التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

تبادل التهم بين دمشق و أمريكا.. من المسؤول عن الكارثة 

بعد أن اقتربت العمليات العسكرية في سوريا من نهايتها، ظهرت النتائج الكارثية في سوريا على المستوى الاقتصادي، حيث يعاني أكثر من 13 مليون سوري من ظروف معيشية قاسية جداً لم تشهدها البلاد منذ عقود طويلة جداً، وهناك تراشق بالاتهامات بين الحكومة السورية والغرب والولايات المتحدة الأمريكية حول على من تقع مسؤولية ما يجري في سوريا.

قبل يومين طالب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الحكومة السورية بالوفاء بالتزاماتها الدولية، وتحمل مسؤولية الفظائع التي ارتكبتها بحق الشعب السوري.

لا نعلم لماذا تصّر الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم نفسها على انها حمامة سلام، جاءت لتخليص شعوب العالم من معاناتها وحملت إليهم مفهوم الديمقراطية، ومن خلال مرور سريع على ما قدمته الادارات الأمريكية المتعاقبة للعالم، يتبين لنا أنها لم تقدم سوى الدمار والخراب والفوضى والتقسيم وسرقة خيرات الشعوب من أقصى الأرض الى اقصاها، وكان وجودها كارثيا في منطقتنا، وخاصة بعد أن ارسلت مئات آلاف الجنود إلى المنطقة الخليجية، لتبدأ بالتحكم بمصير الشعوب عبر التهديد والترغيب.

لاحظوا معنا مستقبل حتى الدول الحليفة لواشنطن، كيف كان مصيرها، بعضها قضت عليها واشنطن ودمرتها مثل ليبيا وغيرها، وبعضها لا تزال حليفة في الظاهر مثل السعودية، ولكن ماذا عن الديمقراطية التي تطالب بها واشنطن، هل هي متوافرة في السعودية، أم الموضوع مصالح فقط.

إن تقديم الولايات المتحدة الأمريكية نصائحها للحكومة السورية، هو أمر مثير للسخرية ولا يمكن تصديقه، لأنه صادر من جهة منافقة لم تُقدم على اي فعل خير تجاه السوريين، فهي التي تحتل أراضيهم دون موافقتهم ودون موافقة الحكومة، وهي من تحرق محاصيلهم الزراعية وتحرمهم من ثرواتهم الباطنية، وتسهم بكل قوتها بتقسيم سوريا عبر دعم المشاريع الانفصالية، فهي تدعم الاكراد ليس حبا بالاكراد وانما استغلالا لهم، وعند تحقق ما تريد ستلتف عليهم كما فعلت سابقا، ولا نستبعد ان تفتح الباب لتركيا للانقضاض عليهم وقد فعلت ذلك سابقا وقد تكرر ذلك مرارا وتكرارا، فواشنطن ليس لها حليف، تتعامل مع الجميع بحسب مصالحها.

ولو ان واشنطن تريد الخير للسوريين لما فرضت عليهم عقوبات قاتلة تدمر الاقتصاد وتسهم الى حدكبير في تجويع السوريين، وهي تفعل ذلك اليوم، فالسوريون وصلوا إلى مرحلة لا تطاق من المعاناة، ومع ذلك لا تزال واشنطن ماضية في عقوباتها وفي كل يوم تزيد هذه العقوبات وتضييق الخناق على السوريين يوما بعد يوم، حيث تُفرض هذه العقوبات على أيّ شركة عالمية أو فرد يستثمر في قطاعَي الطاقة أو الطيران، وكل مَن يزوّد الخطوط الجويّة السورية بقطع غيار وصيانة، إضافة إلى كل من يقدِّم ديوناً إلى النظام. وتشمل العقوبات مصرف سوريا المركزي إذا ما ثبت أنه يشارك في عمليّات “غسل أموال”. وتتراوح العقوبات على الأفراد بين تجميد الأصول ومنع دخولهم إلى الولايات المتحدة، كما يفرض القانون عقوبات على أي حكومة أو مجموعة تُسهّل صيانة أو توسيع إنتاج الحكومة السورية المحلي للغاز الطبيعي والبتروليوم ومشتقاته.

وبعد المعاناة الجسيمة التي يعاني منها السوريون تأتي الولايات المتحدة الامريكية لتقول: “الهدف من العقوبات معاقبة “النظام السوري”، هم يعلمون جيداً أنهم يعاقبون الشعب الشعب السوري وليس “النظام” ومع ذلك مستمرون في هذه العقوبات، في مشهد لم تره الانسانية منذ قرون طويلة. ارهاب اقتصادي قذر بحق شعب يعاني الويلات ومعاقبة هذا الشعب دون وجه حق.

ماذا تفعل الحكومة السورية؟

الحكومة السورية قدمت العديد من المبادرات للمعارضة السورية والاكراد وكذلك الدول الداعمة لهم، ولكن هذه الدول افشلت جميع المبادرات، وقبل عدة أشهر عقدت دمشق مؤتمراً للاجئين والذي كان خطوة مهمة في تاريخ الحرب السورية لما له من أبعاد مهمة على الداخل والخارج السوري، وشكل رسالة واضحة لكل المشككين بنوايا الحكومة السورية ورغبتها بفتح الأبواب للاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم، وفي الوقت نفسه فضح ممارسات الدول الغربية واستخدامها أساليب سياسية قذرة لعرقلة الحلول السياسية في سوريا واستغلال اللاجئين لأغراض سياسية.

فضح المؤتمر في أحد جوانبه هذه الدول التي رفضت حضور المؤتمر في العاصمة السورية دمشق بعد ان وجهت لهم دعوات رسمية، ومع ذلك انعقد المؤتمر وحقق نتائج ملموسة على الارض بعد ايام قليلة من انتهائه، وحضر المؤتمر أكثر من 25 وفداً غربياً وأجنبياً، وكانت الدول الصديقة لسوريا حاضرة بقوة في المؤتمر، ولاسيما ايران وروسيا والصين وفنزويلا، وهذا أكد ان سوريا ليست وحيدة ولن تكون وحيدة في ظل ما يحاك ضدها من مؤامرات، وخاصة دور الدول الغربية في تأخير عودة اللاجئين للتلاعب بموقفهم واستغلاله.

لعودة اللاجئين بُعد وطني وقومي بالنسبة للحكومة السورية، فهي تسعى جاهدة لإعادة مواطنيها بعد أن شتتهم الارهاب، واستغلتهم بعض الدول الغربية والاقليمية لأهداف سياسية، وما يميز هذا المؤتمر ان القادة السياسيين في سوريا قدموا ضمانات للاجئين واعادة البنى التحتية للمناطق التي سيتوجه اليها اللاجئون.

الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أكد في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، أن “هناك دولاً في الغرب تستغل اللاجئين السوريين لأهداف سياسية”، وأضاف الأسد إن “هذه الدول تمنع اللاجئين من العودة إلى وطنهم عبر الترغيب والترهيب”، مضيفاً: “نعمل بدأب لإعادة كل لاجئ إلى سوريا، لكن هناك عقبات كثيرة”.

في الختام، الواضح جداً أن الحكومة السورية جادة في اعادة اللاجئين وفضح من يستغلهم سياسيا ومن لا يريد التعاون مع الحكومة السورية في هذا الموضوع لتخفيف معاناة اللاجئين، وتعنت واشنطن يؤكد أنه هو من يقف خلف الازمة في سوريا ويفاقم من معاناة اللاجئين والسوريين على حد سواء.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق