التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

العراق برمته نصير الشعب الفلسطيني 

إن استمرار الهجمات الوحشية التي يشنها الکيان الصهيوني على قطاع غزة، والتي أسفرت حسب آخر التقارير عن استشهاد 139 شخصًا بينهم 39 طفلاً، وإصابة 950 آخرين، قد أثَّر کمأساة كبيرة وألم عميق على مشاعر ونفسية مواطني المجتمعات الإسلامية في مختلف البلدان.

في الواقع، الجولة الجديدة من الهجمات التي يشنها کيان الاحتلال على قطاع غزة، والتي بدأت يوم الاثنين الماضي(10 مايو) واستمرت لليوم السادس على التوالي، قد تركت حزنًا شديدًا في قلوب المسلمين.

في هذه الأثناء، فإن العراق باعتباره أحد أهم البلدان الإسلامية، والذي شجَّعه الغربيون على الدخول في عملية تطبيع العلاقات بين العرب والکيان الصهيوني بعد تطبيع عدة أنظمة عربية، ربما شجب جرائم الکيان الصهيوني أكثر من غيره من المجتمعات الإسلامية.

وفي هذا الصدد، نرى أن العراق شهد يوم السبت الماضي مسيرةً احتجاجيةً كبيرةً دعماً لشعب فلسطين المظلوم، ونددت تيارات سياسية مختلفة في الأيام الأخيرة صراحةً بفظائع وجرائم الکيان الصهيوني.

إقامة مسيرة احتجاجية كبيرة في ميدان التحرير دعماً لفلسطين

شهدنا يوم السبت الماضي مسيرةً حاشدةً لمناصرة الشعب الفلسطيني في ساحة التحرير ببغداد عاصمة العراق. وقد جاءت هذه المسيرة في الوقت الذي دعا فيه مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في العراق، إلى مسيرة حاشدة لدعم فلسطين في العراق يوم السبت، 15 أيار/مايو.

وبحسب موقع “ناس” الإخباري، أعلنت اللجنة المركزية لمراقبة الاحتجاجات في العراق، التابعة لتيار الصدر، يوم الجمعة 14 أيار، في بيان أن توقيت المظاهرة الاحتجاجية المؤيدة للفلسطينيين هو يوم السبت.

وشددت اللجنة على أنه استجابةً لدعوة مقتدى الصدر لمساندة الشعب الفلسطيني ضد الهجوم الوحشي للصهاينة، ستنظم مسيرة احتجاجية اليوم الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي في بغداد.

وقد لقيت دعوة الصدر هذه ترحيباً فورياً من قبل التيارات الأخرى والقادة السياسيين العراقيين، بحيث أنه على الصعيد الأهم، نقل تحالف الفتح في مجلس النواب العراقي، برئاسة هادي العامري، موعد تجمعه المقترح الذي كان غدًا، إلى اليوم.

كما دعا آية الله “جواد الخالصي” مرجع الدين العراقي وحزب الله العراقي والأمانة العامة للحزب الإسلامي العراقي(السني) أهالي بغداد لحضور المسيرة.

وعقب هذه الدعوات، شهدت ساحة التحرير ببغداد مساء السبت تجمعًا حاشداً لآلاف المواطنين دعماً للشعب الفلسطيني. وبحسب التقارير المنشورة، فإن هذه المظاهرات تأتي بالتزامن مع يوم النکبة والاعتداءات الوحشية التي يشنها الکيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.

من جهة أخرى، خرجت مظاهرات مناهضة للصهيونية في ديالى شرقي العراق دعماً للقدس وضد هجمات الکيان الصهيوني، التي أدت إلى استشهاد العشرات من النساء والأطفال. وفي هذه المدينة أيضًا طالب المتظاهرون بموقف موحد ضد الكيان الصهيوني.

وحدة الجماعات العراقية في إدانة جرائم الكيان الصهيوني

إن تعاطف التيارات السياسية العراقية مع شعب فلسطين المضطهد، وإدانة جرائم الكيان الصهيوني ورفض الهجوم على غزة والضفة الغربية، قد انتشر على نطاق واسع بين الجماعات والتيارات السياسية العراقية.

في الواقع، إضافة إلى الدعوة إلى التجمعات في الأيام الأخيرة، انتقد العراقيون بشدة جرائم تل أبيب، ما يؤكد نهاية أي احتمال لدخول بغداد في عملية التطبيع مع الکيان الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال.

وفي هذا الصدد، شهدنا في الأيام الأخيرة أن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري والسيد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي، وبينما أدانا جرائم الکيان الصهيوني في القدس ومحاولة إجبار سكان حي “الشيخ جراح” على المغادرة، عبَّرا عن تعاطفهما وتضامنهما مع الفلسطينيين.

وكتب مقتدى الصدر في تغريدة على تويتر: “مرةً أخرى تتمادى “اسرائيل” وبغطاء دولي ضد الفلسطينيين والقدس؛ القدس الذي يجب أن يكون لكل الأديان لا إلى ثلة إجرامية لا تعرف معنى القدسية ولا معنى الدين والعقيدة.. منصبةً نفسها حارسةً للقدس بلا حجة ولا مؤهل”.

كما أعلن “السيد عمار الحكيم” زعيم تيار الحكمة الوطني في بيان: “بقلق بالغ تابعنا التطورات الخطيرة التي شهدتها باحات ومقتربات المسجد الأقصى بعد اقتحامه من قبل قوات الإحتلال، و إستخدامها العنف المفرط لتفريق المصلين المعتصمين سلمياً فيه، والاعتداء عليهم بالرصاص والغازات المسيلة للدموع، ما تسبب بوقوع إصابات وحالات اختناق في صفوفهم”.

کذلك، في أحد أهم ردود الفعل، جدَّد آية الله السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى في العراق، والذي طالما أكد على حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، دعمه لأهل القدس؛ کما تمنى لهم التوفيق، ودعا الدول الحرة إلى دعم الشعب الفلسطيني.

وجاء في البيان الصادر عن مكتب سماحته حول “الصراع الدائر في فلسطين المحتلة”: “تؤكد المرجعية الدينية – مرةً أخرى – مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلين، الذين يسعون إلى قضم المزيد من أراضيه وتهجيره من أجزاء أخرى من القدس الشريف، وتدعو الشعوب الحرة إلى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة. إن المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى وسائر الأراضي المحتلة هذه الأيام، تظهر بلا شك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم واعتداءاته المستمرة وعدم تخلّيهم عن أراضيهم المغتصبة مهما غلت التضحيات. نسأل الله تعالى أن يعينهم ويمدّهم بنصر منه وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”.

كما دعا السفير العراقي في مصر جامعة الدول العربية إلى “اتخاذ كافة الاجراءات لوقف الاعتداءات في مدينة القدس المحتلة “. وقال إن جمهورية العراق لطالما أعربت عن دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن بلاده تدين هجوم جيش الکيان على المسجد الأقصى وأعمال الترهيب بين المصلين المسلمين العزل.

وأضاف الدليمي: “ما حدث ويحدث من إعتداءات في المسجد الاقصى المبارك، وما صدر من قرارات غير قانونية وغير شرعية عن الإحتلال الجائر، وما تبعها من إعتداءات وحشية في حي الشيخ جراح والأحياء المجاورة له في مدينة القدس المحتلة، ما هو إلا جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الإحتلال الإسرائيلي الغاصب”.

بدورها وصفت هيئة علماء المسلمين في العراق الأحداث الجارية في القدس والمدن الفلسطينية المحتلة الأخرى بـ “الإرهاب الصهيوني المخطط”، ودعت المؤسسات المعنية إلى نصرة الشعب الفلسطيني.

كما كتب الشيخ أكرم الكعبي، أمين عام حرکة “النجباء” الإسلامية في العراق، في تغريدة له: “إننا نعتبر من يتجرأ على التطبيع مع الكيان المحتل مهدور الدم وسنعامله معاملة الصهيوني المحتل، أياً كان”.

ولفت إلى أن “إجراءات المقاومة العراقية ستکون أمام الملأ”، مضيفاً ” لن نتردد أو نخشى أحداً في ذلك”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق