التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

إسقاط ثلاث طائرات تجسس أمريكية مسيرة في اليمن… صاروخ غامض يصطاد “سكان إيغل” هذه المرة 

کلما يستمر غزو الجيش السعودي وبعض الحلفاء الغربيين لليمن المظلوم، يصبح وضع المعتدين أکثر صعوبةً، خاصةً في السنوات الأخيرة حيث باتت منظومات الدفاع الجوي للجيش اليمني وقوات اللجان الشعبية اليمنية إحدى المميزات المهمة.

وفي هذا الصدد، تتزايد باستمرار قائمة الطائرات المأهولة وبدون طيار التابعة لما يسمى بالتحالف السعودي وحلفائه الأمريكيين، والتي سقطت في هذه المعركة الطويلة.

وفي السنوات الأخيرة، ركزت المقاومة اليمنية ومنظومات الدفاع الجوي على إسقاط الطائرات بدون طيار، بما في ذلك MQ-9 الأمريكية، و CH-4 الصينية، و Karayel التركية.

ولكن بعد الخسائر العديدة التي لحقت بطائرات الدرونز الباهظة الثمن من سلسلة ريبر، يبدو أن الأمريكيين قد وضعوا استراتيجيةً جديدةً على جدول أعمالهم تتمثل في استخدام طائرات صغيرة وخفيفة بدون طيار، وقد أرسلوا طائرة “سكان إيغل” الشهيرة إلى ساحة المعركة اليمنية، ولكن حتى الآن تم إسقاط ثلاث منها من قبل المقاومة اليمنية، کان آخرها في الأيام القليلة الماضية.

قبل الخوض في مسألة إسقاط وتدمير الطائرات بدون طيار المعتدية، من المناسب أن نتعرف قليلًا علی طائرة سكان إيغل الأمريکية بدون طيار.

سكان إيغل(Scan Eagle) هي طائرة استطلاع صغيرة بدون طيار صنعتها شركة بوينغ الأمريکية، ويبلغ نصف قطرها التشغيلي حوالي 100 كيلومتر، ويصل ارتفاعها إلی أكثر من 5 كيلومترات ولديها القدرة علی الطيران لمدة 20 ساعة، وهي في خدمة الجيش الأمريكي وبعض الدول الحليفة منذ عام 2005.

يمكن لهذه الطائرة بدون طيار أن تحمل حمولة 3.4 كجم، والتي عادةً ما تتضمن نظامًا بصريًا للرؤية النهارية والليلية، جنبًا إلى جنب مع نظام مراقبة حراري.

کما تستخدم هذه الطائرة بدون طيار محركًا مكبسيًا بقوة 1.5 حصانًا، وعادةً ما تحلق بسرعة 111 كيلومترًا في الساعة، وتسمى بـ MQ-27 في القوات المسلحة الأمريكية.

من المهم أيضًا ملاحظة أن النماذج الأحدث من هذه الطائرة، بما في ذلك الأنواع التي تم إسقاطها في اليمن، تختلف عن النماذج الأولية، وخاصةً في المظهر وفي جزء النظام البصري في مقدمة الطائرة بدون طيار.

عادةً ما يتم إطلاق هذه الطائرة بدون طيار من السفن الأمريكية باستخدام نظام قاذفة، ويتم استردادها في النهاية بواسطة ذراع وكابل استقبال. ومن بين مستخدمي هذه الطائرات بدون طيار، يمکن الإشارة إلی كندا والبرازيل وأستراليا واليابان وماليزيا وباكستان.

سكان إيغل هي الطائرة بدون طيار الشهيرة التي کانت تقوم بأنشطة التجسس في مياه جنوب إيران في 5 ديسمبر 2012، عندما تم الاستيلاء عليها وإسقاطها من قبل وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للحرس الثوري الإيراني. ولاحقًا قام المهندسون الإيرانيون بإنتاج هذه الطائرة بدون طيار من خلال الهندسة العكسية، وأطلقوا عليها اسم “الظل”.

محافظة مأرب، موطن اصطياد طائرات سكان إيغل

بحسب التحقيقات وبعض الأدلة، منذ نهاية يونيو وربما في 20 يونيو، حدث إسقاط طائرات سكان إيغل الأمريكية في ثلاث حالات في اليمن وفي محافظة مأرب. وكانت الحالات المعلنة لإسقاط هذه الطائرات في 20 و 23 يونيو، وأيضًا في 14 أغسطس، على التوالي.

فيما يتعلق بإسقاط أول طائرة سكان إيغل بدون طيار، عرضت المقاومة اليمنية صوراً للحظة التي تم فيها استهداف هذه الطائرة المسيّرة، والتي يبدو أنها تشير إلى إعادة استخدام نظام غامض يسمى “صاروخ 358”.

وفقًا للخبراء العسكريين، فإن سلاح 358 ليس صاروخًا، بل هو طائرة انتحارية بدون طيار تقوم بدور الدفاع، والتي تُصنف عمومًا على أنها من نوع الذخيرة المتساقطة أو Loitering munition.

يقوم هذا السلاح، بمساعدة محرك نفاث وأجنحة تحكم متعددة ورؤوس حربية مزودة بعدد كبير من الصمامات المجاورة، بدوريات في سماء منطقة المعركة لفترة طويلة، بحيث أنه في الوقت المناسب وعندما تدخل طائرة العدو منطقة المعركة، فإنه يتحرك نحو الهدف بمساعدة نظام التوجيه الأرضي ويدمره.

کما يستخدم هذا النظام السرعة فوق الصوتية على وجه التحديد، وهو خيار جيد لاستهداف الأهداف منخفضة السرعة مثل طائرات الهليكوبتر أو الطائرات بدون طيار من نوع سكان إيغل.

بعد إصابة الصاروخ، لم تُترك أي بقايا محددة للطائرة المسيرة المستهدفة. لكن في الحالتين الأخيرتين، نرى نوعًا من سقوط لطائرات سكان إيغل على الأرض بحيث لم تتضرر كثيرًا.

إذا كانت هناك حالة واحدة فقط من هذا الأمر، فكان من الممكن النظر في مسألة عيب فني وحادث للطائرة بدون طيار المعنية، ولكن بعد تكرار هذه القضية، يبدو أن الأمر أكثر من عيب فني أو عطل تقني.

فيما يرتبط بأنظمة الاتصالات الإلكترونية، تمتلك سلسلة طائرات سكان إيغل بدون طيار بنيةً أبسط نسبيًا من الطائرات بدون طيار مثل سلسلة ريبر أو سلسلة CH_4، ومن الأسهل نسبيًا تنفيذ نوع من الحرب الإلكترونية وقطع رابط الاتصال الخاص بها.

نظرًا لتكرار حادثين قريبين من بعضهما البعض من الناحية الزمنية وفي محافظة يمنية واحدة وضد طراز معين من الطائرات بدون طيار بالضبط، فيمكن الاستنتاج بأن الطائرتين الأخريين من طراز سكان إيغل في هذه المنطقة، وقعتا بطريقة ما فريسةً لنظام حرب إلكترونية غير معروف، وبالتالي سقطتا.

على أي حال، نرى أن الدفاع الجوي اليمني تمكن مرةً أخرى من إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار أخرى، وهکذا أضيفت طائرة سكان إيغل بدون طيار إلی القائمة الطويلة للطائرات التي سقطت في هذا البلد.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق