التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

زيارة فاشلة لخالد بن سلمان الى واشنطن 

وكالات ـ الرأي ـ
يبدو أن زيارة نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن لم تكن موفقة، لا بل فشلت في تحقيق أهدافها.

الزيارة المفاجئة لابن سلمان إلى الولايات المتحدة لم تمرّ دون إثارة بعض الجدل، بالتزامن مع تعبير بعض مسؤولي وزارة الخارجية عن خيبة أملهم نتيجة المساحة الكبيرة التي أُتيحت له، وفقاً لمصدرين مطلعين على تفاصيل الزيارة.

وفي التفاصيل، كشف مصدر مطلع أن السعوديين ألغوا مأدبة عشاء في مقر إقامة السفير السعودي في واشنطن مع مسؤولين من إدارة “جو بايدن” مساء الأربعاء الماضي قبل ساعات فقط من وقتها. وجاء ذلك على هامش زيارة خالد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، والاجتماع بين الأمير السعودي ووزير الخارجية أنطوني بلينكن في مقر وزارة الخارجية.

وقبل أن يتم لقاء خالد بن سلمان و”بلينكن”، أفاد المصدر أن السعوديين أبلغوا المسؤولين الأميركيين أنه يتعين عليهم إجراء مكالمات مع الرياض قبل عقد الاجتماعات في وزارة الخارجية الأميركية.

وألمح المصدر الذي تحدث لـ”سي إن إن”، إلى أن الموضوعات التي تناولتها الزيارة قد تكون سبب إلغاء مأدبة العشاء، مثل مناقشة “حقوق الإنسان” والانتهاكات في المملكة، وكذلك قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بقنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.

ولفت المصدر ذاته إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي شدد خلال لقائه بخالد بن سلمان، على “أهمية التقدم في النهوض بحقوق الإنسان في المملكة”.

بالإضافة إلى ذلك، تأتي زيارة ابن سلمان في أعقاب الأنباء التي ترددت من أن الجيش الأميركي سيسحب بعض دفاعاته الصاروخية من المملكة ودول خليجية أخرى.

وعندما أجرى خالد بن سلمان محادثات مع مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي الأميركي (من بينهم المستشار جيك سوليفان)، أفادت بعض التقارير أن النقاشات ربما تركزت على الوضع في العراق وسوريا، والحرب اليمنية والأزمة الإنسانية المرتبطة بها، والقضايا الإسرائيلية – الفلسطينية. وقد اجتمع أيضًا مع وزير الحرب الأميركي لويد أوستن.

وقبل وصول خالد بن سلمان إلى واشنطن، أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الى أن جهودًا قد بُذلت لكي يلتقي بمشرّعين أميركيين أيضًا، إلّا أن أعضاء الكونغرس “ترددوا في الانخراط مع السعوديين في الوقت الحالي، نظرًا للحساسيات المتزايدة”.

واعتبرت الصحيفة أن مصدر القلق الرئيسي للرياض هما على الأرجح إيران واحتمال إحياء الاتفاق النووي. ومن المحتمل أن يكون السعوديون مستائين أيضًا من موافقة واشنطن على بيع مقاتلات من طراز “إف-35” إلى الإمارات بدلًا من المملكة باعتبارها عميلها الأول في المنطقة. وربما كانت هناك تطورات أخرى في العلاقات السعودية – الإماراتية قد أثرت أيضًا على أجواء محادثات خالد بن سلمان في واشنطن.

وقد جاء استقبال خالد بن سلمان على السجادة الحمراء ليُعطي مؤشرًا على تحوُّل حادٍّ عن موقف الإدارة في فبراير/شباط الماضي.

هذا التحول أثار نوعًا من الجدل داخل الإدارة، وأصاب بعض مسؤولي وزارة الخارجية بالإحباط، نتيجة المساحة التي حظي بها الأمير البالغ من العمر 33 عامًا.

ومع استعداد بلينكن للقاء ابن سلمان -الذي يُعتبر مجرد نائب وزير دفاع وأقل رتبةً من لقاء وزير خارجية- تحوَّل اللقاء إلى موضوعٍ للجدل داخل الوزارة، بحسب المصادر. كما عمّت خيبة الأمل حين ألغى السعوديون العشاء المخطط له مع مسؤولي إدارة بايدن، قبل ساعاتٍ من موعده داخل مقر إقامة السفير السعودي في واشنطن العاصمة.

وكانت هناك بعض الضغوط على الإدارة الأميركية لحثِّ السعوديين على تقديم سعود القحطاني، المستشار المقرب من ولي العهد، إلى العدالة، والذي ورد اسمه بالتقرير في وقت سابق من هذا العام، من قِبل مديرة الاستخبارات الوطنية.

ولم تُدرَج زيارة خالد بن سلمان على جدول بلينكن العلني، كما لم يجرِ الإعلان عن إقامته بواشنطن مسبقًا؛ وذلك في محاولةٍ على الأرجح لإبقاء الزيارة سرية.

باختصار، وعلى الرغم من أن زيارة خالد بن سلمان تمثل خطوة مهمة لتحسين العلاقات السعودية – الأميركية، إلا أنها أيضًا بمثابة تذكير بالخلافات التي يواجهها البلدان وشركاؤهما في المنطقة. وربما كانت المباحثات غير سهلة بالنظر إلى التعقيدات المتعلقة بمبيعات الدفاع، والتطبيع بين “إسرائيل” وكل من الإمارات والبحرين، والخلافات الداخلية في “أوبك”، والتداعيات المستمرة بشأن قضية خاشقجي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق