تصعيد أمريكي سعودي فاشل في جنوب اليمن.. هزيمة “القاعدة” الإرهابية في محافظة البيضاء
يتواصل القتال بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” وعناصر من تحالف العدوان السعودي في منطقتي “الصومعة والزاهر” جنوب وجنوب شرق محافظة البيضاء، لكن حدة الاشتباكات تراجعت مقارنة بالأسبوع الماضي. وحول هذا السياق، أفاد مصدر ميداني يتابع التطورات في محافظة البيضاء، بوجود عدد كبير من عناصر القاعدة الإرهابية على الجبهات الأمامية للصراع، قائلاً إن “السعوديين قدموا دعماً مكثفاً للإرهابيين لكنهم لم يحققوا أي نتائج على أرض المعركة”. وبحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني حول التطورات في مديرية “الزاهر”، فقد شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من منطقة “القرية” وضواحيها هجمات ضد عناصر التحالف وإرهابيي القاعدة ونجحوا في التقدم على هذا المحور.
وقال المصدر الميداني، إن ” أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” سيطروا على منطقة الحبج جنوب غرب مديرية الزاهر”، مضيفاً: “وفي وقتنا الحالي يحاول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” تثبيت مواقعهم بشكل كامل في هذه المنطقة”. وبحسب هذا المصدر الميداني، فإنه مع تثبيت المواقع في هذه المنطقة، سيصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” إلى مدخل مديرية “يافع” شمال شرق محافظة “أبين”، كما سيطوقون مرتزقة تحالف العدوان السعودي من المحور الشمالي لمنطقة “آل برمان”. وبحسب بعض التقارير الاخبارية، فقد نجح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في الأيام الأخيرة في تطهير وتأمين عدة مناطق حساسة واستراتيجية، بما في ذلك مناطق “المحصن، والغول مذسي، وجبل سوداء الغراب، إلخ”. واعادة الأمن والامان لمديريات “الزاهر وآل برمان، والدرب، وهصبة يافع، الخ”.
وهنا تجدر الاشارة إلى أن الجزء الاستراتيجي من منطقة “الزاهر” هو البوابة الجنوبية لمحافظة البيضاء ويحد محافظتي أبين ولحج. وحاليا، معظم المناطق المحتلة في هذه المنطقة تحتلها جماعة القاعدة الإرهابية. ولا يزال القتال مستمراً في منطقة “الصومعة” جنوب شرق محافظة البيضاء، ويحاول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” حاليا شن عملية أخرى ضد عناصر تحالف العدوان السعودي وإرهابيي القاعدة وفرض حصار خانق عليهم في تلك المناطق. وبحسب آخر المعلومات فإن عمليات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” ستنطلق من محور “المشر وعوين الاسفل وآل ثريا وغيرها” وسيتم خلال هذه العمليات تطهير مناطق “الضمرة والعقلة “وأخيراً مركز مديرية “الصومعة”. وبحسب مصادر ميدانية، فقد نجح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” خلال عملياتهم العسكرية على هذا المحور في محاصرة مجموعة من قوات التحالف الخاصة بقيادة “أبو صالح الكازمي” وقتل عدد كبير منهم. وإجمالاً، فقد قُتل عشرات من المرتزقة وإرهابيي القاعدة في الاشتباكات التي اندلعت خلال الأسبوعين الماضيين في مناطق متفرقة بمحافظة البيضاء، بينهم “حلمي الوتيري” قائد قاعدة “الفتح”، و”جعفر محمد أحمد”، قائد اللواء 62 و”عبد الرحمن نبيل”، وعبد اللطيف علي”، الخ.
لقد كانت الضربات الصاروخية الدقيقة والطائرات المسيرة عامل آخر غيّر ميزان القوى في ساحات القتال بمحافظة البيضاء لمصلحة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، حيث تعرض تحالف العدوان السعودي لضربات شديدة وخرج من موقعه الهجومي إلى الدفاعي. وبحسب العديد من التقارير الاخبارية، فإن الأمريكيين والسعوديين وبدعم كامل لإرهابيي “القاعدة” حاولوا احتلال مناطق واسعة من البيضاء والتأثير على التطورات في مأرب ووقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على هذا المحور لكن محاولاتهم باءت بالفشل حاليا. وأخذ أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” زمام المبادرة وقرروا إنهاء وجود تحالف العدوان الامريكي السعودي في جنوب وجنوب شرق محافظة البيضاء.
وعلى هذا المنوال نفسه، كشف العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور بارز في تقديم كل الدعم المالي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية وقامت بإرسالها إلى محافظة البيضاء للوقوف في صفاً واحداً مع قوات تحالف العدوان السعودي لمنع سقوط هذه المدنية الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ولفت اولئك الخبراء إلى أن للولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول الأقليمية دورا بارزا في رعاية تنظيم داعش وبناء ورعاية تنظيم القاعدة، والذي مر بثلاث مراحل زمنية الأولى عملية بناء وظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان، والمرحلة الثانية، النجاح في بناء تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. والمرحلة الثالثة النجاح في تمدد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا وهي المرحلة الممتدة منذ عام 2014 م، حتى الآن. ولقد استند اولئك الخبراء إلى تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين بعلاقة الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة ومنها تصريحات “هيلاري كلينتون” بالدعم الأمريكي لإنشاء تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.
ووفق تقرير لموقع “روسيا اليوم”، فإن الولايات المتحدة بسياساتها النفعية الخطرة، عبر استغلاها للنزعات الدينية، رعت تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، فتوسعت البيئة الحاضنة للإرهاب، وصار خطر هذه الظاهرة يهدد أمن العالم برمته. ويؤكد الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، “فيليب جيرالدي”، في هذا الاطار أن امريكا ساهمت في ظهور تنظيم القاعدة في اليمن كما تساهم الان في دعم الأكراد في سوريا في اشارة الى التنظيمات الارهابية التي تدعمها الولايات المتحدة هناك ومنها تنظيم “بي كا كا”. ولفت إلى أن اليمن شاهدة على الرعاية الامريكية لتنظيم القاعدة كذلك. ووفقاً للعديد من التقارير الاخبارية، فإن تحالف العدوان السعودي الاماراتي في اليمن عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة وداعش الارهابيين خلال الفترة الماضية وقام بتمويله، بناء على دعم ورعاية أمريكية .
وفي الختام يمكن القول إن الجيش واللجان الشعبية اليمنية نجحوا في تطهير مساحات شاسعة في محافظة البيضاء من العناصر الإرهابية، حاليا وفي يوليو من العام 2020م، وخصوصا المعاقل الرئيسة لتلك العناصر منها “يكلا وولد ربيع وقيفة”، وهي ما عجزت عنه أمريكا التي تدعي مكافحة الإرهاب في العالم ان تقوم به، ولم نسمع ولم نر أي تفاعل إيجابي مع تلك الانتصارات التي اعتبرها خبراء عسكريون أعظم الانتصارات على الإرهاب منذ العام 2001م. ويغض المجتمع الدولي الطرف عن أي نجاح عسكري يحققه الجيش واللجان الشعبية، حتى وإن كان ذلك النجاح على الجماعات والعناصر التكفيرية الإرهابية، لان تلك الجماعات تمويلها وتسليحها وتذخيرها من قوى الاستكبار وعلى رأسها أمريكا التي تتحكم بقرارات المجتمع الدولي نفسه، لذلك لا غرابة أن يتم تجاهل تلك الانتصارات، ولا غرابة أيضا ان تكون أمريكا ورجلها في اليمن “علي محسن الأحمر” يصفون هجمات الجماعات الإرهابية في البيضاء بالانتصارات العظيمة، ولعل ذلك يأتي كنتائج اللقاء الذي جمع “الأحمر” بقائد قوات البحرية الأمريكية الوسطى قائد الأسطول الخامس الفريق بحري “براد كوبر” قبل أيام من انطلاق ما اسماها وزير الاعلام في الحكومة المستقيلة “معمر الارياني” عملية “النجم الثاقب”.
المصدر/ الوقت