التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

صورايخ “أنصار الله” تدك قاعدة “العند”.. هل سيعترف تحالف العدوان بالهزيمة 

بالتزامن مع تصاعد وتيرة المواجهات في مأرب وسط محاولات سعودية لإعاقة تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في جبهات مأرب، تعرضت السعودية، مساء الاثنين الماضي، لهجوم جوي جديد يعد الثاني في أقل من 12 ساعة. وتداولت وسائل إعلام سعودية رسمية قبل عدة أيام بيان لناطق تحالف العدوان “تركي المالكي” يؤكد فيه تعرض مدينة جيزان لهجوم بصاروخ باليستي في الوقت الذي تعرضت فيه خميس مشيط، حيث أكبر القواعد العسكرية السعودية جنوب اليمن، لهجوم بطائرة مسيرة. وأعلن تحالف العدوان، في وقت مبكر فجرا يوم الاثنين، تعرض السعودية لهجوم جوي نفذ بـ3 طائرات مسيرة دون أن يكشف تفاصيل جديدة عنها. هذه التطورات في المشهد تشير إلى أن اليمن في طريقها لمزيد من التصعيد الميداني خصوصا بعد الانتصارات التي شهدتها مأرب خلال الساعات الماضية ومحاولة السعودية وضع ثقلها العسكري في محاولة لعرقلة أي تقدم هناك عبر تكثيف الغارات الجوية مع انتهاج سياسة الأرض المحروقة على تخوم المدينة.

وعلى صعيد متصل، أفادت وسائل إعلام في صنعاء يوم الأحد الماضي، سقوط أكثر من 80 قتيلاً وجريحاً في هجوم على قاعدة العند العسكرية التابعة لتحالف العدوان السعودي في محافظة لحج اليمنية. ولقد جاءت عملية قصف قاعدة العند الجوية في محافظة لحج التي تسيطر عليها قوات تابعة لتحالف العدوان السعودي للمرة الثانية، لتطرح الكثير من التساؤلات حول سهولة اختراق تلك القاعدة الاستراتيجية التي تعد الأهم بين القواعد العسكرية وتوجد فيها الكثير من القوات سواء من التحالف أو مرتزقة العدوان. إن لغز تكرار قصف قاعدة العند الجوية في جنوبي اليمن يطرح علامات استفهام حول سر هذا القصف والاستهداف من قبل “أنصار الله” للمرة الثانية. ويرى مراقبون أن تلك العملية تؤكد توازن الردع بين “أنصار الله” والمعسكر المقابل في تحالف العدوان السعودي الإماراتي رغم الحصار.

وتعليقا على واقعة قصف قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، قال اللواء، عبد الله الجفري، الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، إن “ما شاهدناه اليوم أن عددا من الطائرات المسيرة والصواريخ استهدفت قاعدة العند الجوية وأدت العملية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من العسكريين”. وأضاف في حديثه، إن “الخسائر التي أحدثتها تلك العملية في صفوف العدوان تؤكد أنها كانت ناجحة وأصابت أهدافها نتيجة جمع معلومات استخباراتية دقيقة، وتلك العملية حملت رسائل مهمة جدا، فمن المعروف أن قاعدة العند، هي قاعدة عسكرية كبرى، تم تشييدها منذ عقود حيث تم افتتاحها في شهر مارس/ آذار 1979، في ظل الصراع بين القطبين العالميين في ذلك الوقت، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، وكانت مهمتها حماية الممرات المائية ومضيق باب المندب”. وتابع الخبير الاستراتيجي: “تلك القاعدة كانت تتواجد بها أسراب من الطائرات (ميغ 21)، وعدة ألوية، وبالتالي أصبحت تلك القاعدة مهمة جدا، وفي أحداث صيف عام 1994، كان لها أهمية بالغة، فبعد السيطرة عليها تم إسقاط محافظة عدن، واليوم أصبحت تلك القاعدة تحتضن أعداد كبيرة جدا من المرتزقة وكذلك من القوات الأجنبية، بما فيها القوات الأمريكية التي نزلت بالعتاد والسلاح وأصبحوا يسيطرون عليها بحكم قربها من محافظة تعز والشريط الساحلي الغربي”.

وأشار إلى أن “تلك الضربة كانت بمثابة رسالة مهمة جدا في ظل الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن وفي ظل هذا العدوان وبعد التواجد الأجنبي ليس في القاعدة فحسب، بل هناك نزول للقوات البريطانية في مطار الغيطة بمحافظة المهرة، كما أن هناك قوات أخرى سواء كانت سعودية أو حتى من الخبراء الإسرائيليين، وهذا يعني أن هناك صراع على المنافذ البحرية والممرات المائية والمطارات والموانئ والجزر، لذا سوف تستمر تلك الضربات وبشكل تصعيدي تزامنا مع تظاهرات ثورة الجياع ورسالة لتحالف العدوان، أنه مهما حشدتم من قوات أجنبية لحماية تلك القواعد والموانئ والمطارات، هذا لن يجعلها بعيدة عن أيدي الجيش واللجان الشعبية وأسلحتهم الاستراتيجية وطائراتهم المسيرة وصواريخهم التي يصل مداها إلى 1800كم”. وأكد “الجفري”، أن “تلك العملية كانت الرد الطبيعي على تحالف دول العدوان في ظل الحصار المطبق”، مشيرا إلى أن “قاعدة العند هي قاعده كبيره جدا ومترامية الأطراف وتقع بين محافظة تعز ولحج وتحتوي على العديد من معسكرات التدريب ولواءات الجيش المتنوعة ما بين المدفعية والصواريخ، ويُراهن التحالف اليوم على السيطرة على تلك القاعدة، التي تعد خط الدفاع الأول تمنع الوصول إلى محافظة عدن”.

أما الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، الدكتور “ثابت حسين”، فقد أوضح، أن القوة الصاروخية والطائرات المسيرة في صنعاء، حققت تفوقا وتقدما كبير جدا في مواجهة أدوات العدوان التي أثبتت فشلها في الفترة الماضية، فقد أصبح الجيش واللجان الشعبية يخترقون أجواءهم وشبكاتهم الرادارية، واستطاعوا الوصول إلى العمق داخل دول التحالف، وهذا يؤكد أن المعركة اليوم وصلت إلى مرحلة مفصلية وحرب إلكترونية وفق استراتيجية توازن الردع. ويرى الدكتور “ثابت حسين”، أن “هناك الكثير من علامات الاستفهام حول تلك العملية وكيف اخترقت تلك المسيرات والصواريخ كل هذه الأجواء ووصلت إلى أهدافها بتلك الدقة وخلفت ورائها العشرات من القادة ما بين قتيل وجريح”. وأضاف، إن “تلك الأحداث طبيعية في ظل وجود دولة تحت الحرب، لكن المستغرب هو الدور الذي يجب أن تقوم به القوى الموجودة على الأرض في تلك المناطق ودور التحالف، وما الذي حدث وأوصل الأمور إلى هذه الدرجة، وكيف تتحدث القوى الجنوبية والتحالف على أن تلك المناطق تقع تحت سيطرتها، ما هي أدلة السيطرة”

وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، بأن قوى العدوان السعودي قصفت بالصواريخ وقذائف المدفعية مناطق متفرقة في مديرية “باقم” الحدودية مع “عسير” شمالي محافظة صعدة أقصى شمال اليمن، كما شنت طائرات العدوان 13 غارة على محافظة مأرب خلال الساعات الماضية، حيث طاولت 9 غارات جوية مديرية صرواح التي تشهد معارك كر وفر متواصلة في مناطق “المشجح والكسارة وجبل البلق الشمالي” عند الأطراف الشرقية بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب. وقصفت طائرات العدوان بسلسلة غارات جوية مديريتي “جبل مراد ورحبة”، في وقت سقط فيه عدد من القتلى والجرحى إثر مواجهات عنيفة دارت بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة، وقوات “هادي” المسنودة بطائرات العدوان السعودي من جهة أخرى في منطقة جبل “حيد آل أحمد” بمديرية “رحبة” جنوب محافظة مأرب الغنية بالنفط شمال شرق اليمن.

أما في محافظة الحديدة، فقد أفاد مصدر عسكري يمني في حكومة صنعاء بتسجيل 338 خرقاً جديداً لقوات العدوان في جبهات المدينة خلال الساعات الـ24 الماضية. المصدر أكد أيضاً أن الجيش واللجان أحبطوا محاولة تسلل لقوى العدوان في منطقة الجاح جنوب الحديدة، مشيراً إلى أن خروق هذه القوى لاتفاق الحديدة الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ 18 كانون الأول 2018، شملت استحداث تحصينات قتالية جنوب وشرق المحافظة. وأشار المصدر إلى أن قوات تحالف العدوان السعودي قصفت مناطق سيطرة الجيش واللجان في الحديدة بـ206 قذائف مدفعية بالتزامن مع تحليق 13 طائرة تجسسية في أجواء المناطق الجنوبية والشرقية للمحافظة الساحلية على البحر الأحمر غرب اليمن.

سياسياً، اتهم المتحدث باسم المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية “طلعت الشرجبي”، الأمم المتحدة باستثمار الأزمة الإنسانية في اليمن والعمل على إطالتها دون وضع أي حلول ملموسة للأزمة. وقال “الشرجبي” في تصريح لقناة المسيرة اليوم: إن “الأمم المتحدة تدير الأزمة في اليمن فقط وليست بصدد إيجاد حلول جذرية، مضيفاً: إن الأمم المتحدة تتعامل مع اليمنيين كأرقام فقط في بياناتها وتقاريرها”. ولفت إلى أن الأمم المتحدة تتحدث عن أزمة شح المياه في اليمن، بينما تقوم الـ”يونيسيف” بالتوقف عن تزويد محطات المياه والصرف الصحي بما تحتاج إليه. ودعا الأمم المتحدة إلى التعامل مع ما يحصل في اليمن كصراع دولي وليس كصراع داخلي، في حال أرادت حل الأزمة، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي الجديد مطّلع على كل ما سبق، وأن أمامه فرصة لإثبات جدية الأمم المتحدة في إيجاد حلول.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق