لعبة إسرائيل الخطيرة في عقر دار تركيا.. ما الذي تخفيه تل أبيب لأنقرة في قبرص التركية
لا تزال التحركات الخفية والعلنية مستمرة في منطقة شرق البحر المتوسط الحساسة، ورافق البحث عن موارد الغاز والنفط، إلى جانب التنافس الإقليمي، تحركات وسيناريوهات جديدة. حيث يسعى الكيان الصهيوني لتحقيق أهداف خبيثة في قبرص واليونان بالإضافة إلى حرمان لبنان وتركيا من الحضور في منتدى غاز شرق المتوسط .
تشير الدلائل إلى أن شراء الأراضي والشركات في الأجزاء الشمالية والجنوبية من قبرص من قبل الصهاينة الأثرياء هو جزء من خطة إسرائيل وأهدافها الخبيثة في المنطقة.
التحركات السرية للصهاينة في قبرص التركية تأتي في ظروف تصف فيها الأدبيات السياسية التركية الجزء التركي من قبرص بالطفل الذي تعتبر تركيا أمه الرئيسية. ونظرا لأن السياسيين الأتراك حذرون من التبعات القانونية لفكرة ضم قبرص إلى تركيا، فإنهم بشكل عام يستخدمون عبارة “قبرص التركية المكان الذي لا يختلف عن الوطن بالنسبة لنا”.
وفي تقرير خاص، تناولت صحيفة ملي غازته الناطقة باسم “حزب السعادة” الإسلامي التركي (تلامذة وأتباع نجم الدين أربكان) نوايا إسرائيل في قبرص.
النفوذ الإسرائيلي الشرير والشراء الهادف للأراضي
وفقا لصحيفة ملي غازته، فإن إسرائيل جندت العديد من الأشخاص من مواطني شمال قبرص التركية، الذين بعضهم يهودي الأصل، بالإضافة إلى شركاء محليين آخرين، واشترت على الأقل في الجزء التركي من جزيرة قبرص 2500 هكتار من الأراضي و تم نقل ملكية هذه الأراضي عن طريق 2000 شركة مساعدة.
و إذا لم يتوقف بيع الأراضي في قبرص إلى الصهاينة، فإنه يُخشى أن يقع الجزء التركي من قبرص قريباً في قلب منطقة جغرافية يعتبرها الصهاينة أرض الميعاد و جزءاً من “مشروع إسرائيل الكبرى”.
الصهاينة والالتفاف على قوانين قبرص
بموجب قوانين حكومة الأمر الواقع وغير الرسمية لجمهورية شمال قبرص التركية، يجب على الشركة الأجنبية التي ترغب في شراء أكثر من 500 متر مربع من الأرض أن تحصل على 49 ٪ فقط من الملكية و 51 ٪ يجب أن تكون ملكاً لمواطن قبرصي.
أمام الصهاينة خياران: الأول، أن يأخذ بعض اليهود الجنسية القبرصية عن طريق دفع المال والاستفادة من القانون لشراء الأراضي بالقدر الذي يريدون. الثاني، أن يقوم شركاء اليهود المحليون بشراء الأراضي باسمهم، لكن في الواقع تكون الأراضي ملك لإسرائيل، ويكون المشتري القبرصي مجرد غطاء ووسيلة.
اشترى العديد من اليهود أراض في ليفكا القبرصية، ويمتلكون ما لا يقل عن 200 هكتار من الأراضي في هذه المنطقة، ويقومون الآن باصطياد الأراضي في مناطق باغلي كوي وتشاملي كوي وتشنكيز كوي وغازي فرن.
وبالإضافة إلى شراء مئات الشقق والفيلات والمنازل الكبيرة والصغيرة، اهتم اليهود بمنطقة كارباز، باعتبارها أهم الأراضي الخصبة في قبرص التركية، ومن المرجح أن تقع المشاريع الزراعية الكبيرة في قبرص في قبضة إسرائيل، وينبغي اعتبار مثل هذه العملية احتلالاً صامتاً للجزء التركي من جزيرة قبرص من قبل إسرائيل.
نفذ الصهاينة مخططاتهم الخبيثة في نطاق أحلامهم بـ “أرض الميعاد” في الجزء التركي من الجزيرة. بينما تتمتع أراضي قبرص بأهمية استراتيجية بالنسبة لتركيا، والآن تلتهم مؤسستا Lions وRotary الصهيونيتان هذه الجغرافيا المهمة. اللافت أن العديد من اليهود الأثرياء قد مُنحوا الجنسية القبرصية التركية وليس لديهم أي قيود على حيازة الأراضي وتسجيل سندات الملكية.
وبينما تأمل تركيا نقل الغاز الإسرائيلي والمصري والقبرصي إلى أوروبا عبر خط أنابيب في المستقبل، فإن الصهاينة أنفسهم لديهم مثل هذه الخطة ليس فقط في الجزء الجنوبي من قبرص، بل لجأوا أيضاً في شمال قبرص والطريق التركي ذاته إلى المكر والتحركات الهادفة.
احتلال ارض دون اطلاق رصاصة واحدة
وفي السنوات الأخيرة قام عدد كبير من اليهود الأثرياء بتحويل مبالغ كبيرة من المال إلى قبرص التركية، وتشير الأدلة إلى أن لديهم أهدافا و طموحات. حيث بدأ المساهمون الإسرائيليون في الجزء التركي من جزيرة قبرص من الصفر ولديهم الآن حوالي 2000 شركة في المنطقة.
يذكر أن الأرض التي تم شراؤها حتى الآن تبلغ 25000 هكتار. إن شراء اليهود للأراضي في قبرص يحمل أبعاداً مخيفة أخرى، فبينما حصل الكثير من اليهود على الجنسية القبرصية التركية في عام 2014، استفادوا في الخطوة الاولى من قانون رفع القيود عن شراء الأراضي وسجلوا ملكية أخصب الأراضي الزراعية والمنازل والفيلات في الاحياء المعتدلة واللطيفة الاجواء بأسمائهم.
وفي تقريرها الخاص، نصحت صحيفة ملي غازته حكومة أردوغان باتخاذ تدابير سياسية وقانونية جديدة بمساعدة قادة جمهورية شمال قبرص التركية كي لا تصبح أراضي المنطقة جزء من الممتلكات اليهودية.
بالطبع، تجدر الإشارة إلى أنه لا تقتصر الأهداف الخبيثة للصهيونية في شرق البحر المتوسط وفي عقر دار تركيا على شراء الأراضي في قبرص، بل في هذه المنطقة، من الشرق إلى إيجة وما وراء إيجة، يمضي الصهاينة بخططهم الخبيثة. وفي ما يلي جزء منها:
1. الحصول على مناقصة بناء مطار عسكري وقاعدة تدريب عسكرية في اليونان.
2. شراء جزء مهم من شركتين ضمن مجموعة الصناعات الدفاعية اليونانية.
3 – بيع الأسلحة والمعدات الأمنية لجمهورية قبرص الرسمية.
4. الاستفادة من القدرات الجديدة لتعزيز العلاقات بين اليونان وقبرص مع مصر والإمارات والسعودية.
5. الضغط على الاتحاد الأوروبي لوضع تركيا في مآزق سياسية ودبلوماسية جديدة.
6. عدم السماح لتركيا ولبنان بالانضمام إلى منتدى غاز شرق المتوسط.
كل هذه الإجراءات والأحداث حدثت في وقت تحملت فيه تركيا عناء مواجهة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأمريكا ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عبر الاصرار على طرح ضرورة الاعتراف بالحكومة القبرصية التركية، لكن الأدلة تشير الى أنه ليس هناك اي أمل في تحقيق أحلام تركيا الجيوسياسية بشأن الحكومة القبرصية التركية.
المصدر/ الوقت