حصار مطار صنعاء مستمر.. قطع الشريان الرئيسي لمساعدة المرضى اليمنيين
في 26 آذار / مارس 2015 شن تحالف العدوان السعودي حربه على اليمنيين وكان الهدف الأول الذي استهدفه مطار صنعاء الدولي أكبر وأهم مطار في البلاد ويخدم 70 بالمئة من السكان اليمنيين البلاد وأكثر من 5000 مسافر يوميا. حيث عمدت قوى العدوان السعودي على اليمن على تدمير ممنهج للبني التحتية اليمنية والمرافق العامة والرئيسية في البلاد بعد فشلها في تحقيق أي هدف عسكري من حربها على اليمن سوى القتل. ويأتي مطار صنعاء الدولي في مقدمة هذه المرافق الحيوية فمنذ اللحظة الأولى كان على بنك الأهداف وتم ضربه وإعطاب طائراته وأبراجه وصالاته وكل ما يتعلق بضمان سلامته، الأمر الذي أدى إلى حرمان ملايين اليمنيين ولاسيما مصابي الحرب من نافذة مهمة للسفر والعلاج
وحول هذا السياق، قال “أحمد الحمران”، مدير مركز عين الإنسانية، إن “الحظر الذي فرضه تحالف العدوان السعودي على مطار صنعاء الدولي أدى إلى موت أكثر من 80 ألف مواطن كانوا مصابين بأمراض مختلفة ولم يتمكنوا من السفر لتلقي العلاج. كما تضرر أكثر من 450 ألف شخص بسبب إغلاق مطار صنعاء”. ولفت “الحمران” إلى أن تحالف العدوان السعودي تعمد استهداف مدارج المطار وغرف الانتظار وأجهزة الاتصال والملاحة وغيرها من الخدمات لمنعه من العمل، مما تسبب في خسائر مالية فادحة كان الهدف منها تحميل اليمنيين مسؤولية الحصار.
ومن جانبه، أشار مدير مطار صنعاء الدولي “خالد الشايف” في تصريح له إلى أن هناك نوعين من الخسائر المادية وهي خسائر مباشرو ناجمة عن الاستهداف الذي قام به العدوان وتشمل تدمير مدرجات الطيران ووحدات الإطفاء والسلامة وصالات الركاب والديكور والشاشات والأجهزة الملاحية وخسائر غير مباشرة اثر توقف حركة السفر والتجارة والترانزيت وتقدر هذه الاخيرة بمليارات الدولارات. ولفت “الشايف” إلى أنه لا يزال مطار صنعاء مغلقا، لكن هناك تفاؤل حذر وتوقعات بشأن نتائج الجولة المقبلة من المحادثات بين اليمنيين والدول المعتدية. وقال “خالد الشايف” مدير مطار صنعاء، إن “الأخطار مازالت قائمة والمطار مازال مستهدف وليس هناك ما يضمن عدم تعرض المطار للهجوم ونأمل أن يستأنف المطار العمل قريبا”. وأشار إلى أن الجهات العاملة في مطار صنعاء الدولي بدأت قبل أسبوعين الاستعدادات لترميم منشآت مطار صنعاء.
وفي أغسطس 2016 أعلن تحالف العدوان السعودي عن فرضه حصارًا كاملاً على مطار صنعاء، ومنذ ذلك الحين يعيش اليمنيون في سجن كبير وسط صمت المجتمع الدولي والتواطؤ الواسع للمنظمات الدولية. وفي الفترة الأخيرة وبعد جولات متواصلة من الحوار بين القيادة اليمنية وقوى العدوان بواسطة سلطنة عمان والمبعوث الأممي كان من الشروط الرئيسية التي طرحتها القيادة اليمنية في صنعاء للقبول بالحل إضافة إلى رفع الحصار عن الموانئ اليمنية هو إعادة افتتاح مطار صنعاء الدولي دون قيود أو شروط، حيث يسود تفاؤل حذر بإعادة افتتاح المطار خلال الفترة القادمة وإلى أن يتم إعلان رفع حصار قوى العدوان السعودي على مطار صنعاء الدولي سيبقى ألاف اليمنيين محرومين من العلاج والتنقل.
وحول المفاوضات الاخيرة، أعلن مدير مطار صنعاء الدولي “خالد الشايف”، يوم الأربعاء الماضي، عن فشل المبادرة الأممية الجديدة التي اقترحت فتح المطار خلال الأيام الماضية إثر مفاوضات بين صنعاء والتحالف برعاية أممية . وقال المدير في حوار صحفي مع إحدى الصحف اليمنية الصادرة بصنعاء: إن “المشاورات لم تتوصل إلى أي نتيجة فيما يتعلق بفتح مطار صنعاء الدولي مشيراً إلى أن المشاورات أثبتت عدم جدية الأمم المتحدة ودول التحالف في التنفيذ لبند فتح المطار”. وأوضح أن الأمم المتحدة لا تستطيع الخروج عن العباءة الأمريكية في حل هذه المشكلة .
الجدير بالذكر أن مطار صنعاء يدخل عامه السابع من الإغلاق في وجه الرحلات و في ظل حاجة إنسانية وإغاثية لفتحه أمام الحالات الصحية العاجلة. ولا يزال الموت يترصد حياة آلاف اليمنيين نتيجة الحصار واستمرار أعمال القرصنة البحرية على سفن المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي ما ينذر بكارثة إنسانية جراء عجز المستشفيات والمرافق الصحية عن توفير المشتقات اللازمة لتقديم خدماتها. وتتوالى البيانات التحذيرية الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان من مخاطر توقف المرافق الصحية نتيجة انعدام المشتقات النفطية .
إذ أكدت وزارة الصحة في بيانها الأخير تعنت دول تحالف العدوان، واستمرارها في أعمال القرصنة البحرية ومنع دخول السفن رغم حصولها على تصاريح من قبل الأمم المتحدة .. مشيرة إلى أنه لا يوجد ما يبرر هذا الأعمال إلا الرغبة الشيطانية لقيادات دول العدوان في قتل الإنسان اليمني. وأشارت إلى أن الصمت المعيب للأمم المتحدة وحالة الجمود والانحياز المشين لتحالف العدوان رغم اعترافها الصريح بتفاقم المعاناة الإنسانية الناجمة عن النقص الحاد في إمدادات الوقود وتشديدها على ضمان تدفق السلع الأساسية، يتناقض مع المواثيق التي أنشئت من أجلها الأمم المتحدة ويتعارض مع المبادئ الأساسية للحماية والإغاثة الإنسانية. وذكر وكيل وزارة الصحة الدكتور “نجيب القباطي” أن القصف المتواصل خلال سنوات العدوان أدى إلى تدمير 527 مرفقاً صحياً بشكل كلي وجزئي وخروج 50% من المرافق عن العمل. وأكد أن استمرار العدوان والحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع دخول سفن المشتقات النفطية، تسبب في إنهاك القطاع الصحي، مشيرا إلى أنه في كل خمس دقائق يموت طفل، وما يربو عن ثمانية آلاف امرأة تموت سنوياً، فيما يعاني مليونين و 600 ألف طفل من سوء التغذية الحاد والوخيم الذي يهدد حياتهم.
كما كشفت إحصائيات وزارة الصحة تشير إلى وجود 450 ألف مريض بحاجة ماسة للسفر للعلاج في الخارج، يتوفى منهم من نحو 30 حالة مرضية يوميا، إضافة إلى 8 آلاف مريض بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة الكلى بصورة عاجلة في الخارج، حسب غانم. وحول هذا السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، “يوسف الحاضري”، بأن آلاف المرضى حرموا من السفر للعلاج في الخارج بسبب الحظر المفروض من قبل التحالف العربي على عمل مطار صنعاء الدولي قبل ثلاث سنوات، وتردي أحوال القطاع الصحي في البلاد. وقال “يوسف الحاضري”، إن “استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي حرم نحو 40 ألف مريض يمني من السفر للعلاج في الخارج”، مشيرا إلى أن “نحو 30 مريضاً حالتهم الصحية متردية ويخشى على حياتهم في حال لم يتم نقلهم للعلاج في الخارج في ظل ضعف الإمكانيات في المستشفيات المحلية”.
وأوضح “الحاضري”، أن “أكثر المتضررين من قرار إغلاق المطار هم مرضى السرطان، والكبد، والقلب، والفشل الكلوي، بالإضافة إلى المدنيين الذين أصيبوا في الغارات الجوية التي نفذها طيران التحالف السعودي الإماراتي منذ بدء الحرب في مارس/ آذار 2015”. وأضاف أن “غالبية المرضى يرفضون السفر إلى الخارج عبر مطاري عدن (جنوب)، وسيئون (شرق)، بسبب المسافة الطويلة الذي سيتكبدونها للوصول إلى تلك المطارات، فضلاً عن سوء الأوضاع الأمنية في تلك المحافظات، خاصة في مدينة عدن التي شهدت تطورات عسكرية خلال الفترة الأخيرة”. وأكد “الحاضري” أن “فتح مطار صنعاء الدولي حق إنساني لكل المدنيين، واستمرار إغلاقه يزيد من حالات الوفاة في أوساط المرضى الذين يمكن إنقاذهم إذا ما تم نقلهم للعلاج في الخارج”.
المصدر/ الوقت