدوج في ساحة الطيران وسط بغداد، في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، خلف آنذاك 32 قتيلا و110 جرحى. وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على “داعش” باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014. إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.
المصدر / الوقت