التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

اعتراف خبراء أمنيين بمركز أبحاث أمريكي بزيادة قوة “حماس” العسكرية 

قال خبراء أمنيون أمريكيون لصحيفة “واشنطن إكزامينر” إن صواريخ حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، التي تم تهريبها إلى غزة عن طريق البر أو البحر عبر السودان على طول البحر الأحمر وبعد ذلك عبر الأنفاق المحفورة في صحراء سيناء، يتم إنتاجها الآن داخل غزة. وقال “جيمس فيليبس”، الخبير البارز في الشؤون الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط في مؤسسة “هيريتيج” للأبحاث: “الصراع الحالي، والذي يعتبر الصراع الرابع بين حركة حماس وإسرائيل منذ عام 2008، أظهر القدرات المتزايدة للصواريخ التي استخدمتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد أهداف اسرائيلية خلال الفترة القليلة الماضية”.

حسنت “حماس” بشكل متزايد مدايات ودقة صواريخها

وأضاف مركز “هيريتيج” للأبحاث، إنه “بين عامي 2008 – 2009، تمكنت حركة حماس من مهاجمة الأماكن المتاخمة لغزة فقط على مسافة 20 إلى 50 كيلومترًا. ولكن هذه الحركة قامت بزيادة نطاق أسلحتها بشكل طفيف بحلول عام 2012، وبحلول عام 2014، كانت الصواريخ التي لم يتم تدميرها بواسطة نظام دفاع القبة الحديدية الإسرائيلي قادرة نظريًا على استهداف نصف إسرائيل. وحاليا، صواريخ حماس قادرة على ضرب كل إسرائيل من قطاع غزة”. وقال “فيليبس”، “زادت حماس من مدى وقوة نيران صواريخها غير الموجهة وحسنت بشكل كبير من دقتها.”

وفي حديثه إلى المسؤولين الإسرائيليين أثناء فترة الصراع الماضية، قال “جوناثان تشانزر”، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن “حماس واصلت تحقيق نجاحات متزايدة من خلال إطلاق صواريخها بشكل مباشر ومحدود. وقال “لم تكن هناك طلقات دقيقة أطلقت من غزة لكن عدداً من الطائرات من دون طيار يبدو أنها أصابت خط أنابيب غاز عسقلان مباشرة. وهذه كرات نارية ضخمة تحلق في السماء.” ويقول الخبراء إنه على الرغم من أن إسرائيل ومصر استهدفتا أنفاق حماس ومنعتاها من الوصول إلى السواحل البحرية، فقد وجدت حركة حماس طريقة لإنتاج الصواريخ من المواد المقدمة لها لأغراض إنسانية. وتعتبر أنابيب الصرف الصحي ولوحات الدوائر والمحركات الصغيرة من بعض المواد التي يمكن استخدامها في صنع الصواريخ. ويقول “تشانزر”: “ما زلنا نعلم أن هذه المواد تستخدم لأغراض عسكرية”.

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن كتائب “سرايا القدس”، الفرع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أعلنت أيضا عن نشر صور لصاروخ “بدر 3″، الذي استهدف مستوطنات “سديروت وعسقلان” الصهيونية. حيث أطلقت “سرايا القدس” عشرات الصواريخ من هذا الطراز خلال الايام الماضية على مستوطنتي عسقلان وسديروت الصهيونيتين في فلسطين المحتلة. وفي غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، “أبو حمزة”، عن الكشف عن صاروخ جديد يسمى “قاسم”، يحمل اسم الشهيد “قاسم سليماني”. وشدد المتحدث باسم “سرايا القدس” على أن هذا الصاروخ الجديد والمتطور استخدم خلال معركة “سيف القدس” مع الكيان الصهيوني. واضاف إن “الصاروخ استخدم في عدد من الهجمات على مواقع اسرائيلية”.

منذ تشكيل الكيان الصهيوني سيئ السمعة في عام 1948 وعقب مرور أقل من عقدين من الزمن، حارب المقاتلون الفلسطينيون ضد العدو المحتل بأيد فارغة وبأقل قوة ضاربة متاحة لهم، ولكن بمساعدة الدول المؤيدة للمقاومة، تمكنت غزة من تغيير قواعد الحرب منذ الحرب التي استمرت 22 يومًا في عام 2008. وعلى الرغم من أن عدد إطلاق الصواريخ والأضرار التي لحقت بالعدو الصهيوني كانت صغيرة في السنوات الأخيرة، إلا أن المعركة الأخيرة في غزة أظهرت أن الحقبة التي كانت تقوم فيها إسرائيل بمساعدة قواتها المسلحة بتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة قد انتهت.

إن العدد الكبير وغير المسبوق للهجمات الصاروخية في الحرب الأخيرة، واستخدام أسلحة بعيدة المدى برؤوس حربية ثقيلة مثل صاروخ “عياش 250” أو صواريخ “بدر 3 و M75″، واستخدام طائرات “شهاب” الانتحارية الجديدة، شكّل تحدياً رئيساً لنظام الدفاع الإسرائيلي وذلك عقب ناجح قوات المقاومة الفلسطينية بضرب المنشآت العسكرية الصهيونية بدقة عالية، حيث أظهرت الضربات الصاروخية للمقاومة على مطارات الكيان ومخازن النفط في شمال الأراضي المحتلة إلى الجنوب خلال 12 يومًا من القتال أنه بمرور الوقت، نمت القدرة العسكرية للمقاومة بشكل كبير، وأكدت أنه في المعركة التالية التي قد تحدث في المستقبل القريب، سوف يتمكن أبطال المقاومة من استخدام المزيد من الأسلحة الحديثة وسوف يتمكنون من تغيير قواعد الحرب لمصلحتهم وتنفيذ هجمات قوية في أعماق الأراضي المحتلة.

سوف تتحدى “حماس” إسرائيل بجدية في الحرب القادمة

وحذر كلا الخبيرين الأمنيين من أن الجولة القادمة من القتال سوف تتطور صواريخ حماس أيضًا وسوف تتحدى دفاعات إسرائيل بشكل متزايد. وقال “تشانزر”: “نتوقع أن نرى زيادة في دقة الهجمات من خلال استخدام الطائرات بدون طيار وسوف تتزايد جهود حركة حماس لتصنيع ذخيرة دقيقة التوجيه، إذن، ستكون الخطوة التالية التي سوف تقوم بها هذا الحركة هي زيادة قدراتها الصاروخية”. وقال “تشانزر”: إن “حماس مستعدة لاستخدام طائرات من دون طيار رباعية الدفع جاهزة لإلقاء قنابل يدوية، وقد تشكل تهديدًا أكثر خطورة على إسرائيل إذا تمكنت من الوصول إلى نفس تكنولوجيا الطائرات من دون طيار الإيرانية التي قدمتها للمقاتلين اليمنيين في اليمن”.

تستعد “حماس” للجولة القادمة من الحرب

وخلص التقرير إلى أنه “بالمثل، يُعتقد أن حزب الله لديه عشرات أو مئات الصواريخ الدقيقة التوجيه في ترسانته في لبنان. ويمكن أن تبدأ حماس أيضًا في تجميع أسلحة متطورة يمكن أن تمر عبر نظام القبة الحديدية”. وقال “فيليبس”، “ما دامت حماس على قيد الحياة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، فإنها لن تزول ولن تنكسر”. واضاف “اذا ادعت حماس النصر وصّدقها عدد كاف من الناس فان المعركة الحالية ستهدأ وبعد ذلك ستبدأ حماس الاستعدادات للجولة القادمة”.

وفي الختام يمكن القول أنه، في الماضي، استندت النضالات الفلسطينية المسلحة بشكل أكبر على إطلاق نار كثيف على المستوطنات الصهيونية ومحاولات لتدمير دفاعات القبة الحديدية التابعة للجيش الإسرائيلي. لكن في الأيام القليلة الماضية، يمكن ملاحظة أنه إضافة إلى ارتفاع معدلات إطلاق النار وعبور حاجز أنظمة دفاع العدو، فقد استهدفت الهجمات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية البنية التحتية الحيوية للعدو في العديد من المناطق والمدن المحتلة. ولقد أخذت هذه الهجمات الذكية شكلها الحقيقي منذ اليوم الثاني للمعركة، وفي المرحلة الأولى تم استهداف محطة توليد الكهرباء وخطوط نقل النفط في مدينة عسقلان. وبحسب الصور المتوفرة، فقد أصابت قذيفة فلسطينية واحدة على الأقل خزان الوقود الرئيسي لمحطة الطاقة الأحفورية وتسببت في اندلاع حريق هائل في المكان. إن القوة الدفاعية الإسرائيلية، التي حاولت “تل أبيب” جعلها تبدو غير قابلة للاختراق من خلال الدعاية المبالغ فيها حول نظام القبة الحديدية، تتعرض الآن لتحدي صواريخ المقاومة الفلسطينية الرخيصة، والتي دمرت معظم المنشآت الحيوية الإسرائيلية أو أصابتها باضرار جسيمة. ورغم ضعف نظام القبة الحديدية، إلا أن تكاليفه الباهظة شكلت مشكلة جديدة تواجه الحكومة الصهيونية التي تتعرض لضغوط اقتصادية شديدة. وفي الختام يمكن القول أنه مهما كانت نتيجة الأزمة الأخيرة في الأراضي المحتلة، فإنها ستؤدي إلى ولادة أيديولوجية جديدة في المنطقة، تثبت حقيقة أنه لا يمكن فرض أيديولوجية وهيكل مزيف على أمة لها تاريخ من خلال استغلال المال والأسلحة والدعم السياسي والأمني الغربي.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق