التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 20, 2024

إتهام الضحية وتبرئة الجلاد.. وقفات احتجاجية لأطفال اليمن تندد بقرار “أنطونيو غوتيريش” 

في عام 2017 أدرجت الأمم المتحدة تحالف العدوان السعودي على القائمة السوداء لقيام هذا الاخير بارتكاب الكثير من الجرائم الوحشية ضد أبناء الشعب اليمني ومهاجمة عشرات المدارس والمستشفيات، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بعد ذلك قام بشطب اسم التحالف الغاشم الذي تقوده السعودية من القائمة السوداء، وفي هذا الصدد، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بحذف اسم تحالف العدوان من القائمة السوداء، على الرغم من استمراره في قتل المدنيين في اليمن، تعتبر وصمة عار في صفحة هذه المنظمة العالمية. ولفتت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلی أن إزدواجية الأمم المتحدة في تعاملها تجاه تحالف العدوان السعودي ينبع من تلقيها الكثير من الأموال والرشاوي من الریاض. وخلال السنوات الماضية تجاهلت الأمم المتحدة معاناة أبناء الشعب اليمني الذي يعيشون تحت وطأة حصار خانق وهذا الأمر يؤكد أن الأمم المتحدة منحازه بالكامل لدول العدوان ولها دور في قتل الاطفال اليمنيين.

وعلى صعيد متصل، تصدر وسم “#الامم_المتحدة_تقتل_اطفال_اليمن” يوم السبت الماضي قائمة الهاشتاغات الاكثر تداولا في اليمن بعد قرار الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية ضمن قائمة انتهاكات الأطفال وتبرئة القتلة الحقيقيين التي اعتبرها المغردون ثمنا لولاية ثانية. وأستنكر عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن “محمد علي الحوثي”، قرار “غوتيريش” بتصنيف “أنصار الله” ضمن قائمة انتهاكات الأطفال وتبرئة العدوان السعودي من ذلك، مؤكدا على أن القرار الأممي لا يستند إلى حقائق ميدانية ولا تقارير لجان مستقلة. وأضاف “الحوثي” إن القرار يؤكد صفقة ابتزاز لإعادة “غوتيريش” أمينا عاما للأمم المتحدة كما ابتز “بان كي مون” سابقا لإلغاء تصنيف السعودية من قائمة العار.

وعلى نفس هذا المنوال، نظم أطفال اليمن أمام مكتب الأمم المتحدة في العاصمة صنعاء يوم أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية للتنديد بجرائم العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني بصورة عامة والأطفال بوجه خاص. ورددَّ الأطفال المشاركون في الوقفة الهتافات الرافضة لقرار أمين عام الأمم المتحدة الذي برأ الجلاد المرتكب لجرائم الأطفال باليمن ووقف إلى جانبه، في حين صنّف المدافعين عن اليمن وأمنه واستقراره بمنتهكي حقوق الأطفال. وقدّموا من خلال رسوماتهم المعبرة رسائل للعالم تكشف وحشية العدوان ومعاناتهم التي يندى لها جبين الإنسانية، لعلّ الصور توقظ الضمائر الميتة.. مطالبين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل المسؤولية في الضغط باتجاه إيقاف العدوان ورفع الحصار عن اليمن.

وحمّل الأطفال أمين عام الأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، مسؤولية ما تعرض ويتعرض له أطفال اليمن من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي خلال السنوات الست الماضية من جرائم قتل وتجويع وتشريد. وأعلن الأطفال تمسكهم بحقوقهم التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية في الحياة، والتعليم والصحة واللعب وغيرها من الحقوق التي حرمهم منها العدوان على مدى السنوات الماضية. إلى ذلك ندد أطفال مديرية “الزاهر” في محافظة الجوف بقرار الأمم المتحدة إدراج أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال. واستنكر أطفال مديرية “الزاهر” في مسيرة، أقيمت يوم أمس الأربعاء، ازدواجية المعايير لدى الأمم المتحدة وشطبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي الذي ارتكب العشرات من المجازر بحق أطفال اليمن .

وأكد بيان صادر عن المسيرة أن الأمم المتحدة شريك رئيسي في قتل أطفال اليمن، وما يتعرضون له من معاناة جراء استمرار العدوان والحصار . ودعوا أحرار العالم لتنظيم حملات تضامنية مع أطفال اليمن ومعاناتهم جراء العدوان، مؤكدين أن الأمم المتحدة بقراراتها المسيسة نزعت عنها غطاء المصداقية وحقوق الإنسان وتحولت إلى منظومة للمتاجرة بدماء اليمنيين. من جانبه أدان الأطفال المشاركون في المراكز الصيفية بمدينة “رداع” محافظة البيضاء، بقرار الأمين العام للأمم المتحدة إدراج اليمن ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال، تحت شعار “الأمم المتحدة شريك في قتل أطفال اليمن”. وأدانت نائبة مدير إدارة المرأة في مكتب التربية والتعليم بمحافظة البيضاء الأستاذة التربوية “ندى أحمد الخضر” خلال زيارتها للمشاركات في المركز الصيفي بمدرسة “فاطمة الزهراء” للفتيات بمدينة “رداع” الأعمال والممارسات الإجرامية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق أطفال ونساء اليمن وانتهاك حقوقهم منذ ما يقارب سبع سنوات.

ودعت الأمم المتحدة إلى النظر إلى جرائم وانتهاكات تحالف العدوان بحق الطفولة في اليمن وحرمانهم من أبسط حقوقهم. واستنكرت “الخضر” صمت المنظمات والهيئات الأممية والدولية إزاء ما ارتكبه وما يزال يرتكبه تحالف العدوان من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب اليمني. وأدانت المشاركات في الوقفة الاحتجاجية القرار الأممي بإدراج مكون أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال. مؤكدات أن من ينتهك حقوق الأطفال هم من اعتدوا ويعتدون على اليمن أرضاً وإنساناً ويقتلون أطفاله ونساءه منذ سبع سنوات. ولفتت المشاركات إلى أن الأمم المتحدة نصبت نفسها خصماً لأطفال اليمن وجعلت المنظمات مظلة لها وشريكاً في العدوان وارتكاب الجرائم بحق الأطفال والنساء في ربوع الوطن.

ومن جانبهم شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة من التعليقات على الامين العام للامم المتحدة لقراره تصنيف حركة “انصار الله” اليمنية بانتهاك حقوق الاطفال وتبرئة القتلة الحقيقيين من دماء الشعب اليمني كباره وصغاره، مؤكدين أن ثمن الولاية الثانية ثمنها الدماء الذكية لاطفال اليمن. وكتب حساب “# سيف_القدس_الرجال الذين صدقوا ما وعدوا به” تغريدة قال فيها “المجتمع الدولي والأمم المتحدة شريك رئيسي في قتل الشعب اليمني. # اليمن سيد جمهوريته”. وأضاف حساب # القدس_الرجال الذين صدقوا ما وعدوا به: “تدعي أمريكا أنها حارسة حقوق الإنسان في العالم لكنها تقتل وتحاصر الشعب اليمني حتى أصبحت اليمن أكبر أزمة إنسانية.” وقالت “جميلة الورافي” في تغريدة ، “# الأمم المتحدة_ تقتل_أطفال اليمن ، النفاق الدولي على أطفال اليمن”. وكتب “أحمد الفاضلي” في تغريدة له: “لصوص الأمم المتحدة الذين يتاجرون بالإنسانية راضون عن الصهيونية والمال السعودي”.

وعلى صعيد متصل، اتهم الدكتور “عبد العزيز بن حبتور” رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، الأمم المتحدة بالتواطؤ إزاء الجرائم بحق الإنسانية في اليمن. وقال “بن حبتور”: “إن الصمت المريب الذي تنتهجه المنظمات الحقوقية والإنسانية عند كل مجزرة يتعرض لها اليمنيون ومع كل جريمة حرب ترتكب بحق النساء والأطفال يعزز اليقين لدى الجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب اليمني”. وأضاف: “تحالف العدوان لا يمكنه التمادي في ارتكاب المذابح الجماعية للمدنيين إلا نتيجة ثقته بتواطؤ المنظمات الأممية وتغاضيها مدفوع الثمن عن كل جرائم الحرب اليومية التي يتباهى العدوان باقترافها على مرأى ومسمع العالم”.

ومن جانبه، ذكر “محمد عبد السلام” رئيس الوفد اليمني المفاوض، أن الأمم المتحدة شريك أساسي في الابادة الجماعية التي تحدث للشعب اليمني من خلال صمتها وموفقتها على الحصار الجائر الذي تفرضه قوات العدوان على ميناء الحديدة منذ اكثر من خمس سنوات ونصف والذي بدوره يهدد بكارثة انسانية بكل المستويات والمقاييس وعلى راس ذلك القطاع الصحي. وأكد “عبد السلام” أنه لن تعود الحياة والحق في العيش على هذه الارض الا بالقضاء على الشرذمة التي تدعي أنها إنسانية وهي اليد الاساسية في كل الخراب في العالم. وطالب “عبد السلام” الاحرار والكّتاب بتعرية الامم المتحدة أمام الملأ وكشف مخططاتها والجرائم التي تقوم بها.

وفي الختام، يمكن القول أن حكومة صنعاء لا يمكنها أن تعّول ابداً على الأمم المتحدة في تحقيق اي تقدم نحو السلام العادل ولن تعّول عليها في أي أمر في ظل الهيمنة الأمريكية والمال السعودي عليها والذي اخرجها تماما عن دائرة الاستقلال . وما استمرار قيادة صنعاء في مجاراة الأمم المتحدة إلا من باب التأكيد على حسن نواياها وعلى رغبتها الحقيقية في الوصول إلى السلام العادل والمشرف، وهو في ذات الوقت تأكيد على أن المواجهة والصمود هو خيارها الوحيد بدون السلام العادل وأن على تحالف العدوان والامم المتحدة أن يعلموا أن الاستسلام غير وارد ولا وجود له في كل قواميسها أياً كانت النتائج التي تتمخض عن هذا الموقف الاساسي والمبدئي لليمنيين قيادة وشعباً.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق