لماذا لا تستطيع القوات العراقية الاقتراب من منطقة “حوران” الغامضة؟
تتواصل العمليات المكثفة والشاملة للقوات العراقية في المحور الشمالي الشرقي لمحافظة الأنبار، والتي بدأت قبل أيام لتطهير هذه المناطق والتعرف على العناصر المخفية لتنظيم داعش الإرهابي.
ووفق المعلومات التي قدمها مصدر ميداني، فإن مقاتلي اللواء 27 من الحشد الشعبي ومجموعة من قوات الجيش العراقي يتواجدون في هذا المحور، وتمكنوا خلال هذه العملية من تحديد عدد من عناصر داعش المخفية في جزيرة “الكرمة” شمال شرق الفلوجة.
ووفق المصدر الميداني، اشتبكت القوات العراقية مع الإرهابيين في منطقة مقالع(بن زيد)، ما أسفر عن مقتل عنصرين بارزين في تنظيم داعش هما “مهند أحمد حبيب” و”عمر عبد کسار”.
وذكر المصدر الميداني أن “مهند أحمد حبيب” كان الزعيم والقائد الميداني لتنظيم داعش الإرهابي في شمال محافظة بغداد ومنطقة الكرمة، مضيفاً أن القوات العراقية تعرفت خلال العملية علی مقرين لإرهابيي داعش ودمرتهما.
وتابع إن عملية قوات الجيش ومقاتلي الحشد الشعبي “تجري في المحور الشمالي الشرقي، فيما لا تزال منطقة “الحوران” المهمة والغامضة في غرب محافظة الأنبار واحدة من القواعد الرئيسة لإرهابيي داعش”.
وقال المصدر الميداني، الذي يتابع عن كثب التطورات في غرب العراق، إن منطقة حوران مهمة للغاية، لدرجة أن عددًا من ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية والسعودية والأمريكية موجودون في هذه المنطقة منذ عدة سنوات.
ووفق هذا المصدر الميداني، فإن حوران هو أكبر وادٍ في العراق، تبلغ مساحته نحو 4000 كيلومتر مربع، وتضم هذه المنطقة عشرات الارتفاعات والكهوف المختلفة، وتمتد بالقرب من الحدود المشتركة مع السعودية.
حوران، التي كانت من أهم مناطق الدعم الأمريكي للجماعات الإرهابية منذ بداية احتلال العراق، تضم 18 قرية؛ وفي كل قرية من هذه القرى، تعيش 300 إلى 400 عائلة، معظمها من عائلات إرهابيي داعش.
لقد هربت عائلات تنظيم داعش الإرهابي من مختلف المحافظات، بما فيها نينوى، خلال عمليات القوات المسلحة العراقية في السنوات الأخيرة وتطهير الأراضي المحتلة، واستقروا في منطقة حوران.
وعندما قامت قوات الجيش السوري ومقاتلو المقاومة بتطهير وتحرير المناطق المحتلة في جنوب وشرق البلاد، فرَّ عدد من عائلات داعش الأخرى من محافظتي دير الزور وحمص، واستقروا في منطقة حوران.
يوجد حوالي 7000 عنصر من داعش في منطقة حوران بمحافظة الأنبار غربي العراق، ويقدم الأمريكيون دعماً خاصاً للإرهابيين في هذه المنطقة. ومن النقاط الملحوظة في هذا المجال، هو الضغط الأمريكي الأقصى للحد من عمليات القوات العراقية على هذا المحور.
ووفق مصادر ميدانية، فقد أحبط الأمريكيون مراراً في السنوات الأخيرة محاولات تنفيذ عمليات في منطقة حوران، فضلاً عن منع المقاتلات والمروحيات العراقية من الاقتراب من هذه المنطقة.
وکان العميد الركن “محمد الكروي” قائد الفرقة السابعة بالجيش العراقي، قد بدأ عملية تطهير وتأمين منطقة حوران في فترة زمنية، لكنه استشهد لاحقاً بطريقة مشبوهة، وكان هذا أحد أوضح الأمثلة على التدخل الأمريكي.
المصدر / الوقت