التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

قطار “غريفيث” يصل محطته الأخيرة .. “أنصار الله” تدعم جهود وقف إطلاق النار في اليمن 

يوم أمس الثلاثاء أعلنت حكومة صنعاء وجماعة “أنصار الله” اليمنية عن دعمهما لجهود إيقاف إطلاق النار الشامل في البلاد، ورفع القيود المفروضة على المنافذ التي تديرها حكومة صنعاء، بحسب ما أكده القيادي في المجلس السياسي الأعلى “محمد علي الحوثي”، عبر تويتر قائلًا: “نعلن عن موقفنا الداعم لفك الحصار وإيقاف إطلاق النار الشامل بمختلف أشكاله”. ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي “مارتن غريفيث”، إلى العاصمة السعودية الرياض، للتشاور مع المسؤولين اليمنيين والسعوديين، سعياً للتوصل إلى خطة لتخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة اللذين تديرهما حكومة صنعاء، وتحقيق وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية بين أطراف الصراع. ودعا “الحوثي” المبعوث الاممي إلى لعب دوراً ايجابياً في رحلته الاخيرة والعمل على قدم وساق لإرساء الأمن والأمان في ربوع اليمن وعدم الانبطاح لتحالف العدوان الذي ارتكب خلال السنوات الماضية الكثير من الجرائم في حق أبناء الشعب اليمني. وتشترط حكومة صنعاء رفع الحظر المفروض من قبل تحالف العدوان السعودي على حركة الملاحة في مطار صنعاء الدولي، وإلغاء القيود على وصول السفن إلى مرفأ الحديدة الذي تديره غرب اليمن، قبل وقف إطلاق النار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من 6 سنوات في البلاد.

وحول هذا السياق، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، “ستيفان دوجاريك”، في إحاطة صحفية إنه: “من المتوقع أن يلتقي المبعوث الخاص في الأيام القليلة المقبلة بكبار المسؤولين اليمنيين وكذلك بمسؤولين ودبلوماسيين سعوديين”، موضحًا أن: “الزيارة تأتي في إطار الجهود التي يبذلها غريفيث سعياً إلى وضع خطة لتخفيف القيود المفروضة على حركة الأشخاص والسلع الأساسية من وإلى اليمن في إشارة إلى إعادة فتح مطار صنعاء والسماح بتدفق السلع عبر ميناء الحديدة، وتحقيق وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني وإلزام أطراف الصراع باستئناف العملية السياسية”.


وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن المبعوث الأممي إلى اليمن “مارتن غريفيث” بدأ اليوم الثلاثاء بآخر جولاته بالمنطقة قبل أن يتولى منصبه الجديد، وكيلا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وهي جولة يمكن وصفها بجولة الوداع بعد ثلاث سنوات من الجولات العديدة التي لم تفض إلى شيء سوى استمرار جرائم تحالف العدوان السعودي وتنامي جرائمه على ساحل البحر الأحمر بفعل الفشل الأممي الذريع في تطبيق اتفاق ستوكهولم. ويحاول المبعوث الأممي تبرئة ذمته من الفشل القائم، والآن يلقي المسؤولية على حكومة الفنادق التي قال إنها رفضت لقاءه، في حين أنه كان بيده أن يمارس ضغوطا عليها لإرغامها على السلام، بل أنه تعامل مع اتفاق الحديدة على أنه ليس طرفا راعيا له واستجاب لاستفزازات حكومة الفنادق وتحالف العدوان السعودي التي ضربت عرض الحائط برعاية الأمم المتحدة للاتفاق، وهو ما دفع ثمنه آلاف الأبرياء الذين يتعرضون لمئات الانتهاكات والضربات بشكل يومي من دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكنا.

بالطبع ستكون جولة “غريفيث” الأخيرة شكلية كما كانت كثير من جولاته السابقة التي لم تحقق أي تقدم على الأرض، لكن قطاره سيتوقف في آخر محطاته، قبل أن يأتي مبعوث آخر جديد قد يسير على المنوال نفسه، طالما لم يكن هناك إرادة سياسية دولية نحو الحل الشامل الذي يضمن جميع الأطراف وعلى رأسه ممثل الجنوب، ليكون حل القضية الجنوبية بمثابة مدخل مناسب لإنهاء الصراع. ويرى مراقبون أن وجود مبعوث أميركي للسلام تطلب إحداث تعديل على منصب المبعوث الأممي، بعد أن أثبتت خطط “غريفيث” عدم نجاحها طوال السنوات الماضية، وأن مساعي الولايات المتحدة نحو ارساء السلام في اليمن يتطلب أن يكون هناك مبعوث جديد قد يمارس ضغوطا أكبر من التي مارسها “غريفيث” أثناء توليه مهام منصبه، وهو أمر لا ينفصل عن رغبة إدارة “بايدن” في تفعيل أدوار الأمم المتحدة لتكون بمثابة واجهة دبلوماسية للسياسات الأمريكية حول العالم.

الجدير بالذكر أن المبعوث الأممي لليمن، “مارتن غريفيث”، بدء جولته الأخيرة في المنطقة، اليوم الثلاثاء، وتهدف الجولة إلى محاولة عقد اجتماع مع أطراف الصراع لدعوتهم إلى إنهاء النزاع قبل انتهاء مهامه، في زيارة ينظر إليها على أنها تحمل طابعا شكليا دون التعويل عليها. وحول هذا السياق، أكد سفير بريطانيا لدى اليمن، “مايكل آرون”؛ أن تغيير المبعوث الأممي إلى اليمن لا يمثل حلًا للصراع الدائر منذ ست سنوات، ووصف في تصريحات صحفية قبول المبعوث الأممي الحالي “مارتن غريفيث”، لمنصبه الجديد بأنه حلم يريد تحقيقه. ونوه بأن حل الأزمة بأيدي أطراف الصراع، مرجحًا أن تكون خطة السلام الأممية فشلت بصيغتها الحالية، لغياب جدية حكومة الفنادق القابعة في فنادق الرياض.

واعتبر العديد من المراقبين، أن استمرار تعنت تحالف العدوان السعودي وحكومة الفنادق من شأنه تعقيد مهمة المبعوث الأممي الجديد، مشددةً على أن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات رادعة من مجلس الأمن الدولي تجاه هذا العدوان الغاشم. ونوه المراقبون بأن الرياض لم تكتف بوضع العراقيل أمام فرص السلام، بل استمرت في تعنتها تجاه ملف خزان صافر، حيث مضى أكثر من 4 أشهر وقوات تحالف العدوان يراوغون في إعطاء الموافقة للأمم المتحدة للوصول للسفينة وتقييم حالتها. ولفت اولئك المراقبين إلى أن الأمم المتحدة تأمل في تذليل آخر العقبات أمام وصول الفريق الفني للسفينة الأسبوع المقبل، خلال لقاء مرتقب مع حكومة صنعاء وقادة الرياض، مشيرين إلى أن قوات تحالف العدوان السعودي تعتقد أنه بإمكانها تحقيق أي اختراق في عدة جبهات، خلال الفترة التي سيستغرقها مجلس الأمن للتوافق على مرشح جديد يخلف “مارتن غريفيث”.

وعلى هذا المنوال نفسه، زعم وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، في تصريحات له الأحد، أن الحرب اليمنية مجرد صراع بين وكلاء لقوى إقليمية بالمنطقة، في إشارة منه الى السعودية وإيران. وقال الوزير الأمريكي، إن العلاقات الجيدة بين الرياض وطهران، يمكن أن تنهي النزاعات والمعارك المشتعلة بين الوكلاء، والتي تزعزع استقرار وأمن المنطقة بشكل عام. ودعا وزير الخارجية الأمريكي، إيران إلى استخدام نفوذها لإنهاء الحرب في اليمن، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي دعم جهود السعودية للتوصل إلى حل سياسي. وأوضح أن “على إيران استعمال نفوذها للتحرك بشكل بناء من أجل وقف القتال وإنهاء الحرب المميتة والمستمرة منذ عام 2014

وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الامريكية ان مبعوثها الجديد “تيموثي لندركينغ” قد بدأ اتصالاته بمسؤولي بلدان الخليج الفارسي وبريطانيا لوضع نهاية للحرب الجارية في اليمن. وورد في بيان صادر عن دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الامريكية أن “لندركينغ” قد بدأ، في أول يوم من توليه منصبه الجديد كمبعوث خاص لبلاده في الشأن اليمني، اتصالات مع وزير خارجية حكومة “عبد ربه منصور هادي” وسفراء اليمن والسعودية والامارات والكويت والبحرين ووزير خارجية بريطانيا حول بذل مساع مشتركة لانهاء الحرب في اليمن. واضافت الوزارة: “أن التوجهات المنسجمة والتركيز على حاجات الشعب اليمني ستفضي الى النجاح”. في الواقع، إن الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة “جو بايدن”، تحاول إنهاء الحرب في اليمن من خلال الحلول السلمية والمفاوضات. بالطبع، الهدف الأساسي لأمريكا من دعوتها لهذه العملية السياسية، هو إجبار حركة “أنصار الله” اليمنية على قبول الشروط التي وضعتها واشنطن ويحاولون أيضا تحقيق أهدافهم الحربية من خلال الحلول السياسية.

وعلى نفس هذا المنوال، حذر رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض “محمد عبدالسلام”، دول العدوان من تبعات استمرارها في عدوانها وحصارها على الشعب اليمني، مشيرا إلى أن عدم مسارعتها في إيقاف جرائمها وعدوانها سيكلفها كثيرا. وقال “عبدالسلام” في تغريدة له على “تويتر” يوم السبت الماضي: “العدوان على اليمن جريمة والحصار جريمة، واستمرارهما جريمة أخرى مضاعفة، وعدم مسارعة تحالف الإجرام لإيقاف جرائمه سيكلفه كثيرا”. الجدير بالذكر أن قوى العدوان مستمرة في ارتكاب المجازر الوحشية بشكل يومي بالإضافة لاستمرار الحصار ومنع ادخال السفن المحملة بالمشتقات النفطية وكذلك إغلاق مطار صنعاء الدولي الأمر الذي أدى لوفاة عشرات الآلاف من المواطنين وخلق أزمة اقتصادية خانقة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق