فايننشال تايمز: محاولة الانقلاب المزعومة في الأردن تشير إلى أصابع خارجية
وكالات ـ الرأي ـ
علّق الكاتب ديفيد غاردنر في صحيفة “فايننشال تايمز” على الأحداث الأخيرة في الأردن، قائلا إن الدسائس في هذا البلد تشير إلى تدخل خارجي. وأن الاعتقالات الأخيرة تشير إلى “مؤامرة” ضد الملك أبعد من ولي العهد السابق.
وأضاف أن الأردن نسبيا يظل واحة استقرار في منطقة مضطربة، مع أن العرش الهاشمي ظل مركزا للمؤامرات، وهذه واحدة منها. وأشار غاردنر إلى أن الملك الراحل الحسين بن طلال، والذي ظل للغرب المعيار الذهبي للاستبداد العربي الرحيم، نجا من محاولات انقلابية وانتفاضات وثلاث حروب مع “إسرائيل” وحربين في الخليج(الفارسي) وحرب مع المنظمات الفلسطينية وعدد لا يحصى من محاولات الاغتيال طوال حكمه الذي امتد 46 عاما.
ويتربع ابنه الملك عبد الله الثاني على العرش منذ 1999. وفي يوم السبت وضع ابن الملك حسين، الأمير حمزة من زوجته الرابعة الملكة نور تحت الإقامة الجبرية. وقالت عمّان إنها كشفت عن مؤامرة تهدد أمن واستقرار البلد. وتم اعتقال حوالي 18 شخصا بينهم مساعدون في قصر حمزة، الذي جُرد في عام 2004 من منصبه كولي للعهد، عندما سمى الملك عبد الله ابنه الحسين وليا للعهد.
وكان المعتقلان الرئيسيان هما باسم عوض الله، الذي عمل مرة رئيسا للديوان الملكي ووزيرا للمالية، والشريف حسن بن زيد. وعمل عوض الله مبعوثا للملك حيث أصبح مستشارا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وكان حسن بن زيد مبعوثا سابقا إلى السعودية. وقال أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني يوم الأحد، إن السلطات كانت على معرفة بالمؤامرة وتراقبها، وتنصتت على “مكالمات مع أطراف خارجية حول الوقت المناسب لزعزعة استقرار الأردن”.
ويستبعد بعض المسؤولين الأردنيين دور الأمير حمزة، ويقترحون أن المتآمرين استخدموا “أوهامه وطموحاته” لتوسيع مصالحه الخاصة. وهذا ليس كما يظهر انقلابا قُتل في مهده. فقد طلب رئيس أركان الجيش الأردني من الأمير حمزة التوقف عن نشاطه. والجيش والمخابرات القوية هما الصخرة التي يستند عليها حكم الهاشميين، والمتجذرتين في شرق الأردن أو العشائر الأردنية كمقابل للغالبية الفلسطينية التي أُجبرت على ترك بلادها والتوجه من غرب النهر في عام 1948 و1967.
لكن الأمير حمزة لم يكن مجرد شخص واهم “فقد كان يسبح في مياه عكرة ولسنوات عدة” حسبما قال مقرب من الملك. وتم ترتبيته كملك منذ الصغر، فهو ينظر ويتحدث مثل والده الراحل، وقام ببناء علاقات مع قادة القبائل الساخطين بسبب وضع الاقتصاد المترنح والبطالة والفساد والمحسوبية والميل المتزايد نحو استبداد غير لطيف. وهذه هي الأشياء التي تطرق إليها حمزة في تسجيلات الفيديو المتحدية التي بثها بعد الطلب منه التوقف عن النشاط.
وقال في واحد منها إنه ليس مسؤولا عن انهيار الحكم والفساد والعقم الذي استشرى في بنية الحكم خلال الـ15 إلى 20 عاما الماضية وأصبح أسوأ.
ويقول غاردنر إن المراقبين الخارجيين عادة ما يركزون على الديمغرافية الفلسطينية كتحدٍ أمني، ولكن النخبة الأردنية تخشى من اضطرابات داخل القبائل الشرق أردنية، التي تعتبر قاعدة النظام الطبيعية. وبالتأكيد، فقد كان الأمير عبد الله، كقائد لقوات النخبة الخاصة من أخمد احتجاجات الخبر التي اندلعت بين الموالين للنظام في الجنوب عام 1996. وكان هذا ما أدى لنيل عبد الله العرش إلى جانب التنافس بين الفصائل في البلاط الملكي بمن فيها فصيل حمزة.
وقال الصفدي: “هذا شأن عائلي وهم يتعاملون معه بطريقة عائلية”. لكن فيديوهات الأمير حمزة تشير إلى غير ذلك، مع أنه أعلن ليلة الإثنين عن بيعته وولائه لأخيه غير الشقيق، ووقّع على رسالة بهذا الشأن.
ويحظى الملك عبد الله بدعم من الغرب، ومن ناحية ظاهرية من جيرانه، لكن هناك توترات واضحة بينه وبين “إسرائيل” والسعودية تتركز حول القدس. وهناك شكوك في الأردن أن حكّام السعودية يريدون السيطرة على المقدسات الإسلامية في القدس وذلك كثمن للانفتاح على “إسرائيل”. وكان جد ولي العهد السعودي الحالي هو من سيطر على مكة والمدينة المنورة وأخذها من الهاشميين عام 1925. ويقول الكاتب إن “الدسائس لم تنته بعد”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق