الكيماوي والانتخابات الرئاسية السورية
تشكل الانتخابات الرئاسية السورية حجر أساس في مسار الديمقراطية التي تحتاجها سوريا أكثر من اي وقت مضى، بعد أن عاث الارهاب فسادا في ارضها، وبعد ان تمكنت سوريا من الخروج من الأزمة العسكرية ووضعت حدا للجماعات الارهابية في مختلف مناطق سوريا، وبدأت تتعافى من هذا العنف غير المبرر، أصبح لا بد للشعب السوري أن يختار مرشحه في الانتخابات الرئاسية ومن يجده يستحق هذا المنصب، وهناك ثلاثة مرشحين يتنافسون فيما بينهم، بينما العالم ينشغل بكيفية القضاء على هذه العملية الانتخابية وعرقلتها ومنعها من المضي قدما، لاتهام سوريا بأنها لا تستطيع أن تمارس الديمقراكية المطلوبة، ليأتي الغرب وينشر لها ديمقراطيته التي رأينا نتائجها في العراق وأفغانستان وليبيا واليمن وغيرها من الدول، ولكون هذا الغرب المنافق عاجز عن ايقاف الانتخابات عملت بعض الانظمة في الغرب على منع المواطنين السوريين من ممارسة حقهم الانتخابي تحت حجج واهية وغير مقنعة وأثبت هذا الامر للعالم اجمع من يقف في وجه تعافي سوريا من أزمتها.
أما في الداخل السوري ونظرا لعجز المعارضة المسلحة عن ايقاف الانتخابات التي يشير قيامها إلى نصر سوريا على الارهاب، هناك معلومات تفيد بأن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي يخطط للقيام بأعمال استفزازية، من خلال استخدام مواد كيماوية سامة، وفق سيناريو مدروس بمشاركة “الخوذ البيضاء” في سوريا، بحسب تصريحات وزارة الخارجية الروسية.
الأمر ليس بالمستغرب لطالما أنه تكرر خلال الازمة في سوريا، ووجهت اتهامات للحكومة السورية باستخدام الاسلحة الكيميائية مع العلم انه لم يثبت هذا الامر اطلاقا، حتى ان دمشق دعت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية للتحقق من هذا الامر مرارا وتكرارا، ومع ذلك تصر دول الغرب على توجيه الاتهامات لسوريا في هذا الملف الذي أصبح ممل وقديم، وخاصة ان دمشق سلمت جميع اسلحتها الكيميائية ولم يعد لديها أي سلاح كيميائي على عكس الكثير من الدول التي تدعمها الولايات المتحدة الامريكية والغرب، وخاصة كيان العدو الاسرائيلي الذي استخدم هذه الاسلحة في الحرب الاخيرة على غزة ولم نسمع اي صوت غربي يندد بالامر.
الخارجية الروسية قالت في بيان لها: “وردت معطيات من مصدر موثوق تفيد بأن جماعة جبهة النصرة الإرهابية الناشطة في سوريا تستعد لتنفيذ استفزاز آخر باستخدام مواد سامة وفق سيناريو تم إعداده بمشاركة عناصر من “الخوذ البيضاء” العاملين الزائفين في المجال الإنساني. ومن المفترض أنهم يقومون بتكديسها حاليا، في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمالي البلاد، وسيتم استخدام المواد الكيميائية ضد المدنيين”.
وأضافت الخارجية الروسية: “عشية مرحلة مهمة في حياة الدولة السورية المتمثلة بانتخابات الرئاسية في البلاد يوم 26 أيار، يزداد خطر وقوع مثل هذه الأساليب القذرة، وفي هذا الصدد، نعرب عن أملنا في أن يؤدي الكشف عن المعلومات المذكورة أعلاه الى تعطيل هذه المخططات الإجرامية ومنع وقوع ضحايا أبرياء”.
وبحسب منظمة الخوذ البيضاء، فإن المنظمة تعمل على إنقاذ المنكوبين في مناطق سورية تخضع لسيطرة المعارضة. وانكشف مرارا أنها قامت بنشر معلومات كاذبة وفيديوهات مفبركة من بينها ما أتاح للغرب فرصة اتهام السلطات السورية باستخدام السلاح الكيميائي.
الخوذ البيضاء تدعي دائما أن هدفها انقاذ المدنيين، ولكن كل هذا الكلام لا قيمة له، لطالما أن قياداتها تعيش في فنادق أوروبا، وشعب ادلب الذي ضاق ذرعاً بالمسلحين يعاني الويلات في ظل عقوبات أمريكا المفروضة على الشعب السوري.
وسبق أن قام تنظيم “جبهة النصرة”، باستخدام أسلحة كيمائية في عدة مناطق في حلب والغوطة الشرقية وإدلب، بغية الضغط على الحكومة السورية، واتهام الجيش السوري بذلك، فيما نفت دمشق مراراً كل تلك المزاعم التي تفيد باستخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية.
الدور الأمريكي
إذا كانت إدارة بايدن تتطلع إلى تصحيح سياسة واشنطن الخارجية المفرطة في العسكرة، فإن إحدى الفرص لإعادة رسم استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب تكمن في إدلب، وهي المنطقة التي وصفها المسؤولون الأمريكيون ذات مرة بأنها “أكبر ملاذ آمن للقاعدة منذ 11 أيلول”.
إن وقف إطلاق النار الروسي-التركي مستمر منذ عشرة أشهر. إذا انهار هذا الوقف، قد يبرز الصراع السوري، المحصور إلى حد كبير الآن في مواجهة مضطربة، كمركز لعدم الاستقرار الدولي.
وما يثير القلق أن الحوار الروسي-التركي بشأن مستقبل إدلب وصل إلى طريق مسدود، والمحادثات السورية التي تيسرها الأمم المتحدة تحتضر.
هيئة تحرير الشام الارهابية
في سوريا، وفي العواصم الأجنبية، يرتكز التخوف من هيئة تحرير الشام على هواجس حقيقية. فهيئة تحرير الشام هي أحدث نسخة من فصيل كان يُعرف أصلاً بجبهة النصرة، والذي شارك مؤسسه السوري (زعيم هيئة تحرير الشام الآن) أبو محمد الجولاني في التمرد العراقي بعد عام 2003 كعضو في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وفي عام 2011 نسق مع قيادة التنظيم لإنشاء فرع له في سوريا.
أصبحت جبهة النصرة مخيفة لجميع السوريين بسبب تكتيكاتها العدوانية في وقت مبكر من الصراع. استمرت جبهة النصرة في استخدام التفجيرات الانتحارية ضد أهداف عسكرية، الأمر الذي وفر لها ميزة تكتيكية على الفصائل غير الجهادية، لكنه ساهم أيضاً في ظهور التصورات المحلية والدولية بأن المعارضة المسلحة تتحول إلى مشروع إسلامي متشدد. كما تورط أعضاء جبهة النصرة في بعض من أبشع الأعمال التي ارتكبتها قوات المعارضة المسلحة، بما في ذلك الإعدام واحتجاز الرهائن.
المصدر/ الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق