التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

وزير الخارجية في حكومة صنعاء: زمن التدخل السعودي في شؤون اليمن قد ولّى 

يوم الجمعة الماضي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، تعيين الدبلوماسي السويدي “هانس غروندبرغ”، مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، خلفا للبريطاني “مارتن غريفيث”، الذي تم تعيينه وكيلاً للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة لشؤون الطوارئ. ويعد السويدي “غروندبرغ” المبعوث الأممي الرابع لليمن، منذ عام 2015، حيث سبقه المغربي “جمال بن عمر”، والموريتاني “إسماعيل ولد الشيخ” والبريطاني “مارتن غريفيث” الذي تم تعيينه في أيار الماضي وكيلاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة لشؤون الطوارئ. وحول هذا السياق، سارع وزير الخارجية السعودي، “فيصل بن فرحان”، يوم السبت الماضي، بالترحيب بتعيين “هانس غروندبرغ”، مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى اليمن، زاعما استمرار السعودية في دعم الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وقال “بن فرحان” في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “أرحب بتعيين السيد هانز غروندبرغ مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، نتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة”

وعقب هذه المزاعم التي قالها وزير الخارجية السعودي والاكاذيب التي اطلقها بحرص السعودية على أمن واستقرار اليمن، أكد وزير الخارجية اليمني “هشام شرف”، أن زمن تدخل السعودية في الشأن اليمني، واشتراطاتها ومحاولة الوصاية عليه قد ولّى. وأوضح وزير الخارجية، أن السلام الذي تعمل صنعاء على تحقيقه، هو سلام حقيقي عادل ومستدام لليمن وشعبه، وفي إطار سيادي يمني يتوّج بخروج القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية ويحفظ لليمن استقلاله وسيادته على كامل أراضيه. جاء ذلك في رد وزير الخارجية اليمني المهندس “شرف” على تصريح وزير خارجية السعودية، بعد ترحيب صنعاء بالمبعوث الأممي الجديد، باشتراطه تنفيذ ما أسماه المبادرة السعودية للسلام في اليمن والمرجعيات الثلاث كأساس لتحقيق السلام في اليمن.


وأضاف الوزير شرف” على وزير الخارجية السعودي عدم التسرع في محاولة إظهار موقف القوة مع قرب بدء مهمة المبعوث الأممي الجديد، وعليه أن يعي أن السلام في اليمن هو للشعب اليمني والعودة إلى أجواء الأمن والاستقرار وسلطة الدولة الوطنية التي تفرض النظام والقانون وتحقيق العدالة والازدهار للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه بعد سبع سنوات من تعرضه لعدوان، وليس سلاما تفرضه أو تشترطه السعودية لمصلحة من يدور في فلكها أملا في استمرار لعب دور الوصاية والهيمنة”. وشدد على ضرورة إدراك القيادة السعودية أنه يمكن إعادة بناء العلاقات الثنائية المستقبلية بين الجمهورية اليمنية والسعودية على أسس حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهو الذي سيقود لعلاقات جوار طيبة وتعاون مشترك يعود بالفائدة على شعبي البلدين الشقيقين وتحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

وعلى صعيد متصل، علق “محمد علي الحوثي” عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة “أنصار الله” على تعيين الأمم المتحدة السويدي “هانس غرندبيرغ” مبعوثاً أممياً جديداً لدى اليمن خلفاً لـ”مارتن غريفيث”. وقال “الحوثي” في تدوينة على صفحته في “تويتر” : “على مجلس الأمن والأمم المتحدة تغيير سياستهم من دعم التحالف الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه إلى دعم سلام حقيقي هذه هي الخطوة الجادة”. وأضاف: “فلن يأتي أي مبعوث جديد بجديد ولا يمكنه كسر الجليد وسياسة دعم التحالف واستمرار الحصار هي منهجهم وشعارهم السائد”. ولفت إلى أنه لم يعد خافيا بعد مضي ست سنوات ونيف على عدوان تحالف الشر والاجرام الدولي، أن الأمم المتحدة شريك في هذا التحالف، وأن التحالف استخدم الأمم المتحدة طبقا لما يتوافق مع مصلحته، من بداية العدوان وحتى اليوم وهو ايضا من كان وما زال يوجه تحركات المبعوثين الدوليين ويحدد خطوات سيرهم، ويملي عليهم ما يشاء في احاطتهم قبل اعلانهم لها في مجلس الامن. وأكد أن هذا الأمر كان واضح جدا لكل من تابع تصريحات مبعوث الامين العام للأمم المتحدة السابق “مارتن غريفيث” التي ادلى بها في اليمن بعد كل لقاء له مع قائد الثورة والقادة اليمنيين في صنعاء ويقارنها مع ما تضمنته احاطته امام مجلس الأمن كل مرة فسيلاحظ التناقض العجيب بين ما قاله في تصريحه باليمن وبين ما قاله في احاطته امام مجلس الأمن التالية لعودته من اليمن في كل مرة، ما يشير إلى أنه يقول تصريحه في اليمن عن قناعة شخصية وبحرية مطلقة وارادة ذاتية لا يتمتع بها امام مجلس الأمن.

وعلى هذا المنوال نفسه، قال رئيس الوفد اليمني المفاوض “محمد عبد السلام”، “ينبغي على المبعوث الأممي الجديد لليمن أن يراعي مصالح الشعب اليمني والعمل بجد من أجل فك الحصار على جميع المطارات والموانئ اليمنية وبذل كل الجهود لإجبار تحالف العدوان السعودي على إيقاف عدوانه على أبناء الشعب اليمني”. كما انتقد “عبد السلام” توجهات الأمم المتحدة المتحيزة تجاه اليمن خلال السنوات الماضية. وأشار “عبد السلام” إلى أن هذا التحيز الأممي ظهر واضحاً خلال الخطة الاخيرة التي قدمها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن “مارتن غريفيث” لإنقاذ التحالف السعودي. وقال “عبد السلام”، إن “توقيت خطة “غريفيث” الجديدة، مع اقتراب سيطرة الجيش اليمني على جبهة مأرب، یُظهر جهوده للالتفاف على التطورات الميدانية في اليمن وتحقيق مكاسب للتحالف السعودي”. وأضاف إنه لا توجد علامة على الجدية أو النوايا الصادقة في خطة غريفيث الجديدة.


ويرى الخبراء أن تنصل الامم المتحدة عن تنفيذ التزاماتها لا يزال مستمر وخصوصا ما يتعلق بمطار صنعاء وميناء الحديدة واعادة تأهيلهما لاستقبال المسافرين والمرضى والطائرات والسفن والذي سوف يُساعد بدوره على تحقيق السلاسة في تدفق المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمشتقات للتخفيف من حدة الكارثة التي يعيشها الشعب اليمني ولكن عدم حلها لهذه المعظلة هو الآخر تأكيد على أن الامم المتحدة تتحرك فقط على المسارات التي يرسمها لها تحالف العدوان السعودي الامريكي وهو ما يحول دون وفائها بما تم التوقيع عليه والتزمت به امام العالم في اتفاق “استوكهولم” .وعدم قدرت الامم المتحدة على إلزام مرتزقة العدوان بالوفاء والسير بالخطوات التي يتم الاتفاق عليها مع اللجان التي تمثل الجانب الوطني من حيث اعادة الانتشار الى النقاط التي تم الاتفاق عليها وكذا الزامهم بوقف خروقاتهم التي لم تتوقف على مدار الساعة يؤكد أن الأمم المتحدة طرفا غير محايد في رعاية الاتفاق بل تعتبر طرفاً منحازاً انحيازاً علنياً الى جانب تحالف العدوان.

وفي الختام، يمكن القول إن حكومة صنعاء لا يمكنها أن تعّول ابداً على الأمم المتحدة في تحقيق اي تقدم نحو السلام العادل ولن تعّول عليها في أي أمر في ظل الهيمنة الأمريكية والمال السعودي والإماراتي عليها والذي اخرجها تماما عن دائرة الاستقلال. وما استمرار قيادة صنعاء في مجاراة الأمم المتحدة إلا من باب التأكيد على حسن نواياها وعلى رغبتها الحقيقية في الوصول إلى السلام العادل والمشرف، وهو في ذات الوقت تأكيد على أن المواجهة والصمود هو خيارها الوحيد من دون السلام العادل وأن على تحالف العدوان والامم المتحدة أن يعلموا أن الاستسلام غير وارد ولا وجود له في كل قواميسها أياً كانت النتائج التي تتمخض عن هذا الموقف الاساسي والمبدئي لليمنيين قيادة وشعباً .
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق