قاذفتا صواريخ حديثتان وجديدتان تكشف عنهما صناعة الدفاع الإيرانية
تعدّ قاذفات الصواريخ الفردية متعددة الأدوار من بين الأسلحة التي تم تطويرها منذ الحرب العالمية الثانية، ولا تزال واحدة من الأسلحة القياسية والمهمة للعديد من وحدات المشاة في العالم.
واعتمادًا على نوع الذخيرة التي يمكن استخدامها في قاذفات الصواريخ هذه، هناك إمكانية للاشتباك مع جميع أنواع الدبابات والدروع والمباني والخنادق المعززة، حتى قوات المشاة لدی العدو.
واستنادًا إلى نوع التصميم، يمكن استخدام قاذفات الصواريخ هذه عدة مرات، مثل سلسلة RPG-7 السوفيتية السابقة أو الأسلحة النارية للاستعمال لمرة واحدة مثل سلسلة M72 الأمريكية الصنع.
في إيران، تم إنتاج نموذجين مشهورين من قاذفات الصواريخ الفردية، وهما سلسلة RPG-7 و RPG-29 لسنوات عديدة، ودخلا في خدمة القوات المسلحة الإيرانية.
يمكن إعادة استخدام قاذفات الصواريخ هذه، لكن صور زيارة الأمير سياري نائب منسق الجيش إلى صناعة الدفاع الإيرانية العام الماضي، والزيارة الأخيرة لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى معرض صناعة الدفاع الإيراني، تُظهر أنه يتم أيضًا إنتاج نموذجين جديدين وحديثين ومهمين من “آر بي جي” يمكن التخلص منهما في إيران.
بشكل عام، في وحدة المشاة كمعيار، كان هناك شخص أو أشخاص يُطلق عليهم الفريق المضاد للدروع، الفريق الذي يستخدم قاذفات الصواريخ. وبالإضافة إلى الأشخاص الذين لديهم أسلحة متخصصة مضادة للدبابات، فإن الصواريخ التي يمكن التخلص منها، نظرًا لصغر حجمها ووزنها القليل، توفر قدرةً أساسيةً لأي جندي مشاة في حالة نشوب صراع.
وفي ظروف القتال القريب وحرب المدن، والتي حدثت بکثرة في السنوات الأخيرة، يمكن لهذه الصواريخ تدمير مجموعة متنوعة من الدبابات لقوات العدو الموجودة داخل خندق بطلقة واحدة.
RPG 27 قاذفة صواريخ جديدة للجنود الإيرانيين
بناءً على الصور المتاحة، يبدو أن إحدی قاذفات الصواريخ الجديدة المنتجة في الصناعة الدفاعية الإيرانية تشبه طراز RPG 27، الذي صنعته في الأصل شركة NPO Bazalt الروسية.
تزن قاذفة الصواريخ هذه حوالي 7 كجم و 600 جرام، وطولها يصل إلی 1155 ملم. تطلق قاذفة الصواريخ هذه قذيفةً مضادةً للدبابات بقطر 105 ملم يمكنها اختراق درع الدبابة ذات 650 ملم بعد الدروع التفاعلية، وفي حال إطلاقها على الحائط، فيمكن أن تخترق حائطًا خرسانيًا يبلغ قطره 1.5 متر. کما تبلغ سرعة هذه القاذفة حوالي 120 مترًا في الثانية، ومداها يصل إلى 200 متر.
وتستخدم القاذفة الناشنكار المعدني الذي يؤدي عملية الاستهداف بالعين. وبناءً على هذه السلسلة، تم تطوير طرازات RShG-1 برؤوس حربية حرارية، بالإضافة إلى طراز RMG مع القدرة علی تدمير الخنادق. وبهذا، يمكن أيضًا التكهن بأنه تم تطوير ذخيرة تكسير الخنادق والضغط الحراري لقاذفة الصواريخ هذه داخل إيران.
آر بي جي 30؛ محاولة عبور من حاجز الدفاع النشط
أصبح تطوير أنظمة الدفاع النشطة الآن أولويةً لجميع أنواع الدبابات والدروع، لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات. ومن بين هذه الأنظمة، يمكن أن نذكر “تروفي” الذي صنعه الكيان الصهيوني.
وأحد الحلول للتغلب على أنظمة الدفاع النشط هو إطلاق النار على مسافة قصيرة جدًا بين قاذفين موجهتين إلى الهدف المجهز بهذه الأنظمة. حيث تعرض القاذفة الأولی نفسها بطريقة ما للاستهداف من قبل نظام الدفاع النشط، وتفتح الطريق للقاذفة الثانية لاختراق الهدف وضربه.
في إيران، کان نظام “بيروز” المجهز بصواريخ “دهلاوية” المضادة للدبابات يوفر هذه القدرة للقوات المسلحة، لكن هذا النظام ثقيل ويمكن تثبيته على المركبات، وكان المشاة بحاجة إلى مثل هذه القدرة.
قاذفة صواريخ RPG-30 متطابقة تقريبًا في المظهر مع نموذج 27، لكن هناك أسطوانة أصغر مثبتة على حاملة الصاروخ الرئيسي. عندما يطلق المستخدم القذيفة على مسافة قصيرة جدًا – أقل من ثانية – قبل أن يتحرك الصاروخ الرئيسي نحو الهدف، يبدأ الصاروخ الأصغر في التحرك ويؤدي دور المقذوف الخادع، بهدف تضليل أنظمة الدفاع النشط وفتح الطريق للصاروخ الرئيسي.
صُنعت قاذفة الصواريخ هذه في الأصل من قبل شركة NPO Bazalt، ووزنها 10 كجم و 300 جرام، وسرعة المقذوف 120 م / ث وعيارها 105 مم، وهي من نوع شديدة الانفجار والمضادة للدبابات.
ويمكن لهذا الصاروخ اختراق 650 ملم من الدروع الفولاذية أو 1.5 متر من الهيكل الخرساني، ومداه حوالي 200 متر.
كما هو واضح من ميزات نظامي الأسلحة هذين، فقد تم تطوير هاتين القاذفتين للصواريخ لوحدات المشاة الخفيفة، بما في ذلك الوحدات الآلية والمحمولة جواً إلی وحدات المشاة، ويمكن أن تخلق أحجامًا مقبولةً من النيران لمستخدميها في المعارك التي تجري عن قرب.
من خلال الإنتاج الضخم لقاذفات الصواريخ هذه وتسليمها إلى القوات المسلحة الإيرانية، سيتمكن كل جندي مشاة من الاشتباك مع الجانب الآخر بقوة نيران أکبر بكثير، مع إتاحة الفرصة أيضًا للمرور عبر أنظمة الدفاع النشطة، وهذا في حد ذاته هو تحد كبير لساحات المعارك اليوم وفي المستقبل.
المصدر / الوقت