التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

“داعش” تجسيد للدعوة الوهابية في نسختها الاولى 

كشف اعلاميون وناشطو مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، عن رفع أحد الاشخاص علم ما تسمى بـ “الدولة الاسلامية” او اختصارا بـ “داعش”، على جبل الرحمة بعرفات اثناء اداء مناسك الحج.

 

ونشر ناشطون في مواقع “الفيس بوك وتويتر ويوتيوب”، صورا تظهر رفع أحد الاشخاص علم “داعش” الاسود وسط ملايين الحجاج، امس الجمعة، اثناء اداء الركن الاعظم من الحج والوقوف على جبل عرفات، في لقطة بثتها القناة الفضائية السعودية لم تدم الا ثوان حيث سارع مخرج البث الى قطع اللقطة، بحسب الناشطين.

من جهته، قال الاعلامي العربي عبد الباري عطوان في مقال نشره على صحيفة “رأي اليوم”، “بينما كنت اتابع البث المباشر لوقفة عرفة من المشاعر المقدسة، حيث اكثر من مليوني حاج جاؤوا من مختلف اصقاع المعمورة لاداء فريضة الحج، في ملابس الاحرام البيضاء بوجوه نضرة طافحة بالسعادة والايمان معا، لفت نظري علم الخلافة (داعش) الاسود يرفرف من بعيد فوق جبل الرحمة، وتتوسطه كلمات “لا الله الا الله محمد رسول الله” مكتوب بالابيض.”

وتساءل عطوان “لا اعرف من رفع هذا العلم، فلم تدم هذه اللقطة للنظر الا بضعة ثوان، مثلما لا اعرف، وكيف اعرف، ما حدث لصاحبه”، مشيرا الى أن “السلطات السعودية تمنع اي ممارسة سياسية الطابع في الاماكن المقدسة، ناهيك عن رفع علم “الدولة الاسلامية” التي تكن لها هذه السلطات كل انواع العداء، وتعتبرها قمة الارهاب، وتشارك طائراتها الحربية، جنبا الى جنب مع نظيراتها الامريكية في قصف مواقعها وتجمعاتها لاضعافها ومن ثم القضاء عليها في اطار تحالف دولي يضم خمسين بلدا”.

واشار عطوان الى ان مفتى المملكة السعودية عبد العزيز آل الشيخ كان معبرا عن موقف هذه السلطات ولسان حال دول التحالف جميعا، اسلامية او غير اسلامية، عندما دعا في خطبة الجمعة التي القاها من مسجد نمرة في عرفات، قادة الدول الاسلامية الى ضرب “داعش”، دون ان يسميها، بيد من حديد، وقال مخاطبا لهم، “دينكم مستهدف.. امنكم مستهدف.. عقيدتكم مستهدفة”، واضاف “ابتلينا بأمه سفكوا الدماء.. وقتلوا النفوس المعصومة.. وقدموا بهذا تمثيلا سيئا لا يمثل اسلاما.. هؤلاء اجراميون سفكوا الدماء ونهبوا الاموال وباعوا الحرائر لا خير فيهم”.

ولفت الاعلامي الى ان “خطبة آل الشيخ،..تعكس حجم القلق السعودي الرسمي من “داعش” وعقيدتها الدينية والقتالية، وامتدادها الى العمق الشعبي المهيأ جزئيا او كليا لكي يكون حاضنة لفكرها الذي يشكل في معظم جوانبه تجسيدا للدعوة الوهابية في نسختها الاولى قبل ثلاثة قرون، مثلما تؤكد دراسات جادة عديدة في الشرق والغرب معا”.

ونوه عطوان الى ان “علم الخلافة الاسلامية وصل الى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة وجبل عرفة يوم الوقفة، وربما يكون مجرد صدفة، او من فعل حاج متحمس، او عمل متعمد جرى التخطيط له بشكل جيد، وايا كان الامر فان هذه الخطوة تنطوي على “رسالة” على درجة كبيرة من الاهمية والخطورة معا.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق