التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

“يوم الغضب السعودي”.. احتجاجات ضد “آل سعود” يوم “عرفة” 

يعتزم أطراف ونشطاء سعوديون تنظيم احتجاجات سلمية واسعة النطاق في يوم عرفة في مختلف أنحاء السعودية، ضد ظلم وجرائم نظام “آل سعود” وسياساته التعسفية بحق المواطنين السعوديين. وبحسب منظمي احتجاجات يوم عرفة، فإن من أهداف هذه الاحتجاجات إنهاء ظلم الحكومة السعودية بحق مواطنيها وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من سجون “آل سعود”. وفي الاحتجاجات المخطط اقامتها في يوم عرفة المقبل، سوف يطالب المتظاهرون بإنهاء سياسات ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” ومخططاته الهدامة لهوية المجتمع والقضاء على الفقر في الدولة الغنية بالنفط. ومن أهداف الناشطين السعوديين أيضا هو منع الاضطهاد الأمني ​​والقمع الوحشي للمواطنين والمعارضين، وكذلك تحسين المستوى المعيشي للشعب السعودي وإلغاء الضرائب.

وفي بيان من ثلاث صفحات باسم “المبادرة الوطنية للتغيير” ظهر على “تويتر” في 8 حزيران 2021، وصف كاتبو البيان العائلة الحاكمة بـ”النظام السعودي المحتل”، والمواطنين بـ”شعب الجزيرة العربية”. ويذكر البيان أن الهدف من الاحتجاجات هو “وقف العبث بالدين والاعتداء على شعائر الأمّة، ووضع حد لمخططات هدم هوية المجتمع”، وإطلاق سراح كل المعتقلين والمعتقلات، والتصدي لترهيب النظام وقمعه للشعب بعدما أوصل المجتمع للخوف من التعبير عن أرائه في السياسات العامة، وأفقد الشعب الطُمأنينة والأمان. ودعا البيان إلى تمكين الشباب من التوظيف، وتمكين البدون والمواليد من حقهم في المُواطنة، وإلغاء الضرائب المُجحفة، وتحسين معيشة المواطنين، وإنهاء معاناتهم من سياسة إيقاف الخدمات وتمكين الفئات الضعيفة من عجزة وأمهات وحيدات، ومُعوقين من حقهم في الحياة الكريمة.

وحثّ الداعون إلى الاحتجاج المواطنين على طبع المنشورات والكتابة على الحائط وذلك في إطار الحشد ليوم الاحتجاج المنتظر. واقترحوا إلقاء البالونات في شوارع الأحياء والأماكن العامة، وحرق الإطارات وابتكار وسائل جديدة باستخدام التقنيات الحديثة للاحتجاج. كما دعوا إلى المقاطعة الاقتصادية لمنشآت الدولة عبر خفض استهلاك الوقود والكهرباء ومقاطعة المشروبات الغازية، والمعلبات، والمنتجات الغذائية والاستهلاكية التي يمكن الاستغناء عنها، والامتناع عن القيام بعمليات بنكية والتعامل بالنقد. وتفاعل نشطاء معارضون سعوديون على “تويتر” مع البيان ومع مقاطع فيديو تدعو إلى الاحتجاج، تحت هاشتاغ “إسقاط النظام السعودي”، مؤكدين على ضرورة الحشد للتظاهر يوم عرفة. وغرد محمد الدوسري: “بيان عام للمبادرة الوطنية للتغيير، شارك المبادرة والحشد بالخروج يوم عرفة، معا لنقول لهم كفاكم ظلم وطغيان. ألم يحن الوقت لنقف يداً بيد لنعيش حريتنا وحياتنا، كبقية الشعوب بالعالم؟ معاً لوقف الاعتقالات وقمع الحريات لنعيش حياة كريمة!”.

وكتب الناشط السعودي المعارض على الأحمد في تغريدة: “احتجاج يوم عرفة ضد النظام الملكي السعودي المدعوم من الخارج يتسارع. هذا قد يغير قواعد اللعبة”. وفي هذا الصدد أيضا، كتب ناشطون سعوديون على “تويتر”، أن الشرطة الأمنية كثفت نشاطها في أنحاء مكة، ما يعني أن نظام “آل سعود” خاف من تلك الاحتجاجات الشعبية. وكتب مستخدم آخر: قال الله تعالى في القرآن الكريم: “مصير أي أمة لا يتغير إلا إذا غيروا أنفسهم”. وبهذه الطريقة سيتغير مصير البلد بأيدينا. كما طلبت ابنة ضابط سعودي من والدها دعم احتجاجات عرفة وجنوده وكتبت على “توتير”: “نحن من الشعب والشعب منا”. وفي يوم عرفة قرر الناشطون السعوديون حرق صور نظام “آل سعود” ودعوا أبناء الشعب السعودي بأكمله للمشاركة في هذه الاحتجاجات ضد قمع وظلم “آل سعود” حتى يتمكنوا من قلب النظام وتغييره. وأكدت منظمة دولية أن جرائم “محمد بن سلمان” أوجدت قاعدة مشتركة لتوحيد المعارضة السعودية في الداخل والخارج.

وحول هذا السياق، قالت مؤسسة “كارنيغي” للسلام الدولي، إنه “مع تزايد جرائم ولي العهد السعودي، تعمل المعارضة في الداخل والخارج على زيادة مشاركتها مع المنظمات والمؤسسات الدولية، وقد وجد النشطاء والمعارضون السعوديون، على الرغم من خلفياتهم المتنوعة، أرضية مشتركة للوقوف صفا واحدا ضد استبداد وظلم محمد بن سلمان”. إن الاحتجاجات المتزايدة للمعارضة والناشطين السعوديين هي تحدٍ آخر لـ”محمد بن سلمان”، لأنهم يدلون بتصريحاتهم ضد نظام “آل سعود” على المستوى الدولي. ولقد تدهور الوضع الأمني ​​والسياسي والاقتصادي في السعودية منذ بداية عهد “محمد بن سلمان”. كما أن معدلات البطالة والعجز المتزايد في الميزانية، فضلاً عن الركود في البلاد في ازدياد مستمر ويعاني أبناء الشعب السعوديون من تدهور حاد ومستمر ولهذا دعا الناشطين السعوديين للمشاركة في هذه الاحتجاجات لكشف الستار للعالم أجمع عن السياسات المتزعزعة للحكومة السعودية وارتكابها جرائم مختلفة داخل السعودية وخارجها.

ولقد اتسعت رقعة المعارضة الشعبية السعودية بين جميع الطوائف ضد النظام السعودي. في الماضي، قمع النظام السعودي أفراداً وطوائف معينة، وأما اليوم فقد انتشر نظامه القمعي بين جميع الفئات والشخصيات الثقافية والأمراء ورجال الدين وحتى الأطفال والنساء، ولقد خلقت تصرفات “آل سعود” هذه، حركات جديدة مناهضة لحكمهم الظالم في الداخل والخارج. ويمكن اعتبار ارتفاع مستوى الشعارات والاحتجاجات الشعبية السعودية ضد سياسات نظام “آل سعود” مقدمة لبداية موجة واسعة من الاحتجاجات ضد الحكومة السعودية، والتي سيصاحبها بالتأكيد قمع هذا النظام لتلك الاحتجاجات، لكن هذه الاحتجاجات من قبل الشعب السعودي تظهر أن سياسة القمع في هذا البلد، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق مع صعود “محمد بن سلمان” إلى السلطة، هي في الواقع الورقة الرابحة للقضاء على هذا النظام الظالم والمستبد.

الجدير بالذكر أنه خلال الفترة من 2011 إلى 2013، شارك الشعب السعودي في موجات الربيع العربي. واتخذت الاحتجاجات السعودية ذات المظاهر التي اتخذتها ثورات الربيع العربي في تونس ومصر في بداياتها في مناطق “صامطة وجدة وجازان”، ثم احتجاجات الشيعة السعوديين في القطيف. وواجهت السلطات السعودية الاحتجاجات بالقوة التي أدت إلى مقتل بعض النشطاء والمعارضين، وموجات اعتقال واسعة بتهم الإرهاب والخروج على الحاكم. وظلت الاحتجاجات تتكرر طوال العام 2011، وشهدت المملكة احتجاجات ضد انتهاكات حقوق الإنسان أمام وزارات الدولة في الرياض. وقامت السلطات السعودية بزيادة المنح والهبات المالية لمواطنيها وتخفيف المدفوعات المطلوبة منهم، في سعيها لامتصاص الغضب والالتفاف على المطالب السياسية والحقوقية. إلا أن الاحتجاجات ظلت تتجدد وفي القلب منها النساء السعوديات حتى العام 2013.

وانطلاقاً من التأثير الفاعل للدعوة لإحتجاج يوم عرفة التي خرجت مع عباءة المعارضة السياسية واصبحت معارضة شعبية تتعلق بجميع أبناء الشعب السعودي، فقد كشفت معلومات عن استنفار أمني وعسكري في وزارة الداخلية حيث جرى منع الاجازات للضباط والأفراد، فيما توزعت عناصر أجهزة المباحث والمخابرات في الأسواق والاستراحات والديوانيات والمقاهي، حيث يتم تفتيش الاشخاص والسيارات في الطرقات العامة والأحياء الداخلية بشكل متشدد وتنتشر العناصر بشكل كثيف، تحسبا للاحتجاج الساعي للتنديد بانتهاكات السلطة بحق المواطنين بمختلف فئاتهم، والمطالبة بإسقاط نظام آل سعود. ولهذا فإنه ينبغي على النظام السعودي الكف عن جرائمه في الملفين الداخلي و الخارجي لان هذه الاحتجاجات الشعبية التي سوف تنطلق يوم عرفة قد تسقطه ويجب على العائلة الحاكمة في السعودية تغيير سياساتها القمعية ضد مواطنيها والعمل بجد لتحسين ظروفهم المعيشية والاقتصادية واعطائهم الحقوق الكافية للتعبير عن آرائهم بكل حرية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق