التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

المخابرات الغربية وتدمير سوريا 

لا يخفى على أحد الدور الغربي في خلط الأوراق في سوريا ودعم الجماعات المسلحة المعارضة والعبث في الجغرافية السورية والتاريخ والمستقبل، وحول الدور الغربي القذر في الحرب السورية كشفت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية السورية عن وثائق مسربة تؤكد تورط بريطانيا في الازمة في سوريا.

وكشفت الدكتورة شعبان في مداخلة خلال مشاركتها في مؤتمر عبر الفيديو نظمه معهد شيللر الألماني للأبحاث بعنوان (نموذج جديد للانهيار الأخلاقي لعالم الأطلسي) عن وثائق بريطانية مسربة تثبت أن المملكة المتحدة مولت جماعات من السوريين أطلقوا على أنفسهم لقب (شهود عيان) وأن الحكومات الغربية كانت تمارس ضغوطاً على المسؤولين السوريين من أجل الانشقاق عن الدولة.

وقالت الدكتورة شعبان إن كل ما حل بسوريا من دمار وموت وتشريد كانت وراءه مؤسسات استخباراتية غربية قامت وبالتعاون مع تركيا بتدريب آلاف الإرهابيين لتحقيق هدف وحيد هو تدمير سوريا مؤكدة أن القوى الغربية كانت ولا تزال تتعامل مع سوريا على أنها ما زالت تحت استعمارها متجاهلة تاريخها وقيمها الراسخة.

كثيرة هي التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام ولا سيّما الغربية منها منذ بداية الأزمة في سوريا عن مشاركة أجانب في القتال إلى جانب المعارضة المسلّحة. تقارير اعترفت بها حتى اليوم وبشكل رسمي عدة دول أوروبية وغربية آخرها ألمانيا.

اعترافات هذه الدول تبدو منسجمة إلى حدّ كبير مع الأخبار الواردة من الميدان السوري وشهادات مراسلين ومراقبين هم في غالبيتهم أجانب، أما المخاوف الكبيرة المشتركة بينها فترجمت تردداً في تسليح المعارضة، تردد لم يصل إلى حدّ درء ما أسمته هذه الدول نفسها “خطر المجموعات الجهادية” على أمنها القومي.

بدأت الأحداث في سوريا وبشكل إعلامي صاخب، وتحركت الشبكات النائمة ونشط الإعلام الجديد، وبدأت مراكز الأبحاث الغربية وفروعها العربية بتناغم مخطط له من أجل الإسراع في تنفيذ الخطة وصناعة رأي عام مساعد من أجل إسقاط الدولة السورية، وهنا لا يخفي دور مراكز “بروكينغز – ومركز التقدم الأمريكي، وراند، وبيل غيتس وغيرها إضافة الى مؤسسات مثل مجموعة الأزمات الدولية وتنظيمات مراقبة حقوق الإنسان، كما أنه لا يخفى دور مؤسسة البرت انشتاين وبالأخص اليهودي الأصل “جين شارب”” (Gene Sharp ) أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس، والذي ارتبط اسمه بالكتابة والتأليف في الموضوعات الخاصة بالكفاح السلمي، وقد استقت من كتاباته العديد من التحركات المناهضة للحكومات حول العالم وأصدر تعليمات خاصة للمتمردين في سوريا من أجل إسقاطها .

وفي العام الماضي أظهرت وثائق مسرّبة نشرها موقع “غراي زوون” كيف طوّر مقاولون حكوميّون بريطانيون بُنيةً تحتية دعائيّة بهدف تحفيز دعم الغرب لجبهة المعارضة السياسية والمسلحة في سوريا.

تكشف الملفات المسرّبة كيف لعبت المخابرات الغربية دور وسائل الإعلام، وأتقنت صياغة الخبر باللغتين الإنكليزية والعربية على حدّ سواء وقامت بتغطية إعلامية مستمرة للحرب على سوريا دعماً لمعسكر المعارضة.

وقام المقاولون الأمريكيون والأوروبيون بتدريب قادة المعارضة السورية وتقديم المشورة لهم على جميع المستويات: نشطاء إعلاميون في عمر الشباب ورؤساء حكومة “سوريا الموازية” في المنفى. نظّمت هذه الشركات أيضاً مقابلات مع قادة المعارضة السورية على وسائل الإعلام الرائجة مثل بي بي سي والقناة الرابعة في المملكة المتحدة.

وفي سياقٍ متّصلٍ أعدَّتِ أمريكا برامجَ حاسوبية تقومُ بنشرٍ مكثّفٍ لمُنشئينَ كاذبينَ للتعليق ِعبرَ العديد ِمن المِنصّاتِ والهدفُ وفق المتابعينَ الخبراءِ هو التلاعبُ بعواطف الناس.

وحتى اللحظة لا يزال يتِمُ تخصيصُ أموالٍ ضخمةٍ للهجومِ الدعائيِّ ومنشؤها في الغالب من عواصمَ غربيةٍ مثلِ لُندن وواشنطن كما يرى مراقبون. حيث تم تخصيصُ ملايينِ الجنيهاتِ والدولاراتِ وإنفاقُها بشكلٍ رسميٍ وصريح، من أجل “مواجهةِ” أصواتِ شعوبِ روسيا والصين والعالمِ العربي وإيران وأمريكا اللاتينية، أصواتٌ باتت تصل أخيراً إلى “الآخرين” في “الجنوبِ العالمي”. ويكشف الخبراءُ في الأوساطِ الإعلاميةِ أنّ الغربَ يعرف كيف يذبَحُ الملايينَ، وكيف يتلاعبُ بالجماهيرِ. وحمَلاتُهُ الدعائيةُ كانت وما زالت دائماً شرسةً إذا كان منشَؤُها في الولايات المتحدة، أو لعلّها تنفَّذُ ببراعةٍ مكيافيلية وبفعاليةٍ حادةّ عندما تنطلقُ من المملكة المتحدة.

في سوريا كان التخطيط هائلاً، فقد تم الانتهاء من تدريب أعداد كبيرة من الشباب في السنوات الأخيرة على تقنيات التشبيك والإعلام الجديد، كان آخرها ما تم خلال ما يسمى أمسيات رمضانية في أيلول وتشرين الأول من عام 2010، تحت إشراف عملاء استخبارات غربية تسللوا الى سوريا بغطاء ما يسمى تنظيم المشاع الإبداعي “creative common” والتي تقوده في الشرق الأوسط دونا تيلا راثا Dona Tella Ratha، ورئيس التنظيم العالمي جو ايتو الذي زار دمشق في عام 2010 وقام بتنسيق العمل مع فريقه في دمشق. وبالنتيجة أنشئت مؤسسات وهمية عدة منها هاكر سبيس ونيو فتو زون وغيرها، بإشراف وتمويل creative common”” وأفاز “AVAAZ” وغيرها من المؤسسات الغربية.

ومن الجدير ذكره أن دونا تيلا راثا قامت بدراسة للدراما السورية في السنوات السابقة للأزمة في سوريا واخترقت الفنانيين ووزارة الإعلام بحجة هذه الدراسة. وكان التركيز على بعض المسلسلات ومن أهمهما “باب الحارة” التي أصبحت الأجزاء الأخيرة منه سيناريوهات لما سوف يحدث في المستقبل، وتم تجميع الأسلحة البيضاء وتصوير مشاهد في الساحل السوري وحمص ولبنان بحجة هذه المسلسلات وبإشراف من قبل دونا تيلا راثا، وكان الهدف هو استخدام الفيديوهات من أجل التلفيق والتضليل فيما بعد، وهذا ما حدث خلال الأزمة.

إضافة إلى ذلك، بدأ الفريق المذكور أعلاه بدراسة ساحات وميادين دمشق وتجميع معلومات عن الجيش والأمن السوريين ونقاط القوة والضعف.

نشطت فرق الاستخبارات الأجنبية في سوريا، وبدأت تنفيذ شروعها التدميري فيها وبدأت فرق منظمة تدمر البنى التحتية وتخترق بعض المؤسسات وبدأت الانشقاقات بشكل محدود ضمن خطة مدروسة مسبقاً.

ولكون الخطة الأولى لم تفِ بالغرض في إسقاط الدولة السورية فتم الإيعاز بالتصعيد من خلال الحرب المنظمة على الدولة السورية، وبدأ الدعم والتمويل يتدفق (الأسلحة – الأموال – المرتزقة – خريجو سجون، معتقون من غوانتانامو، تفعيل حرب السايبر – ونظم اتصالات …وغيرها) إضافة الى نشاط شبكات ما يسمى المجتمع المدني والتنظيمات التابعة لها من المشاع الإبداعي وتنظيم الديمقراطيين العرب وافاز وهيفوس وغيرها.

هذه نبذة صغيرة عما يفعله الغرب في سوريا وعليكم تصور كيف ساهمت هذه الدول التي تدعي الديمقراطية في تدمير منطقة الشرق الاوسط.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق