دراسة تحذر مما يخفيه صعوبة سماع المحادثات في غرف صاخبة
كشفت نتائج دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في سماع محادثة في بيئة صاخبة هم أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم.
ودُرست البيانات الصحية من أكثر من 82000 مشارك فوق سن الستين، من قبل خبراء من جامعة أكسفورد كانوا يبحثون عن عوامل خطر الإصابة بالخرف.
ووجدوا أن صعوبة سماع المحادثات المنطوقة، لا سيما في بيئة صاخبة، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 91%.
ويؤثر ضعف السمع على حوالي 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، مع وجود أدلة متزايدة على أنه قد يمثل خطر الإصابة بالخرف.
ودفع هذا فريق أكسفورد إلى الخوض في مجموعة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، حيث وجدوا أن الكفاح من أجل متابعة المحادثات في بيئة صاخبة كان أحد عوامل خطر الإصابة بالخرف الذي “يمكن علاجه”.
ويقول الخبراء إن أي شخص لديه مخاوف بشأن سمعه يجب أن يتصل بطبيبه العام.
لم يذكر معدو الدراسة سبب زيادة خطر الإصابة بالخرف بين أولئك الذين يعانون من صعوبات في السمع في بيئة صاخبة، لكنهم استبعدوا العزلة كسبب.
ومع تقدم الناس في السن يصبح السمع أكثر صعوبة، ومن المكونات الرئيسية لذلك صعوبة سماع الكلام في بيئة صاخبة.
ويمكن أن يكون لهذا تأثير على أدائهم اليومي، بما في ذلك الكفاح لسماع الإعلانات أو الشعور بالعزلة بسبب الصعوبات في المواقف الاجتماعية.
وثبت أيضا أن المشكلة هي أحد أعراض الخرف لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الحالة المدمرة.
ومع ذلك، لم يكن واضحا حتى الآن ما إذا كانت صعوبة سماع الكلام في الضوضاء مرتبطة بتطور الخرف، فضلا عن كونها عرضا.
والآن، يجري متابعة الحالة بقوة في دراسة جديدة بقيادة قسم Nuffield للصحة السكانية (NDPH) بجامعة أكسفورد.
وفي بداية الدراسة، طُلب من المشاركين تحديد الأرقام المنطوقة على خلفية ضوضاء بيضاء.
وعلى مدى 11 عاما من المتابعة، حُدد 1285 مشاركا على أنهم يصابون بالخرف بناء على سجلات المرضى الداخليين وسجلات الوفيات.
وقال الدكتور توماس ليتلجونز، كبير الباحثين: “يؤثر الخرف على ملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات ثلاث مرات في العقود القليلة المقبلة. ومع ذلك، هناك أدلة متزايدة على أن الإصابة بالخرف ليست حتمية وأنه يمكن تقليل المخاطر من خلال علاج الحالات الموجودة مسبقا. وفي حين أن النتائج أولية، إلا أنها تشير إلى أن ضعف السمع قد يمثل هدفا واعدا للوقاية من الخرف”.
وقال الدكتور جوناثان ستيفنسون، المعد الرئيسي للدراسة، إن صعوبة سماع الكلام في الضوضاء الخلفية هي واحدة من أكثر المشاكل شيوعا للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع المرتبط بالعمر.
وتشير الدراسة إلى أن هذه التغييرات في السمع قد لا تكون مجرد عرض من أعراض الخرف، ولكنها عامل خطر يمكن علاجه