التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

الولايات المتحدة الأمريكية تسرق السوريين مجدداً 

يواصل الجيش الأمريكي عمليات سرقة الثروات بكافة أنواعها من منطقة الجزيرة السورية التي تعتبر (خزان ثروات سوريا) وسلتها الغذائية من الموارد النفطية والطبيعية والحبوب، وذلك بالتعاون مع المسلحين الموالين له في تنظيم “قسد”.

فإلى جانب استمراره بسرقة النفط السوري، يتواصل ترحيل (القمح) السوري إلى خارج الحدود انسجاما مع مخططات قانون “قيصر” الأمريكي، عبر تكريس ضغط عميق على (الخبز) وإحراج خطط الحكومة السورية لتأمين هذه السلعة الاستراتيجية لشعبها.

قبل أيام واصلت قوات الاحتلال الأمريكي سرقة ثروات سورية حيث أخرجت 45 آلية محملة بالقمح والنفط من منطقة رميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي بالتوازي مع إدخالها معدات ومواد لوجستية لدعم قواعدها في المحافظة.

وذكرت مصادر محلية من قرية السويدية في ناحية اليعربية لمراسلة سانا أن رتلاً من 45 شاحنة وصهريجاً محملة بالقمح والنفط غادرت منطقة رميلان ودخلت معبر الوليد غير الشرعي إلى شمال العراق.

ولفتت المصادر إلى أن رتلاً من 27 شاحنة محملة بمواد ومعدات لوجستية أدخلتها قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية عبر المعبر ذاته واتجهت إلى رميلان لدعم قواتها الموجودة هناك.

وأخرجت قوات الاحتلال أمس 37 صهريجاً محملاً بالنفط المسروق من الجزيرة السورية وعدة شاحنات وبرادات إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي.

تعود قصة نهب وسرقة القمح السوري إلى موسم (2019- 2020) حين قام مسلحو تنظيم “قسد”، وبأوامر أمريكية مباشرة، بمنع الفلاحين والمزارعين السوريين في المناطق التي يسيطر عليها في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، من تسويق وشحن اقماحهم إلى مراكز الحكومة السورية التي افتتحتها خلال ذلك الموسم ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري في مدينة القامشلي (مركزي الثروة الحيوانية وجرمز)، وفي عدد من المطاحن الخاصة الواقعة في مناطق تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي في مدينتي الحسكة والقامشلي، والتي تعاقدت معها المؤسسة السورية للحبوب الحكومية لعمليات الطحن.

الاحتلال الأمريكي لم يكتفِ بسرقة خيرات السوريين وثرواتهم الباطنية والزراعية، اذ يعمد على تضييق الخناق على الشعب السوري أكثر من خلال تطبيق عقوبات جائرة بحق السوريين، مثل “قانون قيصر”الجائر، الذي يهدف إلى إذلال الشعب السوري بلقمة عيشه وسرقة ثرواته الطبيعية، فالولايات المتحدة تسرق ما بين 140 ألف إلى 150 ألف برميل يومياً من حقول النفط السورية الواقعة تحت سيطرتهم في محافظتي الحسكة ودير الزور”.

ما تقوم به واشنطن هو ارهاب اقتصادي، ويجب على العالم أن يتحرك حيال ما يحصل لأن استمرار واشنطن بهذا الاعتداء على كرامات الشعوب وسيادتها سيكلف العالم أكثر من ذلك في المستقبل القادم ولا يعتقد أحد أن على رأسه “خيمة” فالجميع مستهدف بالنسبة للولايات المتحدة وهي تريد سرقة جميع شعوب الارض لكي تُبقي اقتصادها بأفضل حال ممكن.

عل سبيل المثال في سوريا واشنطن تسرق السوريين بشكل منظم منذ ان دخلت قواتها حدود البلاد، ولاسيما في شهر كانون الثاني حيث أرسلوا قافلة تضم حاويات مبردة و50 سيارة محملة بالشعير والقمح والمنتجات المسروقة من مستودعات شركة نماء.

ما يزيد الطين بلة، عدم سماح القوات الأمريكية للمزارعين المحلين ببيع المحاصيل لمراكز الحكومة السورية، مع إرغامهم على بيعها بأسعار بخسة، وفي ربيع عام 2020، أضرمت الطائرات الأمريكية النيران في محاصيل القمح الواقعة شمال شرق سورية، وحلقت على مسافة قريبة من منازل المزارعين ما سبب الذعر والخوف للمدنيين.

وكان انتاج سوريا من النفط الخام عام 2010 قد وصل إلى ما يقارب 360 ألف برميل يوميا، منها 100 ألف برميل يومياً من حقول مديرية نفط الحسكة برميلان شمال شرقي محافظة الحسكة، أما من القمح فكانت محافظة الحسكة تنتج ما يقارب المليون طن سنوياً، وكانت تعتبر بلدا مصدرا للنفط والقمح، في حين أنها اليوم أصبحت بلداً مستوردة للنفط والقمح، كما أنها تلاقي صعوبة كبيرة في تأمينهما بسبب العقوبات الغربية والامريكية وفق قانون “قيصر” الجائر.

وتزامنا مع هذه المستجدات الأخيرة، تتمسك أمريكا بالسيطرة على مناطق معينة في سورية، لضمان استمرار سرقة نفطها والتحكم بالممرات البرية في شرق سورية لذلك تحاول واشنطن تبرير سرقتها للنفط ، بذريعة محاربة الإرهاب، بينما الرئيس الأمريكي نفسه أعلن في أكثر من مرة بأنه يريد النفط السوري، من الواضح أن هذا التخبط في سياساته الخارجية ليس بالأمر الجديد، كما ترى أمريكا في وجودها شرق سورية ورقة يمكن أن تستخدمها لتأمين مصالحها في أي تسوية للأزمة السورية مستقبلاً، بعد أن فقدت كل أوراقها هناك بفضل صمود الجيش العربي السوري.

من العار أن يصمت العالم على هذه السرقة للثروات والخيرات السورية في وضح النهار من هذه الدولة الأمريكية المارِقة، التي أثبتت أنها أكثر خطراً واختراقاً للقانون الدولي من “داعش” نفسها التي تدعي محاربتها بإقدامها على حماية عمليات التهريب للنفط السوري، الأمر الذي قد يفتح المجال لإطلاق حركة مقاومة، معظم عناصرها من أبناء المنطقة، مثلَما حدث بعد الاحتلال الأمريكي للعِراق ليجد الأمريكي نفسه أمام حرب عصابات يعجز أمامها عن تحقيق أهدافه الاحتلالية، وبذلك لن يكون هناك موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرستهم وعربدتهم من خلال صمود أبناء الشعب السوري.

في الختام؛ ما تقوم به واشنطن يأتي في سياق الحرب الإرهابية والاقتصادية الأمريكية والغربية ضد الشعب السوري وهي مخطط أمريكي معد مسبقاً وبأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي موازاة ذلك تعمد قوات الاحتلال التركي ومرتزقته إلى سرقة المحاصيل عبر الضغط على الأهالي لبيعها بأرخص الأثمان وتهريبها إلى الأراضي التركية حيث أدخلت أمس عدداً من الحصادات إلى منطقة رأس العين المحتلة بريف الحسكة الشمالي لسرقة محاصيل الفلاحين الزراعية وتهريبها إلى الأراضي التركية وكذلك الاستيلاء على جزء من الإنتاج بعد تهديد الفلاحين بإحراق حقول القمح والشعير في حال لم يمتثلوا للضغوطات التي فرضت عليهم.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق