التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 8, 2024

بدء العد التنازلي لزوال كيان الاحتلال الزائف 

بينما تتحدث القناة 12 الإسرائيلية عن زيادة عدد الصهاينة الذين قتلوا خلال الجولة الجديدة من الاشتباكات مع المقاومة، خصصت إحدى الصحف الأكثر انتشارا التابعة للكيان صفحتها الأولى بالكامل لهذه الضربات تحت عناوين مثل “اسرائيل تحترق” أو “إسرائيل تحت النار (المقاومة)” وتتحدث عن رد فعل المقاومة القاسي لإسرائيل.

وفي تقرير نُشر في عدد يوم الأربعاء، اعترفت صحيفة “معاريو” العبرية بشكل ضمني بالهجمات العمياء للجيش الصهيوني على قطاع غزة، وأكدت أنه على الرغم من 500 هجوم على قطاع غزة، ما زالت الصواريخ الفلسطينية تستهدف مناطق مختلفة من إسرائيل.

ووصف تقرير معاريو، الذي نشر على موقع الصحيفة وعلى الإنترنت، ليلة الثلاثاء وصباح الأربعاء بأنها ليلة مأساوية لإسرائيل، مؤكدا أن الإسرائيليين عانوا من ليلة صعبة بسبب الضربات العنيفة من قطاع غزة.

كما اعترفت الصحيفة العبرية بأن نظامين على الأقل من أنظمة القبة الحديدية أخفقا في تبرير عدم فعالية أنظمة دفاع الجيش الإسرائيلي ضد صواريخ المقاومة.

كما ذكرت هذه الصحيفة أنه تم إرسال تسع وحدات عسكرية جديدة إلى يهودا وسامره (الضفة الغربية) لمساعدة الشرطة الإسرائيلية في حفظ الأمن في المنطقة، فيما اعتقل الجيش الإسرائيلي عناصر من فصائل المقاومة الفلسطينية، وخاصة النشطاء الموالون لحماس في الضفة الغربية.

وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات، تؤكد معاريو أن ضربات فصائل المقاومة في غزة فاجأت إسرائيل، في حين أن الإصابات والأضرار المادية التي لحقت بإسرائيل في هذه الجولة من الضربات كبيرة جدا.

وذكر جزء من هذه المذكرة أن الجيش الإسرائيلي وقع في فخ حماس، بينما نشر اليمين الديني في إسرائيل فخا آخر للجيش، فقد حققت حماس اليوم رغبتها في السيطرة على قطاع غزة.

وفي تقرير آخر من مستوطنات المهاجرين حول قطاع غزة، أعربت معاريو عن استيائها من الوضع الأمني للمهاجرين الصهاينة المقيمين في المنطقة.

وتؤكد الصحيفة أن المهاجرين الصهاينة في المنطقة يتهمون الهيكل السياسي لإسرائيل بعدم الكفاءة والضعف.

الى ذلك يعتقد بعض هؤلاء المهاجرين أن ما يشهدونه هو أن بنيامين نتنياهو يتلاعب بحياتهم لأغراض سياسية، واليوم يسعى القادة الإسرائيليون للحفاظ على مكانتهم السياسية بدلاً من الحفاظ على أمنهم.

وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي أفادت فيه بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة في أجهزة مخابرات الكيان الصهيوني، أن إسرائيل فوجئت بضربات فصائل المقاومة في قطاع غزة وهذا مع عدم وجود نية لدخول إيران أو حزب الله في الاشتباكات. حيث وجّهت الفصائل الفلسطينية هذه الضربات إلى إسرائيل وحدها، دون أن يدخل أي طرف آخر في المعادلة.

ومن ناحية أخرى، كتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في صفحتها الأولى تحت عنوان “إسرائيل تحت النار”: “أكثر من مليون طالب ما زالوا في منازلهم ومعظم الأنشطة من بئر السبع إلى نتانيا مغلقة ومشلولة”.

وبحسب هذه الصحيفة الإسرائيلية، فبعد سقوط عدة صواريخ في مركز الأراضي المحتلة، طلبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية من جميع سكان المناطق الممتدة من بئر السبع إلى نتانيا عدم مغادرة منازلهم.

وقالت هذه التقارير الناطقة باللغة العبرية “ان عشرات الصواريخ اطلقت على اسرائيل وكان لذلك عواقب وخيمة علينا. اضافة الى الاصابات، اصيب 40 شخصا ونقلوا الى المستشفى، ثلاثة منهم على الاقل في حالة حرجة”.

وقال التقرير ان “اسرائيل مندهشة بشدة من القوة الصاروخية لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية”.

وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن نطاق وكثافة العملية جعلا مسألة الهجوم البري على قطاع غزة خيارا محتملا.

وفي هذا الصدد، أصدر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي تعليمات للجيش الإسرائيلي باتخاذ الاستعدادات اللازمة للعملية البرية.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، زادت مجموعات المقاومة من قوتها وقدراتها، لكن لم يلاحظ أي تغيير في تحسين قدرة وقوة الجيش الإسرائيلي.

كما نقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن قادة الكيان المحتل قولهم “علمنا أننا سنواجه يوما صعبا للغاية، وعرفنا ان اليوم هو يوم حرب، لكننا لم نتوقع أن نتورط في حربين فنحن الان نخوض حربين، واحدة ضد عدو أجنبي (حماس) والأخرى ضد أحداث العنف داخل المدن”.

وبينما يتدهور الوضع في المستوطنات الصهيونية بسبب تصاعد الأوضاع في عموم فلسطين المحتلة، يعرب مسؤولو هذا الكيان عن قلقهم ازاء هذا الوضع.

حيث قال رئيس بلدية مدينة اللد المحتلة “فقدنا السيطرة على المدينة تماما والشوارع تشهد حربا أهلية بين العرب واليهود”.

وفي الوقت نفسه قال نتنياهو: “اتفقت مع وزير الدفاع على إرسال قوات تابعة لحرس الحدود فوراً إلى مدينة اللد”.

وفي سياق متصل قال مراسل قناة عبرية ان “ما يحدث الآن في عكا واللد ومناطق أخرى في الأراضي المحتلة منذ عام 1948 هو انتفاضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد نهض الشباب الفلسطيني هنا دعما للمقاومة، وبالتأكيد فإن أهل غزة سعداء بهذا الامر”.

وفي أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في الأراضي المحتلة، قرر وزير الأمن الداخلي في الكيان الصهيوني أمير أوحانا وكبار مسؤولي الكيان نشر ثماني كتائب من حرس الحدود لتعزيز قوات شرطة الكيان في كافة ارجاء فلسطين المحتلة.

وفي سياق اخر نشرت صحيفة “معاريو” الصهيونية مقالاً حول آخر المستجدات والتوترات في القدس المحتلة، والحرب مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ورد فعل المسؤولين الصهاينة في هذا الصدد، كتبت فيه: “قبل توليه منصبه كرئيس للوزراء الإسرائيلي، وعد بنيامين نتنياهو بإضعاف حماس في غزة، ولكن الآن، قبل وقت قصير من انتهاء فترة ولايته كرئيس للوزراء، نرى نفس حماس تطلق الصواريخ على القدس مما ادى الى إخلاء مبنى الكنيست وتوقف المسيرات التي تحمل العلم الإسرائيلي.

وكتبت وسائل الإعلام الصهيونية كذلك أن صورة انتصار حماس هي نتيجة مباشرة لسياسات نتنياهو. فبدلاً من الالتزام بكلمته وتدمير حماس في غزة، فقد دافع نتنياهو بسياساته عن حماس بيد واحدة وأذل السلطة الفلسطينية باليد الأخرى، ونحن الآن نحصد العاصفة. فقد عرقلت حماس تشكيل حكومة في إسرائيل، وبينما تكون الحركة في حالة حرب مع إسرائيل، فإن القائمة المشتركة للأحزاب العربية غير قادرة على القيام بأي خطوات سياسية، ونتنياهو يدرك ذلك جيدا.

واضافت بالقول “لو كانت مهمة تشكيل الحكومة الآن بيد نتنياهو، لكان قد شكل لنفسه حكومة طوارئ، لكن الأمر ليس كذلك، فنحن في خطر حقيقي ونحن نسقط، وسيستمر هذا الوضع حتى انتهاء الحظر المفروض على “يائير لبيد” لتشكيل الحكومة.

وأضافت هذه الصحيفة الصهيونية أن هذا التحذير قد سمع مرات عديدة في الأسابيع الأخيرة. وشددت القوات الأمنية على أن التوترات في القدس وانفجار الوضع في المدينة من شأنه أن يهدد غزة أيضا، لكن المسؤولين تجاهلوا هذا التحذير ووزير الداخلية أمير أوحانا بعد حصيلة القتلى في حادثة “المارون” (انهيار الجسر) اتضح أنه وعد بالتحدث أمام الكاميرات، وفعل ذلك داعياً إلى مسيرة للأعلام. كما أكد “ميكي زوهار”، رئيس ائتلاف نحن في الكنيست، مرارا في خطاباته أنه سينجح في التغلب على هذه الأزمة، وقال في مقابلة مع راديو إسرائيل، إن إسرائيل في أفضل فترة أمنية في تاريخ اسرائيل!

وأكدت وسائل الإعلام الصهيونية أن كل هذا يحدث أثناء حديثهم فقط ، لكن الحقيقة أن أبواب جهنم مفتوحة. وهذا ما أجبر الشرطة على اتخاذ إجراءات أمنية أكثر من المعتاد في المسجد الأقصى وإقامة نقاط تفتيش غير ضرورية في منطقة باب العمود. كما وقعت العديد من أعمال العنف ضد المتظاهرين في حي الشيخ جراح بالقدس.

وأضاف التقرير ايضا في هذا الصدد انه كما كان الحال في عام 2014، تأخر الجيش الإسرائيلي قليلاً في تحديد دافع حماس لتصعيد الموقف. الشيء الوحيد الذي بقي لإسرائيل الآن هو محاولة استعادة الردع دون جر الوضع إلى الحرب. فهنا البعض يبحث عن الحرب والبعض الآخر لا يريدها.

واختتمت وسائل الإعلام الصهيونية بالتأكيد على أن بني غانتس مهتم بتهدئة الوضع حتى يتمكن في النهاية من اخذ مكان نتنياهو، مضيفة “لكننا لا نعرف ماذا سيحدث لنتنياهو. على أي حال، هذه الأيام ليست عادية على الإطلاق، ونحن نمر بأيام مروعة عندما يكون نتنياهو مستعدا لفعل أي شيء لإنقاذ نفسه، حتى لو استخدم الدم والنار.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق