التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, أكتوبر 7, 2024

قلق إسرائيلي أمريكي من تنامي القدرات الصاروخية والعسكرية لـ”أنصار الله” اليمنية 

كشفت قناة المسيرة اليمنية عن قلق إسرائيلي أمريكي من تنامي القدرات العسكرية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” وذكرت هذا القناة اليمنية، أن مراكز الدراسات الأمريكية تعاطت بشكل مستمر في عدد من تقاريرها ودراساتها خلال الفترة الماضية مع القدرات العسكرية اليمنية. الدراسات استندت في تحليلها إلى متابعة صناعة الأسلحة والصواريخ والمسيرات اليمنية، وقيام اليمنيين بتوسيع وزيادة نطاق أهدافهم محققين نجاحات ملحوظة، ما قد يسمح لهم بالوصول إلى أهداف جديدة إذا رغبوا في ذلك. واشارت الدراسات إلى أنه سيتوجب على الدبلوماسيين والمخططين العسكريين الأمريكيين التعامل مع هذه القدرات في حساباتهم المستقبلية بعد الحرب الحالية.

وكررت الدراسات تحذيرها من نضوج قدرات صنعاء وزيادة ضرباتها قائلة إنه بالنظر إلى عدد الهجمات التي تم شنها أنصار الله في السنوات الأخيرة، يمكن لليمنيين تنفيذ حملة مطولة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والصواريخ، لافتة إلى أن معدل عمليات الإطلاق يتسارع بشكل كبير. وفي السياق، رأت الدراسات الأمريكية أن سيطرة قوات صنعاء على مأرب يعني انتصارها فعليا في الحرب في اليمن، مستطردة بالقول إنه حتى دون مأرب فإن الفوز أو التعادل من شأنه أن يجعل “أنصار الله”، “حزب الله الجنوبي” الجديد على البحر الأحمر. إلى ذلك، دعت الدراسات واشنطن إلى اتخاذ سلسلة من الخطوات لمنع توسع قوات صنعاء، وذلك من خلال تشديد الخناق عليهم وتقديم إسنادات أمريكية لدعم دفاع مأرب، إضافة إلى زرع شبكات إنذار مبكر مشتركة في البحر الأحمر.

وعلى صعيد متصل، أشارت مجلّة “نيوزويك” الأمريكية في تقرير لها منتصف شهر كانون الثاني الماضي، الى مخاوف متصاعدة في أروقة واشنطن وتل ابيب من التوقيت الذي قد يختاره “أنصار الله” لشن الهجوم المؤكد والمرتقب على منشآت استراتيجية إسرائيلية. وأرفقت تقريرها بصور لأقمار صناعية قالت إنها التقطت تحريك طائرات مسيّرة ذات تقنية عالية، قادرة على ضرب تلك الأهداف في عمق “تل ابيب”.. وجاء التسريب الأمريكي لهذه الصور في اعقاب لقاء جمع حينها وزير الخارجية الأمريكي، برئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “يوسي كوهين”، وكان النّقاش الرئيس بين الرجلَين، يدور حول المخاوف من هجمات محتملة لقوات “أنصار الله” على العمق الإسرائيلي.

وعلى هذا المنوال نفسه، كشف موقع “نتسيف” العبري، أن رئيس الموساد ابلغ الأمريكيين اقتراب هجوم “أنصار الله” على اهداف في اسرائيل، موضحا أن هناك معلومات استخبارية تُفيد بنية الجماعة اليمنية ضرب منشآت استراتيجية بصواريخ كروز وطائرات مسيّرة، وكاشفا أن المعلومات جمعتها غواصة اسرائيلية خلال جولة لها في البحر الأحمر وخليج عدن. وكان ذلك قبل إعلاء وتيرة الهجمات النوعية التي باتت سمة ضربات حركة “انصار الله” ضد اهداف استراتيجية وحيوية في القلب السعودي، والتي وصلت في الفترة الأخيرة الى مستوى غير مسبوق من حيث التقنيات وبنك الأهداف، وهذا ما حيّر الأجهزة الأمنية والإستخبارية الغربية، خصوصا في واشنطن وتل ابيب.

ووفق صحيفة “معاريف”، نشرت إسرائيل منظومة الدفاع الصاروخي، خلال الأيام الأخيرة بالمدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر. وكانت قناة “كان” الإسرائيلية، ادعت الاسبوع الماضي ان الجيش الإسرائيلي أجرى تقييمات حول إمكانية نشر قوات في اليمن أو العراق، من أجل مهاجمة إسرائيل بصواريخ أو طائرات دون طيار. وأكدت المصادر العبرية أن سلطات الاحتلال نشرت خلال الأيام الأخيرة بطارية القبة الحديدية في “إيلات” في ضوء ما قالت انه تهديدات من قبل اليمنيين وفق ما نشرت صحيفة “معاريف” يوم الاربعاء الماضي، وخلال الاسبوع الماضي ازداد الحديث في اسرائيل عن صواريخ يمنية ستضرب عمق فلسطين المحتلة. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة “رأي اليوم”، أن حركة “انصار الله” تمتلك القدرة والشجاعة للقيام بتوجيه ضربات مؤلمة الى داخل الكيان الاسرائيلي وهذا ليس سرا، ولكن ذلك ليس ردا على اغتيال العالم النووي الايراني وانما تسبق الاسباب الحقيقة كل ذلك، وتتجلى في الانخراط المتزايد لـ”تل ابيب” في العدوان على اليمن وبروزها كلاعب مباشر بعد ان كانت تتدخل من خلف سواتر بشكل غير مباشر او غير واضح وحركة “انصار الله” لديها المعلومات وتفاصيل هذا الانخراط.

صحيفة هارتس الاسرائيلية قالت يبدو أن “إسرائيل” أيضاً بدأت في الظهور كمتورطة في النزاع في اليمن. وحول هذا السياق، حذر رئيس قسم المخابرات للقوات اليمنية، “عبد الله يحيى الحاكم”، مؤخراً من أن “فشل العدوان السعودي على اليمن جعل العدو يستعين بالصهاينة الذين طلب منهم التدخل… وسقوط عدد من الدول في شرك التطبيع… عيوننا شاخصة ونحن نتابع حركات العدو الصهيوني في المنطقة، ويجب عليه أن يفهم جدية تحذيرنا، وأن أي عملية غبية أو مغامرة ستكون نتائجها غير جيدة”، أهلاً وسهلاً بالقادمين إلى اليمن”. لقد أصبحت وسائل الاعلام العبرية تكشف قلق اسرائيل المتزايد من مغبة وصول صواريخ حركة “انصار الله” وطائراتها المسيّرة الى “تل ابيب”. وحتى أن صحيفة “جيروزاليم بوست” كانت المحت الى وقوف الحركة خلف استهداف السفينة الإسرائيلية في بحر العرب، وذكرت أن هذا الاستهداف يحمل بصمات يمنية، قبل ان يتوقف موقع “اسرائيل ديفنس” امام الضربات الدقيقة ضد الأهداف الحيوية في السعودية. ومن بينها ذاك الهجوم المشترك لمجموعة متنوعة من الطائرات المسيّرة التي حلقت لمسافة 900 كيلومتر، وتمكنت من خداع نظام الدفاع الجوي السعودي القائم على بطاريات “باتريوت” من طراز متقدم غير موجود في اسرائيل.

واكثر من ذلك، يُجمع خبراء ومحللون عسكريون اسرائيليون، على أن اليوم الذي ستُباغت فيه صواريخ حركة “انصار الله” الباليستية اهدافا عسكرية ومنشآت حيوية في العمق الإسرائيلي.. قادمٌ لا محالة، فالحركة اليمنية تأكدت منذ العام الأول على انطلاق الحرب ضد اليمن، من تورط اسرائيل فيها عبر الوكيل السعودي – الإماراتي.. وحينها كشف مقاتلو الحركة في محيط السفارة السعودية في صنعاء، عن مخبأ كبير يحوي شحنات ضخمة من الأسلحة والذخائر الإسرائيلية، إضافة الى وثائق اماطت اللثام عن انشاء قاعدة عسكرية اسرائيلية في جزيرة “بيرم” بالقرب من مضيق باب المندب.. حتى أن صحيفة “ميدل ايست مونيتور” في تقرير لها خصصته حينها لإبراز التورط الخطير لإسرائيل في حرب اليمن، كشفت عن تلقي مرتزقة التحالف تدريبات على ايدي ضباط اسرائيليين في معسكرات بصحراء النقب!


وعليه، تدرك “تل ابيب”، أن تهديدات حركة “انصار الله” بوصول صواريخها الباليستية الى “ايلات”، ليس مجرد كلام في الهواء، وبالتالي بات مُبرّر لها اضافة خطر صواريخ الحركة الى خطر نظيرتها لدى “حزب الله” على اسرائيل، وخصوصا أن الثنائي الأمريكي – الإسرائيلي يراقب باهتمام مآل المعارك المحتدمة في مأرب، بعدما نجح مقاتلو “انصار الله” بالإطباق على المواقع الاستراتيجية في محيطها، والسيطرة على مرتفعات في شمالها وغربها، على وقع معارك هي الأعنف للتوجه صوب مجمع المدينة الإستراتيجية. إنجاز عسكري غير مسبوق فيما لو نجحت الحركة اليمنية بانتزاع مأرب وتحريرها، والذي سيُعتبر نكسة مدوية لواشنطن وتل ابيب.. رغم مناورة ادارة “بايدن” ازاء “انصار الله” لكسب الوقت في تلك المدينة الهامة بكل المقاييس لتحالف العدوان على اليمن لكي يتمكن من تنظيم صفوفه. بشكل عام، يمكن القول إن هذه الإنجازات العسكرية الجديدة التي تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من تحقيقها خلال الفترة الماضية، زادت من مخاوف السعودية والإمارات وإسرائيل من المقاومة اليمنية وعززت ثقة صنعاء في حربها ضد قوى العدوان. ويمكن القول أيضا إن كل هذه الانتصارات التي تمّكن اليمنيين من تحقيقها في عدد من المجالات الصناعية والدفاعية تدل على أنهم وصلوا إلى مستوى من القوة لدرجة أنهم ليسوا على استعداد لتقديم أي تنازلات للعدو لإنهاء الحرب، مؤكدين في الوقت نفسه على الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق