التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

انستغرام يشارك “إسرائيل” في حربها على القدس.. ما العبرة 

عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بأكملها بعشرات المقاطع المصورة التي تظهر اعتداء شرطة العدو الصهيونيّ على الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى المبارك، في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وقد شنّت تلك المواقع بدرجات مختلفة حربها على حسابات المستخدمين الذي شجبوا الهجمات العدوانيّة للكيان التي خلفت عدة شهداء وأكثر من 200 جريح، وكان في مقدمتها موقع “انستغرام” الذي اعتذر مؤخراً عن عدم ظهور منشورات وقصص أحداث الشيخ جراح بالعاصمة الفلسطينيّة القدس، منذ يوم الجمعة، حيث يسعى الاحتلال الغاصب لطرد عائلات فلسطينية من منازلها وإعطائها لمستوطنين.

وفي هذا الشأن، قال الموقع في تغريدة له: “نعلم أن بعض الأشخاص يواجهون مشكلات في تحميل القصص وعرضها”، زاعماً أنّها مشكلة فنيّة عالميّة واسعة الانتشار، ولا تتعلق بأي موضوع معين، وأنّ الموقع يعمل على حلها، وسيقدم تحديثًا في أقرب وقت ممكن، لكن للفلسطينيين وجهة نظر أخرى، حيث اعتبر بعضهم أنّ ما قام به الموقع يأتي في سياق الحملة الصهيونيّة المسعورة، للتغطيّة على التعزيزات الكبيرة التي دفعتها قوات الاحتلال إلى منطقة الحرم وإلى البلدة القديمة للقدس المحتلة، ولمنع انتشار المقاطع المصورة التي تُظهر كعين الشمس استهداف قوات العدو للمصلى القبلي بالمسجد الأقصى بالقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، في تصعيد خطير للأحداث هناك.

كذلك، فإنّ الشبان الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى وثّقوا باندفاع كبير اعتداءات قوات الاحتلال، إضافة إلى المقاطع والصور التي وثّقها صحفيون ونشطاء وأظهرت المنهج الوحشي لقوات العدو على الشبان المقدسيين، ومنعه المقدسيين من دخول البلدة القديمة، والتدقيق في هوياتهم، فلم يعد بالمستطاع حجب الشمس بغربال، لهذا أضاف موقع “انستغرام” في تغريدة لاحقة يعتذر فيها “أصلحنا هذه المشكلة الآن، لقد أثرت على العديد من القصص التي تحتوي على منشورات أعيد مشاركتها وتم إنشاؤها أمس وفي وقت مبكر من هذا الصباح”.

ورغم “الحرب الإعلاميّة” الي شنّتها أغلب مواقع التواصل الاجتماعيّ إلا أنّ مقاطع الفيديو التي وثقت الإجرام الصهيونيّ لاقت انتشاراً لا مثيل له، والتي أظهرت محاصرة قوات الاحتلال لمجموعة من النساء الفلسطينيات داخل مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى، كما وثقت مقاطع أخرى لحظات نقل فرق الإسعاف لأعداد من المصابين في المسجد الأقصى خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، وكان ناشطون تداولوا مقطع فيديو لفلسطينيين وهم يتصدون لمستوطن إسرائيليّ رش غاز الفلفل على أهالي الشيخ جراح أثناء تناولهم الإفطار، فيما تداولت حسابات فلسطينية مقطع فيديو لأهالي حي الشيخ جراح، وهم يهتفون: “يا غزة يلا.. منشان الله”، في إشارة لخطاب قائد كتائب القسام، محمد الضيف، الذي هدد الكيان الصهيونيّ إذا لم يتوقف عن الممارسات العنيفة وقرارات الإخلاء في حي الشيخ جراح.

وما ينبغي ذكره، أنّ مركز “صدى سوشيال” الفلسطينيّ، أكّد في تقرير نشره في نيسان المنصرم أنّ إدارة منصة “تويتر” للتواصل الاجتماعيّ أغلقت عشرات الحسابات التي نشرت أو تعاطفت مع سكان حي الشيخ جراح جراء أحداث القمع والاعتقال التي يتعرضون لها منذ أيام، ووثق المركز 38 انتهاكاً للمحتوى الفلسطينيّ على مواقع التواصل، متحدثاً أن أكثر الانتهاكات كانت بمنصة فيسبوك، وطالت 30 حسابا، وانستغرام (3 حسابات)، وتويتر (حسابين)، إضافة إلى حساب واحد في كل من تيك توك، ويوتيوب، وواتساب.

ومؤخراً، أوضحت منظمة “الصوت اليهوديّ من أجل السلام” المعادية للكيان، لصحيفة “نيوزويك” أنها تلقت “مئات الرسائل الإلكترونية في 12 ساعة”، ولديها أمثلة لأشخاص قيل لهم إنهم” ينتهكون إرشادات المجتمع “لمشاركة مقاطع فيديو للشرطة الإسرائيلية وهي تهاجم المتظاهرين الفلسطينيين في الشيخ جراح”، مؤكّدة أنّ لديها أمثلة أخرى لمحتوى المستخدمين الذي يختفي حرفياً من قصصهم أو خلاصتهم، فيما سمعت عن تحذيرات لمنظمات وأفراد من أن حساباتهم ستتعطل بشكل دائم إذا استمروا في النشر عن العنف الذي ترتكبه الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في القدس.

إذن، لا يوجد دليل قاطع أكثر مما حدث، للتأكيد على التبعيّة الحقيقيّة لتلك البرامج التي تدعي أنّها تُعطي الأفراد حريّة لا يتمتعون بها في واقعهم، لكن وعلى ما يبدو فإن الخطوط الحمراء للشركات العملاقة أصبحت مكشوفة لأبعد حد، لكن السؤال المطروح، أين البرامج ذات التبعية العربيّة أو الإسلاميّة التي يجب أن تنافس مثيلتها المعاديّة؟
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق