محافل أمنيّة في كيان الاحتلال: “حماس تسعى لاختراق حدودي حول غزة ومفاجأتنا
سياسة ـ الرأي ـ
قال خبيرٌ عسكريٌّ صهيوني، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، إنّ “إقامة الجيش للحاجز التحت أرضي حول قطاع غزة يعتبر تطبيقًا لأحد دروس “الجرف الصامد”، ورغم أنّ حرب غزة الأخيرة أثبتت أنّ هذا الحاجز أثبت نفسه، لكنّ القصف والتسلل في الأيام التي أعقبت الحرب أوضح أنّه قدم حلّاً جزئيًا لمشكلة غزة، رغم أنّه يتم التفكير بنقل هذه التجربة إلى الحدود الشمالية”.
وأضاف رون بن يشاي وثيق الصلة بجنرالات الجيش في مقاله بموقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، أنّ الجدار أقيم أساسًا لمنع التسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية فوق الأرض وتحتها، وللتحذير من النية أو الاستعدادات لتنفيذ هذا التسلل، وبشكل رئيسي من خلال الأنفاق الهجومية، والسبب الرئيسي لبنائه أنه في 2014، خلال حرب غزة آنذاك، خرج مسلحون من الأنفاق باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
وأكّد الخبير العسكريّ الإسرائيليّ، نقلاً عن المصادر عينها أنّ “الجدار التحت أرضي على حدود غزة قد يُوفِّر لإسرائيل وجيشها عدة مزايا، أولها توفير الشعور بالأمن لسكان المستوطنات المحيطة، سواء روتينيًا أوْ في أثناء القتال في غزة، وثانيها إتاحة إنذارهم من المتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات، والقنص، وإحباطها، وثالثها منع حماس من تحقيق الإنجازات العسكرية بالتسلل داخل الحدود، تحت الأرض وفوقها، ورابعها توفير الحد الأقصى من الموارد باستخدام التقنيات المتقدمة”.
وأشار إلى أن “الجدار لا يُوفِّر فقط أجهزة استشعار متطورة موجودة تحت الأرض، تحذر من حفر الأنفاق، ولكن عبر ما يسمى بنظام “الحدود الذكية”، ولذلك فإنّ هذا الجدار يهدف فقط لإبطاء حركة من يحاول عبوره باتجاه الحدود، وإفشالها ومنعها، حتى قبل أنْ يتمكّن المسلحون من الوصول للجدار نفسه، كما يتكّون الجدار من الخرسانة الخاصة، ويتم تثبيت أجهزة الاستشعار على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، وفوقه سياج فولاذي”.
وأكّد أن “المخاوف العسكرية الإسرائيلية تتمثل بأن الفلسطينيين قد يحاولون اختراق الجدار؛ انطلاقًا من فرضية أنّ خط الدفاع سيتّم اختراقه دائمًا، والعدوّ سيجد في النهاية حيلة لكسر خط الدفاع عبر طرق التفافية، مع أنّ التجربة المُكتسبة أثبتت حتى الآن أن الجدار نجح في كشف نفقيْن كانا على وشك التوغل داخل الحدود، وخلال حرب غزة الأخيرة، منع اقتحامًا سريعًا، ومفاجأة أعدتها حماس، التي حاولت الاقتراب منه عبر الأنفاق”.
وأضاف الخبير العسكريّ الإسرائيليّ أنّ “كفاءة الجدار الأمني من خلال تنشيط المركبات الآلية ونظام المراقبة التكنولوجيّ باستخدام الكاميرات وأجهزة الاستشعار الأخرى، الكفيلة بزيادة القدرات الاستخباراتية للجيش، لا تعني أننا أمام جدار محكم؛ لأننا تلقينا دليلاً مؤلمًا على ذلك بعد أيام قليلة من حرب غزة، عندما عثر الجيش على فلسطيني تسلل عبر حدود غزة، وهو يحمل سكينا، وتجول داخل المستوطنة بحرية، وهو دليل على أنه يمكن للفلسطينيين اختراقه”.
وخلُص الخبير العسكريّ الإسرائيليّ إلى القول إنّ “الجدار فشل في منع إطلاق الصواريخ المُضادّة للدبابات على الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي أدّى في إحدى الحالات إلى مقتل أحد الجنود داخل مستوطنة (نتيف هعسارا)، وتسبب الجدار بدفع حماس للتركيز على الإجراءات الالتفافية حوله مثل الصواريخ الثقيلة، الطائرات بدون طيار، وتخريبه، وحتى اجتيازه في أماكن معينة، مما يعني أن الفلسطينيين في غزة سيفاجئوننا، عاجلا أم آجلا”، على حدّ تعبيره.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق